بغداد/ نورا خالدتصوير/سعدالله الخالديتنتشرفي العديد من مناطق بغداد والمحافظات الفرق الموسيقية الشعبية التي يعتبرها العراقيون من اهم مكملات افراحهم ومناسباتهم خاصة في الاعراس وختان الاطفال وحتى في توديع واستقبال الحجاج. ما يجذب الانتباه الى تلك المحال هو الالات الموسيقية المختلفة التي يُعزف بها معلقة في واجهاتها وهي بمثابة اعلان عنها، وغالباً ما تحمل تلك المحال اسماء تقترن بالافراح.
غابت هذه الفرق في الفترة السابقة بسبب اعمال العنف الا انها عادت بعد عودة الامن لتشارك العراقيين افراحهم. تجولنا في حي الفضل الذي تكثر فيه محال الموسيقى الشعبية ووقفنا امام احد تلك المحال الذي كان اصحابه يقفون خارجا.ً وعندما توجهنا نحوهم اعتقدوا باننا زبائن فسارعوا لادخالنا الى المحل، وبعد ان عرفوا هويتنا رحبوا بنا وسألت صاحب المحل الذي كان يحمل اسم (حسن) عن الاقبال على الفرق الموسيقية الشعبية الآن فقال: لا يكاد يخلو يوم واحد من عمل. فبعد ان قل عملنا في الفترة السابقة بصورة كبيرة بسبب الظروف المعروفة، اضطررنا الى ان نعمل خلسة في داخل البيوت من دون ان نذهب الى مناطق بعيدة، وكنا نرفض العزف في الشوارع. اما الان فعدنا لممارسة نشاطنا. ثم تحدث لنا شريكه كريم عن الاجور قائلا: تختلف اجورنا حسب اليوم، فمثلا نأخذ أعلى اجر في يوم الخميس لأن اغلب الاعراس والافراح تكون في هذا اليوم ويكون الاجر مابين 125 – 150 الف دينار، اما بقية الايام فيكون من 75-100 الف بالنسبة لحفل الزفاف. اما الختان فأجره 50 الف دينار، ويكون الحجز قبل يوم او يومين من المناسبة مع توفير سيارة تقلنا من مكان عملنا وتعود بنا بعد انتهاء الحفلة الى نفس المكان. ونعول على الشوباش أيضاً، اذ يصيح صاحب الفرقة (شوباش محبة للعريس) فيقوم اصدقاء واهل العريس برمي النقود على اعضاء الفرقة مجاملة للعريس. واضاف:بعد ان ننتهي من العزف نجمع المال الذي حصلنا عليه ونقسمه فيما بيننا وأعلى اجر يأخذه عازف الترامبيت (البوق) وهو نصف المبلغ،اما بقية العازفين وهما عازف الطبل وعازف الرق فيكون اجرهما 15 %. انتقلنا الى محل اخر وهو محل (الأعراس) الذي لا يبعد عن المحل السابق سوى خطوات قليلة، فحدثنا صاحبه قائلاً: لا يقتصر عملنا على الافراح فقط بل نرافق نوادي كرة القدم الى الملاعب لتشجيعها. وتقوم رابطة المشجعين باعطاء مستحقاتنا المالية ونسافركذلك مع المنتخب الوطني الى البلدان العربية لتشجيعه ونشارك في المهرجانات الوطنية مثل (يوم بغداد) وافتتاح المشاريع وغيرها. وفي هذه المناسبات نقوم بعزف المربعات البغدادية (الجالغي البغدادي) والاغاني التراثية. وعن الاغاني التي يقومون بعزفها قال: نعزف الاغاني الجديدة والخفيفة التي تكون مطلوبة من قبل الشباب، اما الاغاني القديمة فيطلبها كبارالسن دائماً. وتختلف طبيعة المعزوفات، تبعا للآلات الموسيقية المستخدمة حسب المناطق. ففي بغداد تستخدم الموسيقى الهوائية بانواعها والطبول، بينما تعزف هذه الفرق الموسيقية في المناطق الغربية من العراق موسيقى دبكة (الجوبي)الشعبية. وفي الجنوب، البصرة خاصة، تعزف الموسيقى الخليجية. بينما تعزف الموسيقى الكردية في اقليم كردستان بواسطة المزماروالطبل. وهناك عوائل تطلب الزفة الاسلامية وهي عبارة عن اناشيد في مدح الرسول، يصاحبها الضرب على الدفوف ويرتدي اصحاب الفرقة ملابس خاصة وهي (الدشاديش) البيض ويكون اصحاب الفرقة مختصين بمثل هذه الزفة. واكثر المواسم نفعا للفرق الموسيقية هو العطلة الصيفية.