اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وفاة مدرستين وطالبة...وإصابة أخرى بالسرطان في بغداد بسبب انبعاث إشعاع من مكتبة مدرسة

وفاة مدرستين وطالبة...وإصابة أخرى بالسرطان في بغداد بسبب انبعاث إشعاع من مكتبة مدرسة

نشر في: 13 نوفمبر, 2009: 04:57 م

«المدى» تلاحق قضية  الإشعاعات مجهولة المصدر تحقيق وتصوير/ أفراح شوقيكان الحديث قبل وصولنا يدور همساً مابين المدرسات  خشية إثارة الهلع بين الطالبات، ثم تحول الهمس الى كلام مسموع، واستغاثة معلنة لإنقاذهن من شبح الموت الساكن بين أركان ورفوف ودواليب المدرسة منذ سنوات !  وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها معاونة مديرة المدرسة بعدم التصريح للصحافة لكن زيادة حالات الإصابة بمرض السرطان،
 ووفاة مدرستين حتى الآن، كشفتا المستور ووجهتا  أصابع الاتهام صراحة الى انتشار مواد مشعة داخل أرجاء المدرسة بحسب تأكيدات المدرسات والمعاونة ذاتها فيما بعد، ما حقيقة الأمر؟ ولماذا اكتفت الجهات المعنية بالصمت إزاء هذا المشهد الخطير؟ وما قصة مكتبة المدرسة التي وصفوها بالمنكوبة بعد أن توفيت فيها مدرستان  حتى الآن والثالثة تشكو من أعراض مشابهة للمرض وهي تخشى إجراء الفحوصات!! كل هذا  حفزنا على ان  نتحرى الأمر  أكثر  لنكشف أجوبة المسكوت عنه عبر هذا التحقيق.المعلمات: أغيثونازيارتنا الى مدرسة  إعدادية عدن للبنات، في منطقة الشعب لم تكن ميسرة  بسبب الحواجز الكونكريتية التي أحاطتها ، علاوة على سوء تبليط الشوارع  المؤدية لها كما هو حال معظم شوارع بغداد، وقد هالنا منظر أكوام النفايات وبرك المياه الآسنة المتجمعة  قربها، كما ان البناية تبدو قديمة وبحاجة الى اعمال صيانة وتأهيل. أول من التقيتها كانت  جنان ياسين خلف مديرة متوسطة البسمة، المدرسة المدمجة مع اعدادية عدن، وحالما عرفتها بهويتي الصحفية،  قالت لي مستبشرة: (الله جابكم ، وينكم من زمان) كنّا نتمنى ان تصلونا  قبل هذا الوقت بكثير .نتمنى ان تطلعوا المسؤولين على حالنا المأساوية ،  فنحن نواجه الموت المحتمل في كل لحظة ولاحول لنا ولا قوة، وشرعت تقص الحكاية من البداية قائلة  : بالقرب من هذه المدرسة،كان هناك بيت مهجور عسكر فيه  الجيش الشعبي العراقي  في الفترة التي سبقت إحداث عام 2003 وكان  مكانهم محشواً بالعتاد والمتفجرات وأنواع الأسلحة التي كان  النظام السابق يخبئها في المدارس والبيوت السكنية  وحتى في بيوت الله  دون أدنى اهتمام بحياة الناس الآمنين والموجودين قربها، وبعد ان تعرضت بغداد للقصف ودخول القوات الأجنبية  إليها، قاموا بتفجير وإبطال خطر  الكثير من تلك المواقع بقصفها بالهاونات او القنابل التي لا نعلم مدى تأثيراتها او اخطارها على حياة المدنيين، وأتذكر ان  السنة اللهب المتخلفة عنها كانت مخيفة جدا حتى انها حولت الليل الى نهار،  وغدت أصوات القنابل المتفجرة كأنها حرب جديدة، ناهيك عن الشظايا والمواد التي تطايرت  فوق رؤوسنا، وتهديم معظم البيوت القريبة وكذلك المدرسة وسببت حوادث كثيرة آنذاك .أسلحة مدفونة! وتضيف كأنها تستذكر شيئاً خطيراً:  ما زال أهالي الحي يشكون بوجود عتاد او أسلحة ما زالت  مدفونة في ذات المكان، بعد ان ترك وعلته الأدغال والحشائش وما من احد يستطيع الاقتراب منه او إزالته ، وهو يحمل روائح كريهة، وصار مأوى للقاذورات . وبما ان المدرسة كانت مقابلة تماماً  للبيت المجاور الذي حدث فيه الانفجار فقد طالها الكثير من التدمير والشظايا ومخلفات اخرى  لا نستطيع استبعاد كونها مواد مشعة كانت سبباً في ظهور حالات مرضية  للمدرسات والطالبات ايضاً، خصوصاً مكتبة المدرسة وقد وصفناها بالمكتبة المنكوبة كونها تقع ملاصقة تماماً للبيت المتفجر، وتوفيت حتى الان مدرستان كانتا تشرفان على المكتبة!احداهن مدرسة كيمياء والاخرى مرشدة تربوية،وكذلك ابنة الحارس وهي  طالبة في الصف الاول المتوسط بعد ان اصيبت  بالسرطان،  اما الاصابة الجديدة فهي لمدرسة مادة الاجتماعيات فقد بدأت تظهر عليها  اعراض الإصابة بسرطان الثدي لكنها تخشى التصريح بذلك !قوات متعددة الجنسيات تفحص ايضاً وسالت محدثتي جنان مديرة مدرسة البسمة، الم تطلعوا جهة ما على الأمر، وتحاولوا الكشف عن المكان؟نعم، فقد جاءت منذ فترة بعيدة دورية للقوات متعددة الجنسيات، وعاينت المكان، ونقلنا لهم مخاوفنا،وطلبنا منهم جهازاً للكشف عن خطورة المكان بالنسبة للطالبات والمدرسات، لكننا لم نتلق اجابة مرضية، رحلوا بعد ان وعدونا باجراء اللازم ولكن..وقد وجهنا الكثير من الكتب الرسمية لكن لااحد يهتم بحالنا . واستدركت : ياليتني  اعرف عنوان جهة معنية كي تجد لنا حلا ونرتاح، تصوري ان المدرسات يصبن بالذعر حين يردن دخول غرفتي التي يثار حولها الشك بوجود مواد مشعة فيها . مؤخراً اتفقت مع مديرة الدوام الصباحي وتقصد اعدادية عدن للبنات، لاجل مراجعة مديرية تربية الرصافة الاولى او وزارة التربية لايجاد حل لمشكلتنا.تصوري ان المعنيين في مديرية التربية لايأبهون بمشاكلنا فقد قلنا لهم مراراً عن ضرورة فصل مغاسل النساء، لان حراس المدرسة يشاركون المعلمات فيها، لكن لا جدوى وكل الذي  فعلوه هو انهم  قسموا (التواليتات) بجدار وبقيت  المغاسل والطريق اليها واحدة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram