TOP

جريدة المدى > غير مصنف > قبل رحيله .. مؤيد نعمة يلخص حياته بجملة واحدة !!

قبل رحيله .. مؤيد نعمة يلخص حياته بجملة واحدة !!

نشر في: 18 نوفمبر, 2009: 03:42 م

صلاح زينل تعود علاقتي بالفنان الراحل مؤيد نعمة الى عام 1981 عندما شاركنا بمعرض للملصقات الجدارية آنذاك وكانت تقيمه دائرة الفنون التشكيلية على قاعة المتحف الوطني للفن الحديث في الباب الشرقي-حيث كانت القاعة الوحيدة حينها- وكنت قد نفذت لوحتي باسلوب أقرب للكاريكاتير وفزت حينها بالجائزة الثانية...
حيث قابلني الراحل وقال لي: (اسلوبك حلو؟هل ترسم الكاريكاتير في الصحافة؟) فاجبته بالنفي.. واستطردت: ولكني من اليوم سوف احاول ان اكون رساماً محترفاً للكاريكاتير… المهم كنت حينها طالباً في كلية الفنون.. ولكن مقابلتي مع الفنان مؤيد نعمة حينها منحتني دفعة كبيرة كي احترف الرسم الكاريكاتيري حيث وضعت رسوم مؤيد نعمة بصمة أمام عيني وبدات ابحث عن اسلوب يخصني لكي يكون بصمة واضحة كما كان اسلوب مؤيد نعمة عظيما لفن عراقي أصيل في مجال يحاول صاحبه أن يزرع البسمة وسط أكوام القهر الذي كان قاسياً على العراقيين منذ الأزل .وبلاشك فقد عانى فن الكاريكاتير كثيراً ويكفي ان الفنان الراحل سألته يوماً:ماذا حصلنا من فن الكاريكاتير بعد كل هذه السنين وماذا سوف نخلف لاطفالنا؟ - فأجابني بسرعة البديهة المعهودة لديه:اكتب عندك (منحني بلدي ضعف النظر..وكثرة القهر.. وفراغ الجيب في بداية ونهاية كل شهر... وسوء العلاقة مع المسؤول السابق والحالي والمنتظر..وشئنا ام أبينا فنحن نرسم ونكتب ونبدع وهم يقتنون الدرر..ونتعرى ليلبس غيرنا النفيس المعتبر). تذكرت كلامه هذا وانا أشاهد واسمع ما آلت اليه حال بلادي والمثقف بالذات الذي أصبح ضحية تنتظر جلادها في اية لحظة كي يفرغ رصاصات حقده بين عينيه.. او يخطفه القدر المسمى(فرق الموت) ليصبح جثة مجهولة تبحث عنها الملايين بلارمس معلوم. كان المرحوم(مؤيد نعمة)... مؤيداً لفكرة المدرسة العراقية والبصمة العراقية في مجال الرسم الكاريكاتيري فقد كان يرسم ويتكلم ويتألم على هذا الأساس كي تظهر وتتولد البصمة العراقية الخالصة التي تستنهض الواقع العراقي بكل بساطته وعاطفته الجياشة في كل شيء:في التعبير عن فرحه وحزنه.... وديمومة آهاته المستمرة عبر التاريخ وكيف يصنع من لحظة الألم موقفاً ساخراً ومن لحظة الفرح مأساة حقيقية للتندر على واقع الانسان المسحوق وهو يواجه المسؤول.أوبالعكس في عملية تبادلية فنرى كلا يحسد الآخر .المسؤول يحسد المواطن البسيط لانه لاهم له سوى ان يعيش! والمواطن يحسد المسؤول على جيبه الملآن برزم العملات الاجنبية وهي تتناثر بين زوايا وطيات ملابسه. في عام 1995 التقيت في طرابلس الغرب فنان الكاريكاتير العربي الليبي محمد الزواوي وكان حينها يشكو من أوضاع الفنان العربي وفنان الكاريكاتير بالأخص وتعامل الحكومات الشمولية معه...وفجأة قطع حديثه وسألني: كيف هي احوال ((نعمة))؟ فقلت له تقصد مؤيد نعمة؟ فأجابني:انا اعلم بانه لم يكن (مؤيداً) من النظام عندكم ولكنه بالتأكيد(نعمة) للفن وللثقافة وللشعب مثلما كان ومازال مثقفو العراق نعمة للعرب. نعم لقد كان فناننا الراحل مدرسة في الفن الذي يحاول جهده ان يحفر اسم الكاريكاتير العراقي على لوح التاريخ كي يكون اسلوباً متفرداً لازعاج الذين لايريدون احداً ان يعارضهم وهم يبطشون بالشعب ويحاولون قهره ليأتي دور الذين يذكرونهم بان هناك طريقة لتحمل هذا القهر بالابتسامة فنرى الفنان يتحمل كل شيء في سبيل استمرار البسمة في الأقل داخل القلب ومقاومة انكسار الروح التي حاول الكثيرون الايغال في تحطيمها..ان كان على مستوى النظام.. اوبعد سقوط النظام!! نعم لقد كان المرحوم مؤيداً لكل شيء جميل ومباركاً لكل صيحة ساخرة من وضع شاذ لقد كان نعمة فقدناها وثروة ضاعت من بين ايدينا في وقت إحتجناها كثيراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram