علي القيسي"اذا ساءت ايام المرء ساءت اخلاقه".. حقيقة علمية ادركها بتبصر علماء الاجتماع والباحثون في تحليل الظواهر الاجتماعية عامة، وما خفي كان اعظم. يبدو لي ان هذه الحقيقة الواقعية هي محصلة طبيعية لآفة البطالة، والبطالة كما معروف هي أم العيوب.
ومنذ ان تدهورت منظومة القيم الاجتماعية اصيبت ايضا المبادئ الاولية للاخلاق بمقتل، نتيجة الضغوط التي ولدتها الظروف الحرجة في السنين الاخيرة، فطفت على سطح المجتمع ظواهر سلبية تهدد مستقبل شبابه الذين هم في حالة من النكوص والتراجع في اغلب مستوياتهم العلمية والثقافية. واذا كنا قد اشرّنا اشياء محددة، فقد غابت عنا اشياء اخرى. حيث كشفت تقارير صحفية نشرت هذا الاسبوع، عن انتشار تعاطي المخدرات بانواعها المختلفة بين الفتيات.!! "كانت عايزة والتمت". تميزت هذه التقارير بالمصداقية لانها عززت ما ذهبت اليه بيانات صادرة عن جهات رسمية في مقدمتها وزارتا الصحة والداخلية. لايخفى ان ادمان المخدرات من اتعس الظواهر السلبية التي اعترت مجتمعنا لاسباب لاتخفى على اللبيب، لكن الاطلاع على هذه الاحصاءات والتفكر بتداعياتها المستقبلية يصيبنا بالصدمة ويزيد من احباطنا. فقد كشف مدير برنامج مكافحة المخدرات الدكتور سيروان كامل – بحسب التقارير المعلنة- عن ان عدد المدمنين في محافظة ميسان وحدها يشكلون 5% من نفوس سكانها ، في حين بين مدير معهد الامراض السارية في محافظة النجف ، ان عدد حالات الادمان في المدينة بحسب سجلات المراجعين 4000 حالة . اما اعلى نسبة وفيات نتيجة الادمان – بحسب التقارير – فكانت من نصيب محافظة كربلاء. هذه التقارير هي من جهات حكومية رسمية موثوق بها وليست من جهات مريبة تهدف الى غايات مبيته من اجل تضليل الرأي العام كما تعودنا في السنين الاخيرة. مصداقية هذه التقارير اذن صادمة ومرعبة ومخيبة للآمال، شباب بعمر الزهور هم الآن على حافة الموت. ارجو ان تكون هذه التقارير قد قرعت جرس الانذار لكل ذي بصيرة ليتنبه لتداعيات الاخطار المحيطة بنا، خصوصا بعدما تمدد هذا السرطان المرعب ليصل الى فتياتنا ليكـّن بين فكي الفجيعة . ارجو ان لا اكون سوادويا فيما طرحت الا انها الحقيقة المرة . وحسبك من الشر سماعه في عالم يركض مسرعا ًنحو المجهــــــول.
كلام ابيض : فتيات بين فكي الموت
نشر في: 16 نوفمبر, 2009: 06:31 م