بغداد / المدى منذ مطلع السنة تكثفت زيارات المسؤولين العراقيين والفرنسيين المتبادلة للدولتين ، فقد زار نيكولا ساركوزي بغداد في شباط الماضي فيما زارها رئيس وزرائه في تموز فرانسوا فيون. وفيما تقدر كلفة اعادة اعمار العراق بحوالي 600 مليار دولار تم توقيع عدة عقود بين العراق وفرنسا في مجال الامن الداخلي والعسكري بضمنها بيع 24 مروحية.
 الى ذلك توجه رئيس الجمهورية جلال طالباني امس الى العاصمة الفرنسية باريس، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال الرئيس طالباني قبيل مغادرته مطار السليمانية الدولي، في تصريح صحفي، ان الهدف من زيارته هو توقيع عدة بروتوكولات وتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين، بما يخدم المصالح الوطنية للشعبين الفرنسي والعراقي. و أشار طالباني الى انه سيزور بولندا أيضا ويعقد إجتماعات مع المسؤولين هناك. مضيفا بصدد زيارته فرنسا : انها زيارة رسمية و بيننا بعض الاتفاقيات والتفاهمات نأمل أن تتم في هذه الزيارة، وهي تشمل الجوانب الاقتصادية والعسكرية والتجارية والمسائل التي تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وما نرجوه من فرنسا أن تساعد العراق على الخروج من طائلة البند السابع. وأضاف وفي بولندا لدينا مشكلة الديون ومشكلة الدعاوى التي أقمناها على بولندا، نتمنى أن نحل هذه المشاكل هناك. وفيما يخص المصادقة على قانون الانتخابات، أشار طالباني الى أنه حدثت نقاشات وسجالات مطولة في مجلس النواب حول قانون الانتخابات، وكانت المسألة الأساسية سجل الناخبين في كركوك، مبينا انه و بجهود كتلة التحالف الكردستاني وحلفائهم حلت هذه المسألة، حيث تم القبول بسجلات الناخبين لعام 2009، مشيرا الى أن التحالف الكردستاني اقترح أن تكون نسبة المقاعد التعويضية 15%، الا ان المقترح لم ينل القبول وأقرت نسبة 5%. وأضاف طالباني بعد ورود القانون الى رئاسة الجمهورية رأينا أنه إذا نقضنا القانون فإن الانتخابات ستؤجل الى شهر آذار، لذا ارتأينا أن نصادق على القانون، وفي الوقت نفسه نبعث برسالة الى مجلس النواب لتعديل هذه الفقرة وجعل نسبة المقاعد التعويضية 15%. هذا ويرافق رئيس الجمهورية في زيارته فرنسا وفد حكومي كبير يتألف من كل من: وزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير المالية ووزير العلوم والتكنولوجيا ورئيس هيئة الإستثمارالعراقي بالإضافة الى نائب رئيس حكومة إقليم كردستان ورئيس هيئة الإستثمار في حكومة الإقليم، حيث سيبحث الوفد مجمل القضايا التي تخدم العلاقات بين العراق و فرنسا وعلى جميع الصعد، بالإضافة إلى المسائل الدولية والإقليمية. وسيجري طالباني غدا الاربعاء محادثات في مقر منظمة ارباب العمل الفرنسيين ، وقال دوني بوشار من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان فرنسا مؤهلة جدا للعودة بقوة على الصعيد الاقتصادي الى العراق. يذكر ان شركة مطارات باريس الدولية فازت في الاونة الاخيرة بعقد بقيمة 28 مليون يورو لاجراء دراسات من اجل بناء مطار بالقرب من مدينتي النجف وكربلاء المقدستين ، فيما ستتولى شركة ثاليس برمجة معلومات الاحوال الشخصية العراقية بعقد قيمته 4 . 12 مليون دولار. من جهته اعلن السفير الفرنسي في بغداد بوريس بويون ان عدة اتفاقات سيوقعها الرئيس العراقي خلال زيارة الدولة التي يبدأها الاثنين الى باريس، وهي الاولى لرئيس عراقي. وردا على اسئلة اذاعة اوروبا-1 لمعرفة ما اذا سيتم توقيع عقود جديدة خلال هذه الزيارة التي تستغرق اربعة ايام قال السفير الفرنسي سنتوصل الى سلسلة اتفاقات تجدد تماما العلاقة الثنائية في مجالات الدفاع والامن الداخلي والتعاون واتفاقات في مجال الطيران والثقافة والاقتصاد". واضاف الدبلوماسي ان الاتفاقات الاقتصادية ستتيح "لوكالة التنمية الفرنسية المجيء الى العراق" وستشمل ايضا "المؤسسة الفرنسية للتجارة الخارجية". وتابع "نقوم بتطوير تعاون حديث تماما يستند على اساس شراكة عامة-خاصة تتيح مضاعفة قوتنا ونفوذنا بدون ان يكلف ذلك كثيرا دافعي الضرائب الفرنسيين".