وديع غزوانعانت مدن وقصبات اقليم كردستان كغيرها من مدن العراق الاخرى , سوء وتردي الخدمات سنوات طويلة وربما بشكل اكثرواشد مما تعرضت له مدن العراق الاخرى. وقد سعت حكومة الاقليم منذ 1992الى النهوض بهذا الواقع المزري، الا ان ظروف المرحلة انذاك الداخلية على مستوى الاقليم
والخارجية أعاقت تنفيذ الكثير من تلك الطموحات والاماني. وكان عام 2003وما أعقبه فرصة للقيادة الكردستانية للتعبير عن جزء من وفائها للشعب الكردي والعمل على تحقيق مارسمته من برامج خدمية لمواطنيها , فوضعت ميزانيات غير قليلة للخدمات العامة خاصة في قطاعات الماء والكهرباء والوقود وتنظيف المدن والقصبات والطرق والجسور وغيرها. ويكفي ان نشير هنا الى بعض ما تحقق. فبحسب ما تشير اليه الاحصائيات يوجد حاليا 235مشروعا تم انجاز بعضها والبعض الاخر في طور التنفيذ بكلفة تجاوزت 279مليار دينار موزعة على محافظات اربيل ودهوك والسليمانية. كما نفذت وزارة الاعمار والاسكان في الحكومة السابقة 23 جسرًا خلال عامي 2006ـ 2008, 11 منها في اربيل و8 في السليمانية و4في دهوك. ناهيك عن حملات تبليط مئات الكيلومترات من الطرق وحل مشكلة الكهرباء والجهود الجدية المبذولة لوضع حل جذري لمشكلة شحة المياه وارتفاع اسعار الوقود في بعض المدن. في زيارته الاخيرة الى احياء قركة وكورسات وكانيكورد ورابرين، دعا رئيس الحكومة الدكتور برهم احمد صالح الى التركيز على المناطق التي لم يجر تنفيذ مشاريع خدمية اساسية فيها وشدد على رؤساء الدوائربان يتابعوا تنفيذ المشاريع الخدمية الاساسية باعتبارها حاجة ملحة وضرورية، ويضعوا الخطط ليتسنى تخصيص المبالغ اللازمة لها في الميزانية. نعم لم يصل مستوى الخدمات بعد في الاقليم الى الرفاهة التي تطمح اليها القائمة الكردستانية , لكن ما انجز في السنوات الماضية والخطط التي بوشر بوضعها على مستوى الوزارات يؤشر علاقة صادقة يراد تكريسها بين المواطن والاجهزة التنفيذية مبنية على قيام هذه الاجهزة بالتزاماتها وتعاون المواطن معها وثقته بها , مع انضاج دور المعارضة لتمارس دورها الموضوعي في النقد البناء لتأشير مايحصل من هفوات هنا وهناك وهذا يصب في جانب التطوير بعيدا عن اسلوب تصيد الاخطاء وتضخيمها. ان وفاء الحكومة بالتزاماتها بحسب الامكانات المتوفرة وتعاون المواطن والمعارضة على تشخيص الاخطاء من اجل تجاوزها،عوامل اساسية ستصب بالتأكيد في ترسيخ التجربة الكردستانية وتطويرها.