عبدالله السكوتييُحكى أن امرأة كانت متزوجة من رجل فقير ، عوضها عن الفقر فقد كان حريصاً على هنائها وسعادتها ، لكن المرأة ضاقت ذرعاً بفقر زوجها، وملّت معاشرته فذهبت الى قارئ فأل يُدعى (سيد علي)، استفتحت لديه طالعها وطالع زوجها فرأى السيد جمال المرأة وأعجبته فحسب لها النجم وأخبرها أن نجمها ونجم زوجها لا يتلاءمان ولا يتوافقان وعليها أن تنفصل عنه ،
ولمح لها من طرف خفي أنه سيتزوّجها اذا هي فعلت ذلك كذباً وخداعاً. ذهبت المرأة وطلبت الطلاق من زوجها فطلقها ، ولما عادت الى (سيد علي) احسّت بخداعه وعزوفه عن الزواج منها، رجعت الى زوجها نادمة حسرى وطلبت منه ان يعيدها الى عصمته فابى ، عادت الى امها تندب حظها العاثر ، سألتها امها عما جرى فاخبرتها الخبر، صفقت الحجية يديها وقالت :(لاحظت برجيلها.. ولاخذت سيّد علي). هذا المثل اشهر من اي مثل آخر ولاتكاد تتكلم مع عراقيّ حتى تراه يذكره بسخرية مرّة ، وهو يعلم من زوجها ومن( سيد علي) لقد وقع الانسان العراقي بين مطبين لاثالث لهما مطب المحاصصة ومطب حب الذات الذي يسير وفقه البعض ولايفكر ان يعود ادراجه للتفكير بمصلحة الشعب. لم يكن المجرم طليقا مثلما هو الان ولم يجن سارق مثل ماجنى في هذا الزمان ولم يحظ احد بحرية التخريب مثلما حظي المتنفذون الذين (يخيطون ويخربطون). لقد جلد الشعب العراقي ذاته وخرج من معاناة الدكتاتورية ليقع في مطب اعمق واكثر صعوبة ، هو ليس جديدا على الديمقراطية فقد مارسها قديما وحاول عن طريق كلكامش ان يقتني نبات الخلود والحرية ليعود الشيخ شابا وتكتفي الامهات برؤية ابنائهن بلا دموع او احزان ، لكنه في السنين الاخيرة اصبح مخلصا لمصطلحات جديدة تكرس للانغلاق والفئوية، وهذا لم يأت عن فراغ فقد مر بعهد قاس تخللته حروب هستيرية غير محسوبة النتائج ولذا وقع فريسة للافكار المتطرفة التي ناغت معتقدات وموروثات الشعب لغرض سيىء كتمته لكنه ماعاد الان خافيا اذ افتضح المخفي واستطعنا ان نحدد مشكلة العراق ، لكننا لم نحظ بحل لهذه الموروثات وعزف الافكار المتطرفة من قاعدة وغيرها، وبدأنا نعزف ذات المعزوفة وهذه المرة انعكست من قبل السياسيين بشكل اعمال مخالفة لاغير مصحوبة بتفكير فئوي واضح للذي يريد التمحيص، فهل طلقنا الدكتاتورية كي نحظى بديمقراطية من الهشاشة حتى يستطيع اي واحد اللعب خلف قراراتها وبالتالي افشالها ، وهل يعني هذا اننا الان نتوسل وحسب آراء البعض كي نحظى بفرصة لتأجيل الانتخابات ومن ثم نهرول لصنع دكتاتورية جديدة لا ادري بماذا ستدخل العراق وباي نفق ستسير. لابد ان تحظى بعض القوانين المهمة بالتقديس والا نعتبر التصويت على قانون الانتخابات كالتصويت على منح زيادة للمتقاعدين، فصل المهم عن الاهم يعطي فرصة للذي يتقدم لتغيير قانون او نقضه للتفكير مليا بكارثة كهذه. * مثل شعبي عراقي
هواء في شبك: "لا حظت برجيلها..!"*
نشر في: 18 نوفمبر, 2009: 07:25 م