بغداد / الوكالاتيبدو ان فرنسا على طريق جني عقود وصفقات مؤسساتية ضخمة في العراق لتقطف بالتالي وتفتح الطريق امام الاستثمارات الدولية داخل العراق. فقد استقبلت باريس رئيس الجمهورية جلال طالباني بحفاوة وترحيب وتاتي الزيارة بعد نحو ثمانية اشهر عقب الزيارة القصيرة التي قام بها ساركوزي الى بغداد في شباط الماضي.
 واستهل طالباني زيارة الدولة التي يقوم بها الى فرنسا بلقاء عمل مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعقبه عشاء جمع الرئيسين وعقيلتيهما في قصر الاليزيه. وعقب اللقاء بين الوفد العراقي برئاسة طالباني والمسؤولين الفرنسيين في الاليزيه، صرح رئيس الجمهورية للصحافيين بأن «الطرفين اتفقا على توطيد وتوسيع العلاقات بين فرنسا والعراق على مختلف الصعد الاقتصادية والعسكرية والستراتيجية والسياسية والتجارية. وتم توقيع اتفاقين بين وزيري دفاع البلدين (ارفيه مورين وعبد القادر جاسم) وبين وزيري الخارجية (برنار كوشنير وهوشيار زيباري)». واضاف:» ان العراق يتطلع إلى علاقات ستراتيجية مع فرنسا وان المحادثات بين وفدي البلدين كانت مهمة جداً وترمي إلى تعزيز العلاقات بينهما في السياسة والاقتصاد والثقافة». وشكر طالباني لساركوزي ضيافته مشيدا بالصداقة المتينة التي تجمع بين فرنسا والعراق فقال «ان الرئيس ساركوزي صديق عزيز وودود. ونطلب منه ان يستمر بدعمه العراق والعراقيين». وأعلن مصدر ديبلوماسي فرنسي عقب اللقاء ان «الزيارة حلقة من مسلسل الزيارات المتبادلة التي بدأها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في العام 2007 واستمرت حتى اليوم. الزيارة مهمة جدا لأنها سمحت بتوقيع اربع اتفاقيات بين الطرفين. الاولى في مجال الدفاع من شأنها تأمين التغطية القانونية اللازمة للتحركات العسكرية المشتركة التي يتفق عليها الطرفان، والثانية تتعلق بالتعاون الثقافي والعلمي والحضاري بين البلدين، اضافة الى اتفاقيتين اقتصاديتين سيتم بموجبهما انشاء فرع للوكالة الفرنسية للتنمية في بغداد والمنزل الفرنسي للزراعة، وايضا مركز للبحوث الفرنسية للآثار في اربيل». وأضاف المصدر الفرنسي ان «ساركوزي تطرق ايضا وطالباني الى موضوع خروج العراق من الفصل السابع. فرنسا تدعم العراق ليصبح دولة قوية وديموقراطية ومسالمة. وتدعم ترسيم الحدود مع الكويت». واختتم المصدر الديبلوماسي مشيرا الى ان طالباني اثار موضوع العلاقات بين بغداد ودمشق امام الرئيس الفرنسي»تكلم الرئيسان عن العلاقات الستراتيجية بين العراق وسوريا. وأكد ساركوزي موقف فرنسا الداعم لطلب العراق ارسال مبعوث دولي خاص الى بغداد يعنى بمكافحة الارهاب. مواقف فرنسا ثابتة لجهة تأمين المساعدة الدولية الضرورية للعراق في حربه ضد الارهاب». هذا ومن المقرر أن يجري طالباني وضمن برنامج الزيارة عددا من المباحثات واللقاءات مع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون، ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشير، ورئيس الجمعية الوطنية بيرنار اكوييه، ووزير الخارجية بيرنار كوشنير، يجري خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. كما تتضمن الزيارة مجموعة من اللقاءات التي سيجريها مع عدد كبير من رجال الاعمال ورؤساء الشركات الكبرى. نواب أعربوا عن تفاؤلهم بهذه الزيارة وما ستحققه من نتائج ايجابية. عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب سامي العسكري أوضح أن العلاقات بين العراق وفرنسا تشهد تطورا جيدا مشيرا إلى أهمية الدور الفرنسي في دعم العراق داخل مجلس الأمن الدولي وإخراجه من طائلة البند السابع.من جهته يرى النائب عبد الباري زيباري عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ، أن لفرنسا حضوراً متميزاً في بغداد منذ بداية سقوط النظام السابق، مؤكدا أن الملف الاقتصادي هو من ابرز الملفات التي ستناقش بين المسؤولين العراقيين والفرنسيين خلال هذه الزيارة..عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب أحمد العلواني يلفت إلى أن العلاقات كانت وثيقة مع فرنسا في فترة سبعينيات وثمانينات القرن الماضي مؤكدا أن فرنسا تطمح اليوم لان تكون لها شراكة حقيقية مع العراق.وهذا ما أكده أيضا السفير الفرنسي في بغداد بوريس بويون حيث نقلت وكالة فرانس بريس للأنباء عنه القول «نقوم بتطوير تعاون حديث تماما يستند على أساس شراكة عامة-. ولفت إلى أن «فرنسا تتمتع في العراق بصورة جيدة جدا سنحاول استثمارها» مضيفا أن «الأميركيين بدأوا يبحثون منطق الرحيل والعراقيين لديهم منطق التنوع وذلك يحرك الأعمال في فرنسا على حد تعبيره. السفير الفرنسي أعلن أن الجانبين سيتوصلان إلى سلسلة اتفاقات تجدد تماما العلاقات الثنائية في مجالات الدفاع والأمن الداخلي والتعاون واتفاقات في مجال الطيران والثقافة والاقتصاد، مشيرا إلى أن الاتفاقات الاقتصادية ستتيح «لوكالة التنمية الفرنسية المجيء إلى العراق» وستشمل أيضا «المؤسسة الفرنسية للتجارة الخارجية».ويرافق الرئيس طالباني وفد حكومي كبير يتألف من كل من: وزير الخارجية هوشيار زيب