TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الفوز في الكرة.. طريق المصريين للفرح!

الفوز في الكرة.. طريق المصريين للفرح!

نشر في: 21 نوفمبر, 2009: 03:52 م

حسين عبدالرازق الحالة غير المسبوقة التي انتابت الشعب المصري عشية مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر في استاد القاهرة يوم السبت الماضي - وماتزال - وبصرف النظر عن الشحن الإعلامي الخاطئ والمتعصب وحادثة الحافلة التي أقلت الفريق الجزائري الضيف من المطار إلى الفندق،
هذه الحالة لا يمكن تفسيرها بعيدا عن مجموعة من العوامل والأسباب. لقد غابت مصر طوال 20 عاما عن كأس العالم لكرة القدم، فأول مشاركة للكرة المصرية كانت عام 1934، وثاني وآخر مشاركة عام 1990 بعد الفوز على الجزائر تحديدا في استاد القاهرة في نوفمبر 1989، ويخوض الفريق المصري التصفيات النهائية على أمل أن يكون أحد (5) فرق إفريقية تشارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم المقبلة في جنوب إفريقيا 2010، ومصر هي بطلة إفريقيا بعد أن فازت ببطولة الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين عامي 2006 و2008، وحقق الفريق القومي المصري في ظل هذه الكتيبة الرائعة من اللاعبين والجهاز الفني الكبير بقيادة (المعلم)حسن شحاتة ومساعده شوقي غريب نتائج إيجابية لافتة خاصة بعد فوزه على إيطاليا بطلة العالم في بطولة القارات هذا العام، ومباراته الكبيرة أمام البرازيل.. كل ذلك وضع الشارع المصري في حالة غير مسبوقة من التعبئة النفسية والتطلع للفوز على الجزائر في القاهرة والتأهل لكأس العالم في جنوب إفريقيا العام القادم بأي ثمن. إضافة إلى أن الشعب المصري يعيش في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية بالغة السوء، يواجه في كل لحظة متاعب ومآسي وكوارث لا تنتهي، من فقر (48% من المصريين تحت خط الفقر) وجوع وأمراض قديمة ومستحدثة آخرها أنفلونزا الخنازير، وبطالة تتجاوز 2 مليون عاطل عن العمل أغلبهم شباب من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة، وفساد يستشري في المجتمع من القمة إلى القاع، وانهيار في أجهزة الدولة التي تخلت عن مهامها الأساسية وتحولت إلى مجرد جهاز للقمع وحماية التحالف الطبقي الذي يحتكر الحكم منذ أكثر من 33 عاما، والذي فرض على الوطن حكما استبداديا معاديا للديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان وأخضع الشعب المصري لحالة طوارئ دائمة امتدت حتى الآن 28 عاما دون انقطاع، وما حدث في عملية بيع تذاكر مباراة مصر والجزائر تجسيد لازمة انهيار الدولة المصرية وهيمنة مافيات مختلفة على كل شيء فيها وشيوع الفساد. وفي ظل هذه الأوضاع عاش المصريون حالة من اليأس والإحساس باللاجدوى والاكتئاب الجماعي، ولم يعد هناك شيء يخرج المصريين من هذه الحالة ويدخل بعض الفرح - المؤقت - إلى قلوبهم إلا فوز الفريق القومي لكرة القدم في مبارياته، واعترف الرئيس حسني مبارك بهذه الحقيقة عندما حضر تدريب الفريق الأخير قبل المباراة وحث اللاعبين على الفوز ليدخلوا الفرح لقلوب المصريين، لقد أصبحت كرة القدم ومبارياتها هي عامل توحد المصريين، فقراء وأغنياء ومحكومين وحاكمين ومظلومين وظالمين، تحولت كرة القدم في مصر لمجال وحيد للوطنية المصرية وتحقيق النصر بعد أن أصبحت الهزيمة عنوانا لكل معارك الوطن في الداخل والخارج، وحرص الحكم القائم على الاستفادة القصوى من هذه الحقيقة وتحويله لانتصار في مباريات كرة القدم لصالح بقائه واستمراره. تقول صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن الشعب المصري الذي يعشق كرة القدم منذ فترة طويلة بدأ في السنوات العشر الأخيرة يشجع كرة القدم بشكل غير مسبوق ولا حتى في الدول الشهيرة بهذه اللعبة كالبرازيل، حيث أصبح كل مصري يشجع فريقا أو لاعبا، وهو ما يرى البعض أنه نوع من التعويض النفسي للظروف المادية التي يعيشها المصريون الذين بلغ عدد من يعيش تحت خط الفقر منهم 40% بواقع إنفاق أقل من دولارين يوميا.. (إن الناس في مصر لجأوا إلى كرة القدم كنوع من الهروب النفسي من ظروفهم الصعبة لأنها الشيء الوحيد الذي يجعلهم سعداء في الفترة الأخيرة). أما الجزائر فالصورة لا تختلف كثيرا كتب (أحمد مقعاش)مراسل البي. بي. سي في الجزائر (تعيش الجزائر من أدناها إلى أقصاها أفراحا غير مسبوقة لا تضاهيها إلا أفراح الاستقلال عن فرنسا عام اثنين وستين على أمل التأهل إلى المونديال في المباراة المصيرية أمام المنتخب المصري، ويأتي تفاؤل الجزائريين من منطلق ريادتهم للمجموعة بفارق ثلاث نقاط عن الوصيف مصر، وكذلك فارق الأهداف في صالحهم، وهو الأمر الذي دفعهم للتفاؤل بشكل منقطع النظير لرؤية بلدهم كما يقولون يعود إلى المسرح الكروي العالمي بعد غياب استغرق ثلاثة وعشرين عاما). ويضيف الكاتب (عابد شارف).. (إن تأهل الجزائر يعني هدنة جديدة لصالح الرئيس بوتفليقة.. لا كلام عن الفقر والبطالة والهجرة السرية ولا حتى الإرهاب.. أما في حالة عدم التأهل فسنعود بسرعة إلى المآسي اليومية: الإضرابات والهجرة غير الشرعية والرشوة والإرهاب، إن انعكاسات الاقتصاد ستكون كارثية في البلدين والعكس صحيح.. إن تأهل مصر قد يعني أن الرئيس حسني مبارك يعلن توريث الحكم لنجله في الليلة نفسها ولا أحد يعترض). وصدق من قال.. كلنا في الهم شرق!!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram