TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الجريمة الاقتصادية.. الوجه الآخر للإرهاب

الجريمة الاقتصادية.. الوجه الآخر للإرهاب

نشر في: 18 نوفمبر, 2009: 03:14 م

بغداد/ايناس طارق منزل تبلغ مساحته 300 متر مربع ، يقع في وسط إحدى مناطق بغداد الراقية ، صاحبه يعيش خارج البلد ،أجرّه لمجموعة من الأشخاص قبل سفره . وفي جنح الليل كان الأشخاص الذين استأجروا المنزل ينقلون بعض المعدات والمكائن إلى داخل الدار
 وكان الهدف كما عرف فيما بعد هو خلط نشارة خشب خاصة مع بعض انواع الشاي رخيص الثمن وتضاف الى الخلطة فيما بعد اصباغ صناعية توهم المستهلك في النهاية بأنه يشتري شايا حقيقيا ليتمتع بمذاقه في عصريات العائلة ، وهو تقليد عراقي مشهور وقديم. قصة واحدة من قصص لاحصر لها تبين اشكال الغش الصناعي الذي يجري تمريره على المواطن الذي يدفع دون ان يعرف نوعية المادة التي يشتريها ولا اساليب الغش فيها ولا مقدار تأثيرها على صحته. 70 طناً من الشاي الملوث الهنا ،الزمرد ،ثلاث نجوم ،الكريستال ،وبعض من انواع شاي الحصة التموينية الموزع ضمن البطاقة ، المعبأ بأكياس نايلون ذات جودة عالية.. لا يمكن اكتشاف طريقة تقليد هذه الماركات العالمية المستوردة ، ويتم ذلك بعد الاتفاق مع صاحب مطبعة صينية المنشأ ، تقع في منطقة السعدون .وقد بيعت كميات كبيرة جدا من هذا الشاي الملوث ،وغير الصالح للاستهلاك البشري ، والملوث ببكتيريا القولون البرازية ،وهذا ما اثبتته التحاليل المختبرية بعد ارسال نماذج من مادة الشاي المضبوط والمقدر بـ (70) طناً الى المختبرات الخاصة بالفحص! الادوية المنتهية لكن ليس مادة الشاي هي فقط الملوثة ، انما هناك انواع و اعداد كبيرة من الادوية والعقاقير الفاسدة ،منتهية الصلاحية والتي تقدر بحوالي (17) طناً من مختلف الانواع والمناشئ ومن ضمنها ادوية اطفال ، تم مصادرتها من دار سكنية ايضا تقع في منطقة شارع فلسطين بالقرب من النادي التركماني ، بعد ان تبين ان من يملك هذه الدار هو صاحب مذخر للادوية يقع ايضا في شارع فلسطين ! الجريمة الاقتصادية يقول العميد وضاح نصرت جمال مدير مديرية مكافحة الجريمة الاقتصادية ل(المدى ): ان الجريمة بعد عام 2003 اصبحت اعنف ويخطط لها مسبقا،ومن قام بتلك العمليات المسلحة والمنظمة هم من المجرمين الذين تم اطلاق سراحهم من قبل النظام السابق ،وهذا الامر تم اثباته بعد القاء القبض على اكبر عدد منهم ، من قبل القوات الأمنية العراقية المختلفة ،مما ساعد على كشف الخلايا الارهابية التي كانت تروم تدمير الاقتصاد الوطني العراقي ،الامر الذي تطلب تشكيل مديرية مكافحة الجريمة الاقتصادية وهي تابعة الى وزارة الداخلية في نهاية عام 2005 ،بدأت عملها بعد ان حققت تعاملا ملموسا وتعاونا مباشرا من قبل المواطن العراقي ،والوزارات والمؤسسات الحكومية ، وقد ساعد هذا النوع من التنسيق على القاء القبض على عدد من التجار المستوردين للبضائع غير الصالحة للاستهلاك البشري و اكتشاف خطابات ضمان مزورة تم بموجبها عقد عدة عقود مع عدد من الوزارات ومنها وزارة التجارة ، وزارة الصحة ، وزارة النفط ، البنك المركزي العراقي ....... الخ خطابات ضمان مزورة وردت معلومات الى مديرية مكافحة الجريمة الاقتصادية ، مفادها قيام اصحاب شركة (أ،ف) للنقل العام ، وهم كل من (ا.ف.ف) و(ج، ع . ج) و(و.ج.ع) بسرقة مفردات البطاقة التموينية التابعة لوزارة التجارة (الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية )وبالتواطؤ مع بعض الموظفين في وزارة التجارة والنقل البري ،وشركة الظلال ،من خلال القيام بأخذ مناقصات نقل المواد الغذائية من ميناء أم قصر جنوب العراق وتوزيعها على كافة المحافظات ،وقد قدمت اوراق رسمية مؤشر عليها تأييد التسلم من مخازن الشركة العامة للمواد الغذائية باستخدام اختام مزورة ،وعندما اجرينا تحقيقاتنا اثبتنا ان الحمولات المؤشرة في المستندات لم تدخل الى مخازن الشركة ،وجراء ذلك فان المبلغ المترتب بذمة الشركة هو مليار وثمانمائة وسبعون وخمسمائة وخمسون الف دينار عراقي عن قيمة الحمولات المفقودة . سرقة 92 صهريج نفط فقط! واضاف وضاح ان المديرية استطاعت كشف العصابة التي قامت بسرقة 92 صهريجا من المشتقات النفطية (الكاز ، البانزين ، النفط الابيض ) بموجب العقد المبرم بتاريخ 29\اب \2006 بين الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية وشركة بدر الجنوب متمثلة بمديرها المفوض( ب.م.ع) لنقل المنتوجات النفطية من محافظة البصرة الى محافظتي بغداد والمثنى ، وبعد مرور فترة شهر من التحميل لم يصل اي صهريج الى مستودعات الحكومة التي من المفترض ان تصل اليها ،عندها تمت مفاتحة الدوائر الرسمية (مديرية مرور محافظة البصرة ، ودائرة التسجيل العقاري) ، لبيان صحة الكتب الرسمية ، التي قدمها المدير المفوض لشركة بدر الجنوب للشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية ،ليتبين بان جميع الوثائق والكتب والمستمسكات مزورة . وبتاريخ 23 اذار 2009 تم القاء القبض على موظفي الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية الذين سهلوا، مهمة شركة بدر الجنوب بالتعاقد والتحميل مع علمهم بعدم قانونية أوراق الشركة ! العلامات التجارية المزورة عذبة ،صافي ،روضتين ،هنا ، فرات ،ليست أسماء غريبة عن مسامعنا لارتباطها المباشر بحياة المواطن ،فالماء روح الحياة فهذه اسماء قناني مياه معدنية يفترض ان تكون نقية ومع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram