الكتاب: رسائل ت.س. إليوت ترجمة: المدى صدر جزء جديد من رسائل ت. س. إليوت، الشاعر الذي رددت أعماله الأولى صدى تحرر جيل من الاوهام بعد الحرب العالمية الأولى وكانت الاجزاء الأولى من هذه الرسائل قد أساءت إلى سمعة الشاعر الكبير في حين نجد الجزء الجديد يعيد اليه ما فقده.
 أن هذه الرسائل المنشورة التي صدر الجزء الخاص بها هذا الاسبوع قد كتب في عشرينيات القرن الماضي وتبودلت بين إليوت ومعارفه في الغالب. وهي تفضح زيف الادعاءات التي أظهرت إليوت رجلاً قاسياً يسيء معاملة زوجته إنه، وكما تبين الرسائل كان متهماً بمرض زوجته فيفيان التي تزوجها عام 1915 وهو في السادسة والعشرين من عمره. لقد كان يائساً لعدم تشخيص مرضها ومشاكلها العقلية، بل أنه في احدى الرسائل يكتبـ "لقد حاولت قتل نفسي". والشاعر ت.س. إليوت المولود في أميركا، نال الجنسية البريطانية في عام 1927، الذي اختير فيه حسب التصويت الذي اجرته BBC، لقب أفضل شاعر للامة. لقد تعرضت سمعة إليوت لحملة شديدة واضعة إياه بعدم الاهتمام بزوجته المريضة التي وضعها في مستشفى للامراض العقلية على أساس كونها مجنونة وقد تحولت تلك الادعاءات إلى مسرحية لمايكل هاستينغز بعنوان "توم وفيف"، تصوّر العلاقة بين الاثنين، ثم إلى فيلم سينمائي رشح لنيل الاوسكار قام بتمثيل دور إليوت الفنان ويليام دافو وبدور زوجته ميراندا ريتشارد سون. وت.س إليوت، الذي عمل محاسباً في مصرف لويدز ـ لندن، ظل في تلك الوظيفة من أجل الحصول على المال لعلاج زوجته المريضة، مضافاً إلى ذلك إجهاد نفسه في كتابة القصائد والتحرير في مجلة كريتيريون الأدبية. كان إليوت، في رسائله يائساً من تحسن صحة زوجته ومرضها الذي استمر عدة أعوام. كما يقول هاستينغز فإن إليوت قد ترك فيفيان عام 1933 وكانت في مصحة للامراض العقلية من 1938 حتى وفاتها في 1947، أي قبل عام من نيل الشاعر جائزة نوبل، وهو لم يزرها قط في خلال تلك الاعوام، مع أنهما كانا ما يزالان متزوجين. ورسائل إليوت قد جمعت وصدرت في أجزاء والجزء التالي لهذا الأخير سيتناول تلك التي كتبها أو تبادلها مع آخرين في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، ويصدر بعد عامين، وهي ستنفي عنه صفة عدائه للسامية التي أشيعت عنه ويقول الباحثون القائمون على تصنيف رسائله، أنهم لم يروا فيها ما يشير إلى اللاسامية. وكان انطوني جوليوس، قد أصدر كتابا يثير فيه ذلك الموضوع، مشيراً إلى عدد من قصائده. ويقول جوليوس: "أنه أخذ الامور العادية المعروفة عن اليهود، واستخدمها بإبداع في عمله ولا يعني حقيقة كونه صديقا لعدد من اليهود أي شيء نحن جميعا نعيش في حياة تضم التناقضات". لقد باح ت. س. إليوت بما في جوانحه عبر قصائده معترفا أنه تأثر بشدة من مرض زوجته الاولى وعدم الانسجام الذي كان بينهما. وفي أوراقه الخاصة كتب في اعوام الستينيات، "بالنسبة إليها، لم يجلب الزواج أي سعادة. أما لي فقد كان حالة فكرية نتيجتها "الأرض الخراب" التي كتبها عام 1922، وهي تعتبر واحدة من القصائد المحددّة لسمات القرن العشرين. وقد ساهمت فيفيان أكثر من مجرد تهرئة الحالة النفسية للشاعر بل بمساعدته على تهيئة عمله الذي يبدأ بـ "نيسان هو أكثر الأشهر قسوة". وكما يلاحظ في الرسائل المنشورة، أن بعض كلماتها والعبادات التي ترد بين السطور، هي صدى للارض الخراب. وفي القصيدة يكتب: ذلك الذي كان يعيش ميت الآن "نحن الذين كنا نعيش نموت الآن"بصبر قليل". عن الصنداي تايمز