TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة المواطن: الـمـفـسـدون

نافذة المواطن: الـمـفـسـدون

نشر في: 13 نوفمبر, 2009: 05:04 م

عمار كاظم محمد يحكى أن حريقا شب في احدى الغابات فهربت جميع الحيوانات فيها وكانت النار تلتهم كل شيء حتى وصلت الحيوانات الى حافة أحد الأنهر. قفز من قفز الى الماء وغرق منهم من لم يستطع العوم، وكانت هناك عقرب قد وصلت الى الحافة لكنها لا تستطيع السباحة فظلت تحدق في الماء علها تجد أحدا تستنجد به لأنقاذها.
 وبينما هي حائرة في أمرها لمحت ضفدعا يعوم في النهر فصاحت به، ايها الضفدع الطيب أنت ترى ما أنا فيه من سوء الحال وهذه النار على وشك ان تلتهمنا جميعا فهلا صنعت لي معروفا وانقذتني من الموت غرقا أو احتراقا؟ قال الضفدع وكيف لي أن انقذك؟ فقالت العقرب يمكنك أن تحملني على ظهرك وتعبر بي للضفة الأخرى. فاجاب الضفدع وكيف لي أن آمن لك وانت عقرب فانا اخشى أن تلدغيني، فقالت العقرب اننا في حال النجاة من الموت الآن وليس في حال الخوف من الماضي فانقذيني وثقي انني لن اؤذيك، صدقت الضفدع كلمات العقرب وحملتها على ظهرها وفي منتصف النهر سقط احد الجذوع المحترقة من احد الاشجار فاثار موجة كبيرة اضطربت على اثرها المياه فما كان من العقرب الا أن حرك ذيله فلدغ الضفدع. صاحت الضفدع انظر ايها التعيس ماذا فعلت سنغرق كلانا الآن، فقالت العقرب ماذا افعل انني خلقت هكذا فهل يمكن لومي على أنني خلقت عقربا. وتلك في الواقع حال تمثل البعض من اولئك المفسدين الذين صعدوا على أكتاف الغير، كانت كلماتهم ووعودهم للناس تشبه كلمات تلك العقرب لكن فعلهم حينما وصلوا الى مواقع القرار والسلطة أنهم ابتدأو بالنهب والسرقة للمال العام حتى وان ادى هذا الى غرق المركب الذي يركبونه، وربما يعود احد هذه الاسباب ليس فقط لتلك الوعود فقط قدر ما يتعلق الأمر بقضية المحاصصة السياسية وما افرزته من نتائج ادت الى صعود البعض ممن لا يمتلكون الكفاءة قدر ما يتملكون الولاء لمن استخدمهم فكانت النتيجة هو تردي الاوضاع. هذا ما يلاحظه الناس في مختلف جوانب الحياة في مدن العراق والذي يتمثل بما نراه من سوء الخدمات المقدمة للمواطن والنقص الواضح في تقديم اي شيء يدعم ظرف الناس على الرغم من الأموال الطائلة والميزانيات الضخمة التي يتم رصدها سنويا لمشاريع اثبتت فشلها وعدم جدواها أما بسبب الفساد والمفسدين واما بسبب ضعف الرقابة الوطنية على تلك المشاريع. اذ لا وجود للجان فحص وتدقيق للحسابات ولا وجود للجان يتم التأكد فيها من مطابقة تلك المشاريع للمواصفات المطلوبة في عروض تلك المشاريع وهكذا تضيع الأموال ويبقى المواطن دائما هو الضحية التي تدفع ثمن ذلك الفساد متمثلا بسوء اوضاعه وافتقاده أبسط الشروط الصحية والحياتية التي يعيشها اي مواطن آخر في اي بقعة من بقاع العالم.اذن متى تظل عقارب الفساد تنهش لحومنا وتسرق أموالنا؟ والى متى يظل المواطن يصدق الكلمات والوعود التي يطلقها البعض والنتيجة غرق الجميع في دوامة الفوضى والضياع؟ مانتمناه ان تفرز الانتخابات المقبلة الغث من السمين بعد تجربة مريرة مع الفساد والمفسدين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram