حاوره يوسف المحمداويتصوير : مهدي الخالديبكل مقاييس الضيافة العربية استقبل المدى في محل سكناه ليحدثها في صفحة ضيف الخميس عن رحلته الطويلة كقائد عسكري في الميدان، وعن دوره في عالم السياسة وهو الحاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية ، اللواء في الجيش العراقي سابقاً والنائب في البرلمان حالياً عبد مطلك الجبوري
اكد بأنه لامستقبل للاحزاب الدينية في العراق وعزا ذلك إلى أن اميركا هي من اسهم في عملية تقويض الدين من خلال اعطاء الاحزاب الدينية دور قيادة البلد في ظل تلك الظروف الحرجة، وبين الجبوري ان مجالس الصحوات هي التي استطاعت القضاء على القاعدة، وقامت بعمل  لم تستطع فعله لا القوات الاميركية ولا الحكومة العراقية. وبشأن قضية كركوك شدد مطلك على ضرورة ان يكون الحل من داخل المدينة رافضاً التدخل الايراني او التركي او العربي موضحاً بأن تلك الدول ليست حريصة على كركوك بقدر حرص اهلها عليها.   *ما عدد نواب تلك الكتلة؟ - لدينا ثمانية نواب، وانا الان الامين العام للتيار العربي المستقل، الذي له برنامجه الخاص، ويؤكد على خروج الاحتلال من البلاد والحفاظ على وحدة العراق ارضاً وتراباً ، وقضية كركوك بالنسبة لنا قضية مركزية ونؤكد على ان تكون مدينة التآخي والتآلف كما كانت سابقاً لجميع مكونات المحافظة، والاعتماد في حل الازمة على اصحاب الاراء المعتدلة وليس اصحاب الاراء المتطرفة من اهالي المدينة، فآراء المتطرفين ستسهم في رفع مسمار الامان عن قنبلة كركوك ولا نريد لمدينتنا ان تصبح كشمير او قبرص، وكل تأخير في حل الأزمة سيسهم في تعقيدها نحو الاسوأ، وليتذكر الجميع بأن هذه المدينة، ومنذ ان اكتشف النفط فيها عام 1927 ، هي الثدي الذي أرضع جميع العراقيين بالحليب، فمن الجريمة ان يقطع هذا الثدي الذي لابد ان يكون لجميع مكونات البلد. انا عضو شعبة في حزب البعث* انت في سيرتك الذاتية ذكرت بأنك عسكري ، فمتى ولجت عالم السياسة؟ - منذ فترة زمنية بعيدة لي ولع بالسياسة لكن مهنتي كعسكري وعشقي لهذه المهنة باحتراف عال، جعلني عسكرياً أكثر مني سياسياً ، على الرغم من مواظبتي القراءة للكتب التي تخص الشأن السياسي. *مارست السياسة كمنتم لحزب البعث؟ - نعم..انتميت الى حزب البعث في عام 1959، ولكن في عام 1991 تركت الحزب لأسباب كثيرة، وانا كنت في الحزب عضو شعبة معين ومنتخب وبعد احالتي على التقاعد انقطعت ايضاً علاقتي بالحزب، ولكن تبقى افكاري وطنية وفيها شيء من القومية غير الاستعلائية التي تحترم وتحب جميع القوميات الاخرى، وللامانة اقولها حين دخلت السجن لم يسأل احد عن عائلتي لا رفاقي في الحزب ولا من اصدقائي خشية من بطش النظام السابق، بل من القومية الكردية التي اعتز بها. الرئيس مسعود بارزاني بعث لي مبلغاً من المال بعد عام 2003 وانا على الرغم من تحفظي على اخذ المبلغ قمت بشكره على موقفه الرائع، وهذا سيؤرشفه التاريخ للرئيس بارزاني ، لكونه الرجل الوحيد الذي بادر وهذه المبادرة الاخوية على الرغم من أنني كنت خارج العملية السياسية، ولكن لن  أنسى ايضاً دور ابناء قبيلتي الجبور اثناء السجن الذين جعلوني وعائلتي بدائرة عدم الحاجة. اهالي كركوك ادرى بشعابها*هل انتم مع الحلول الخارجية بشأن قضية كركوك؟- نحن نؤمن بأن الحل لابد ان يكون عراقياً ومن اهالي كركوك نفسها، فالدول العربية او الاسلامية المجاورة لايحق لها التدخل بشأن قضية كركوك ونحن نقف ضد هكذا تدخلات، ولانقبل بأي تدخل عربي او ايراني او تركي، والذي لديه كلمة خير فليقلها، ويتركونا نحن كعراقيين لحل المشكلة ، فالجميع يدعي حباً بليلاه، لكن الكل يبحث عن ليلاه الخاصة، وليلى يجب ان يحافظ عليها اهلها، وايران ليست حريصة على كركوك مثل الشيعة ، ولا تركيا بحرص التركمان عليها ، ولا الدول العربية بحرص عرب كركوك عليها، فأهل المدينة ادرى بشعابها، واولى بايجاد الحلول المنطقية التي تبعد المدينة عن الازمات. بكيت بحرقة على بغداد  * مع اقتراب زحف القوات متعددة الجنسيات من بغداد كيف كان شعورك كضابط عسكري؟ - اقولها للتاريخ، بكيت بحرقة على الحبيبة بغداد، وذهبت الى مقر حزب البعث، وقلت لهم بأنني ضابط متقاعد برتبة لواء ركن، وبلدي يتعرض الى غزو، وأنا متطوع للدفاع عنه، فقالوا لي بالحرف الواحد،اذهب واجلس في بيتك وحين نحتاجك سنرسل اليك، فعدت إلى بيتي واخرجت الخرائط وقمت بتأشير تقدم الارتال، فسألني اولادي هل ستصمد بغداد مثل ستالينغراد، فأجبتهم وهم الان يتذكرون ذلك بأن بغداد لن تصمد لمدة ثلاثة ايام، لأنني اعرف كم هي هزيلة خطة الدفاع ، واعرف ان الذي يقودون المعركة ليسوا مؤهلين لها، وقلت لهم بأن هناك مقاومة ستكون بالاسبوع الاول والميدان سيفرز ويبرز القيادات. المحتل دخل علينا من الاراضي العربية  *هناك قصف ايراني وتركي منظم على القرى في اقليم كردستان ولم نسمع الى الان، أي شجب أو استنكار عربي  لهذا القصف؟ -انا اسألك ، المحتل من اين دخل العراق؟ اليس من الاراضي العربية؟ ومن الذي فرض الحصار علينا لمدة 13 عاماًَ ؟ فالحصار كان عربياً واسلامياً قبل ان يكون اميركياً، 13 عاماً انا وانت نأكل الخبز الاسود، والقصف علينا، فالمحتل دخل من الاراضي العربية