بقلم/ زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي،
في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الرابعة والثلاثين عن مسيرة لاعب الزوراء والقوة الجوية والمنتخبات العراقية حساني علوان الذي ولد في بغداد عام 1955، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بداياته بدأ حسين علوان المعروف باسم (حساني علوان) حياته الرياضية مثل بقية أقرانه من خلال الفرق المدرسية ثم الفرق الشعبية في منطقة الكرخ وبما أنه يمتلك المواصفات المثالية للاعب كرة القدم من طول فارع وقوة جسمانية هائلة ولياقة بدنية عالية وفكر كروي جيد داخل الساحة فأن عين مكتشف النجوم ومؤسس المدرسة الزورائية المدرب القدير الراحل جرجيس الياس كانت له بالمرصاد. لذلك قام هذا المدرب بضمه إلى فريق السكك (الزوراء) حالياً وكان حساني يتدرب آنذاك إلى جانب أبرز نجوم الزوراء أمثال جلال عبد الرحمن، علي كاظم، حازم جسام. وبعد مدة أعطاه جرجيس الياس الثقة الكاملة بأن يكون أحد اللاعبين الأساسيين في فريق الزوراء الذي منه رصدته عين تدريبية أخرى لتمنحه فرصة أكبر وأكبر حيث دعاه المدرب الاسكتلندي الراحل داني ماكلنن إلى صفوف المنتخب الوطني عام 1975 بعد إن وجد فيه المواصفات التي يبحث عنها كونه كان يعتمد أسلوب الكرة الانكليزية الذي يتميز باللعب الطويل والعالي ومثل هذا الأسلوب يحتاج إلى لاعبين يمتلكون الطول الجيد والقوة الجسمانية وهاتين الميزتين متوافرتين في حساني علوان. كان حساني علوان لاعبا أساسيا في تشكيلة المنتخب الوطني عندما كان ماكلنن مدربا له ويقول حساني علوان عن هذه المرحلة مع المنتخب: "لقد دعاني المدرب ماكلنن إلى صفوف المنتخب الوطني عام 1975 بعد أن ظهرت بمستوى متميز مع فريق الزوراء. حيث كان هذا المدرب يبحث عن لاعبين جدد يعوض بهم اللاعبين الذين بدأ عمرهم في الملاعب يتقدم، لذلك اختارني مع مجموعة من اللاعبين أمثال هادي احمد عادل خضير، صباح عبد الجليل، محمد طبرة وآخرين وكنا عند حسن ظنه وقدمنا مستويات جيدة في العديد من المباريات والبطولات المختلفة التي شاركنا فيها بعد عام 1975". ويرفض حساني علوان الاتهامات التي توجه له والمتمثلة بأن ماكلنن أختاره لأنه يمتلك الطول والقوة الجسمانية فقط حيث يقول: " أن أي مدرب عندما يتسلم مسؤولية فريق جديد يريد أن ينجح معه والنجاح يحتاج إلى أسس في العمل والى أدوات جيدة هو من يختارها، لذلك فأن ماكلنن كان من هذا النوع من المدربين، ولهذا تابع مباريات الدوري بشكل جيد وبتجرد، حيث لم تكن له أية علاقة تذكر مع اللاعبين الجدد الذين أختارهم لكي يلعبوا للمنتخب لأول مرة وأنا واحد منهم، بل أنه وجد فيهم المواصفات التي يحتاجها وكانت له قناعاته الخاصة في هذا الأمر والدليل إن معظم اللاعبين الذين أختارهم حافظوا على مراكزهم في المنتخب الوطني لسنوات طوال بعد مغادرته العراق وهذا دليل آخر على أنه لم يكن يجامل أبدا في اختياراته، هذا قولي يمثل أمراً عاماً، لكن ما يخصني شخصيا أني كنت لاعبا أساسيا في فريق الزوراء في قمة مستواه الكروي وكنت العب في خط الوسط إلى جانب لاعبين كبار أمثال حازم جسام، فتاح محمد، الراحل عبد الإله عبد الواحد وقد خضعت معه اختبارات عديدة من خلال الوحدات التدريبية والمباريات التجريبية وكان يكلفني بواجبات معينة كنت أنفذها بدقة تامة وكان يشيد بمستواي الفني وبقدرتي على تطبيق ما يريده مني وبشكل حرفي". وعن الأسباب التي أدت إلى إبعاده عن المنتخب بعد مغادرة ماكلنن قال حساني علوان:" بما إن الأمر أصبح في ذمة التاريخ فلابد هنا من قول الحقيقية من دون الإشارة إلى الأسماء التي تسببت بعدم استدعائي للمنتخب ثانية بعد ابتعاد ماكلنن عن العراق وهذه الحقيقة برغم مراراتها لكن لابد إن أذكرها حيث أن هناك لاعبين في المنتخب الوطني كان لديهم نفوذ قوي وسطوة على المدرب اليوغسلافي كاكا الذي أستلم المهمة بعد مغادرة ماكلنن العراق، إذ أقنع هؤلاء اللاعبون - الذين أخجل الآن من الإشارة إليهم، لأن مثل هذه الإشارة قد تسيئ لتاريخهم الكروي- المدرب كاكا بضرورة أبعادي عن المنتخب برغم أني كنت في مستوى فني وبدني جيدين". ويضيف: "إن هذا الأمر لم يقتصر على أبعادي عن المنتخب، بل أني تعرضت إلى ما يشبه المؤامرة في نادي الزوراء أدت إلى ابتعادي عن هذا الفريق الذي بدأت في مدرسته الكروية أولى خطواتي في عالم الكرة، حيث تعرضت إلى حرب شرسة من أحد اللاعبين المتنفذين فيه ومن ثم من قبل مدرب الفريق ومن دون أن أعرف الأسباب التي دعتهما إلى محاربتي، لذلك غادرت الزوراء مجبراً إلى فريق القوة الجوية وهو من
حساني علوان.. تألق مع الزوراء وأثبت وجوده وسط عمالقة المنتخب
نشر في: 17 نوفمبر, 2009: 04:23 م