TOP

جريدة المدى > مواقف > أوباما لم يخرج أميركا من عزلتها

أوباما لم يخرج أميركا من عزلتها

نشر في: 17 نوفمبر, 2009: 03:52 م

تنتاب المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية مشاعر الإحباط من عدم إقدام الرئيس باراك أوباما على تفعيل التغييرات السياسية الكبيرة التي أعلنها تجاههما، الآن وقد انقضى عام كامل على انتخابه. فمن ناحية، يعتبر تراجع إدارة أوباما عن مطالبة إسرائيل بتجميد جميع أنشطة بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية،
مؤشرا على إستسلامها لحكومة بنيامين نتنياهو وحلفائه من اليمينيين المنخرطين في صفوف مايسمى «لوبي إسرائيل» في واشنطن. ومن ناحية أخرى، يعتبر قرار الإدارة الأمريكية بالتراجع عن مطالبها بإعادة رئيس هندوراس مانويل ثيلايا إلى منصبه الذي نحّاه عنه انقلاب 28 يونيو/حزيران الماضي، كشرط لقبولها بإنتخابات 29 الجاري، علامة على إستسلامها للانقلابيين وصقور مجلس النواب الأمريكي. هذا التراجع عن المواقف أثار حالة من خيبة الأمل بين حلفاء واشنطن في الإقليمين، من الأردن والسلطة الفلسطينية ومصر والمملكة السعودية في المنطقة العربية، إلى دول أمريكية لاتينية وخاصة البرازيل. كما عزز هذا التراجع في مواقف إدارة أوباما، الانطباع السائد سواء بين اليمين المعادي له واليسار المؤيد له، بأنه ليس على استعداد لإنفاق رأسماله السياسي المتآكل، في مبادرات سياسة خارجية وقضايا مبادىء نحو العالم الخارجي. ففي القاهرة، تحدث أوباما عن «بداية جديدة» بين الولايات المتحدة والمسلمين على أساس «المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل». ووصف المعاناة الفلسطينية بأنه لا يمكن قبولها، ووعد بالعمل دون كلل لتحقيق حل الدولتين، وشدد على أن «الوقت قد حان لوقف تلك المستوطنات» اليهودية. وازداد إحباط حلفاء واشنطن في المنطقة العربية، على ضوء تحدي نتنياهو لمطالب أوباما بوقف جميع أنشطة المستوطنات اليهودية، التي كررتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بقوة في مايو/مايس، ثم بدأت واشنطن في التخلي عنها في سبتمبر/أيلول عندما ضغط أوباما على نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس للالتقاء والعمل على استئناف محادثات الحل النهائي. يلي ذلك إمتداح كلينتون، في زيارتها للقدس في 31 أكتوبر/تشرين الاول، لعرض نتنياهو تقييد أنشطة الاسيتطان اليهودية الذي وصفته بأنه «غير مسبوق»، والذي صاحبته بانتقادات لمحمود عباس لاشتراطه تجميدها. فجاء ذلك بمثابة ضربة قاضية للآمال العربية التي أثارها خطاب أوباما في القاهرة، خاصة وأنه تبع حالة القهر التي واجهها عباس بسبب تقرير غولدستون عن جرائم الحرب الإسرائيلية خلال حربها على غزة، ما أضعفه وحمله علي إعلان عدم رغبته في الترشح لانتخابات يناير/كانون الثاني. فعلق كريس تونسينغ محرر «ميدل إيست ريبورت»، قائلا أن «تراجع أوباما في مسألة المستوطنات قد هشم آمال العرب التي أثارها خطابه في القاهرة». “ولم يكن عباس المصاب الوحيد، بل غيره من الأنظمة العربية حليفة الولايات المتحدة أيضا». وشرح أن «يحذر ملك الأردن عبد الله من كارثة عدم تسيير المفاوضات، وتظهر الحكومة المصرية أكثرا فأكثر بمظهر العميل الأمريكي الإسرائيلي العاجز عن الحصول من واشنطن على مكافأتها على حبك الحصار على غزة، فيما تعتبر المملكة السعودية أن ذلك يعطي دفعة هائلة لنفوذ إيران في المنطقة». فسعت إدارة أوباما إلى التخفيف من وقع اعتناق كلينتون لسياسة نتنياهو بقولها أنها ما زالت تعتبر المستوطنات الإسرائيلية «غير مشروعة»، وإسقاطها اصطلاح «غير مسبوق»، وتنويهها بأن اللقاء الأخير بين أوباما ونتنياهو لم يكن حارا. لكن انتخاب أوباما لم يثر الآمال في المنطقة العربية فحسب بل وفي أمريكا اللاتينية أيضا، فقد كان قادة المنطقتين يشعرون بأن الإدارة السابقة غالبا ما تجاهلت مصالحهما، بل واتسمت بتأييدها القوي لإسرائيل وعدائها الشديد لكوبا وفنزويلا بزعامة هوغو تشافيز. فعلي غرار ما قاله في القاهرة لاحقا، تعهد أوباما أمام قمة الأمريكتين في ترينيداد وتوبوغاو في أبريل/نيسان الماضي، بالتواصل علي أساس «التبادل المحترم»، وأعلن أيضا عن «بداية جديدة لكوبا». وعندما بدأ قادة أمريكا اللاتينية يشكون من إبطاء إدارة أوباما مساعي التفاهم مع كوبا، جاء انقلاب هندوراس في 28 يونيو/حزيران وموقف واشنطن منه، ليلقي مزيدا من الظلال علىي سياسة الرئيس الأمريكي. ففي البداية تجاوب اوباما مع مطالب رؤساء بلدان منظمة الدول الأمريكية بإعادة الرئيس مانويل ثيلايا إلى منصبه على الفور. لكنه تباطأ في ممارسة الضعوط الجادة اللازمة على الحكومة الانقلابية التي أطاحت به، وذلك بسبب اعتراضات النواب الجمهوريين اليمينيين الشرسة. والنتيجة أن وقعت أمريكا اللاتينية في حالة من الإحباط المتنامي. ثم تحركت واشنطن على ضوء قرب انتخابات 29 نوفمبر/تشرين الثاني في هندوراس، وحققت في 30 اكتوبر اتفاقا بين ثيلايا والرئيس الإنقلابي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ما افترض أنه يشترط عودة ثيلايا إلى منصبه. لكن المفاوض الأمريكي الرئيسي أكد لشبكة «سي إن إن» ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التشكيلة الاساسية للمنتخب الوطني أمام اليمن

اكتشاف مقبرة جماعية تضم عشرات الضحايا في المثنّى

الجولاني: تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة

العراق يحتل المرتبة 70 في مؤشر الجوع العالمي لعام 2024 ويحقق تحسنًا طفيفًا

أفراد الجيش السوري السابق يسلمون أسلحتهم لهيئة تحرير الشام

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram