TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > منمنمات رعد فاضل تحت الضوء.. العالم الذي يمر ُ به الشاعر

منمنمات رعد فاضل تحت الضوء.. العالم الذي يمر ُ به الشاعر

نشر في: 14 نوفمبر, 2009: 04:13 م

محمود النمر اول صفحة من هذه المجموعة تجد جملة على صفحة بيضاء حالمة:...الى العالم/وانا أمر ُّ به ِ...توحي هذه العبارة الى ان حدث ما سيحصل حينما يمر الشاعر على مدن العالم،ربما يترك اسئلة لاتشبه بعضها البعض، تختلف بأسلوب الطرح من مدينة الى اخرى،
ربما هي اسئلة تثير الشك ولا تترك مجالا للمراوغة او هو يترك آثارا ً واضحة للعيان توحي بان إنسانا ً ذا صفة خارقة مر من هنا يرقب الاشياء التي يجهلها الاخرون، ويمنحها صفة المثول. لا لن املأ بعد هذه الليلة –جيوب النجوم بالشمس – تكفي ظلام هذا العالم –حفنة ضوء – الشاعر يرى الظواهر ليس كما يراها الاخرون وقد يتخذ التوصيفات اوهي عين الشاعر التي تختلف عن كل العيون وتعطي ابعادا في الحدث لذلك هو يمنح في آن واحدة،بعدان..بعد الوصف وبعد الدهشة بينما يرى الاخرون بعد الحدث وهذا هو الفرق في عين الشاعر –لاافهم الزلزال إلا ان الارض تشقق قمصانها –مالا افهمه ُ واكتمه ُ: كيف يظل يحطم ُ رأسه ُ الموج ُ على الصخور؟. هذا الحدث يومي يراه العابرون بلا اسئلة بينما ترى هذا الشاعر معبأ ً بالاسئلة لايمر على مكان الا ان يتوقف فهو كثير التوقفات عند المعابر والمحطات لذلك هو يسأل –احيانا تاتي راكبة حصان النثر عبارتي،فيما حصان الشعر يحمحم ُ وحده ُ بين السطور،كنت اتمنى لو اطلق صفة فرس النثر،بدلا من حصان النثر حتى يظهر الفرق واضحا من حيث القوة والذكورية وبين الانوثة والايروسية. الجملة الشعرية تعتمد على الدهشة حتى تحدث الارتباك الذي تقصده قدرة الشعرفي هذا التشابك الكوني مابين الموجودات الكونية، لذلك هو يركب حصان الضوء الجامح ويحمحم ثم يقفز بقوة الشعر وقوة الضوء –يخيل مرات الي ّ- اني راكب ٌ ظهر الشمس – ماأجملها فرسا ً- يتمتم ُ في سره – ويعجب ُ الظلام – من قديم اهدى الوقت ُ الضوء نعالين – فصار َ يمشي – ويبقع هكذا – وجه الليل بالنجوم –من هنا ابدأ احتجاجاتي القرائية التي تمنحني صفة الاعتراض التلقائي وليس صفة الاعتراض السلطوي،ان الضوء هو الذي منح الوقت الحياة والحركة من خلال دورة الكواكب لذلك كانت معادلة محسوبة اذا اعدنا الاشياء الى اصولها الصحيحة فمادام هناك ضوء هناك وقت يسمى العمر المحسوب على جسد الاشياء،ولكن هي قدرة الشعر التي تعطي بلا مقابل كما تشاء وبلا حسابات وبلا ثوابت. في القسم الثاني من الديوان تجد جملة –اليها/ولها وحدها...وحدها...هذه توصيفات ووصايا معلنة ومخفية في آن واحد يستعمل تمرد اللغة في منح الحب لغة اخرى ومعان اخر –ثقيلة احمال الحب –من هنا ظهر العاشق قوس؟/كم يكاد ُ عليها القميص ُ يغني –ياليتني خيوطه والمغني،يحاول ان يمنح الحب الخيال الذي يتميز به الحب دائما في القلوب،يطرق جميع الابواب ويلامس جميع المباهج ولايتوانى عن البوح والمشي وراء الحب حتى وان كان اعمى لانه سيمنحة البصيرة دون ان يبصر-الحب اعمى-غير اني دائما –واضع ٌ يدا على كتفه – ويدا على وجه العصا –عجبا –اعمى يقوده اعمى –ما الحب الا عينان تذوبان على عينين.تتراوح لغة الحب بين الظهور والتخفي،مد معلن،وجزر متخف: -لاتزال تلملم في سلة أساها وتعلقها في عنق الريح – ولايزال كلما قش بغصن ٍ يابس ٍ آثارها يخضّرُّ بين اصابعه الغُصن. يحاول الشاعر رعد فاضل ان يمنح هذا صنف الحب الثاني في هذه المجموعة ايقاعات كنسية مفرحة وليست حزينة بالرغم من تقادم عمر الشاعر ولكنه يصهر هذا التقادم بزلزال اللغة وسياقات الاستعارات فتظهر الجملة الشعرية كحبات الزيتون السود تحت المطر،تبدو اكثر بريقا في الضوء بعد ان غسلتها قطرات المطر وازاحت عنها الغبار،وهو غبار تقدم عمر الشاعر الذي مازال ينبض قلبه بالحب ويتلصص كساحر في حيرة من امره –غالبا ما تكونين مقفلة/وانا وسحري/حائرين نقلب الاقفال،انه موله الى حد الجنون ويعلنها امام الملأ –لم لا تفهمون؟!/الحب ُكالشعر – كلاهما ارجوحة ٌ – حبلاها الجنون. كلما تكتمل جملة الشاعر بعد مرور سنوات من العشق والتجربة تكون الاستعارات جدا صادقة بالتوهج ومزدحمة بالفحولة وتزيح المتوقف على جمر الرغبة العارمة –كلما ثملت بالوردة –اتكىء على زندها – لاازال وصافا لعطرها – آآآه ياحمالة العطر – الوصف اسى – والشمُ راحة. انها مجموعة تستحق عناء القراءة لانها بقدر ما تمنحك الرغبة للوصول الى هدف الشاعر،هي تسطو على مركبات الكلمات التي تملكها لتجعل لها لونا آخر لقدرتها على تغيير المعاني والاستعارات والكنايات التي يمتلكها الساحر والشاعر رعد فاضل،وهي قدرة سطوة الشعر الغامرة للنفوس التي تحلم بحيوات اخرى لايحلم بها غير الشعراء والذين يخلقون الجمال في البهاء الابداعي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram