TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مصاعب معيشية واجتماعية تواجه الغجر

مصاعب معيشية واجتماعية تواجه الغجر

نشر في: 21 نوفمبر, 2009: 06:39 م

الديوانية/ ا ف بتحيط سواتر ترابية وخنادق للمياه الآسنة بقرية الزهور في محافظة الديوانية حيث تعيش عائلات من الغجر بدون ماء وكهرباء وتعاني من الفقر بعد حرمانها من العمل في العراق اثر تهديدات المتشددين الدينيين والعرف الاجتماعي. وتنتشر النفايات والانقاض في ازقة القرية.
 اطفال ورجال بدون عمل يتجولون بين اكواخ من الطين لا نوافذ لها ولا ابواب في حين جلست نساء للاستراحة بعد يوم تسول طويل في مدينة الديوانية. وفي مكان مجاور، تفوح روائح كريهة جراء تصاعد اعمدة الدخان من قمامة تحترق في احدى شوارع القرية. وكان رجال الغجر يعملون مغنين او عازفين ماهرين في السنوات الماضية، فيما تنشط نساؤهم في الرقص كما هو حال معظم الغجر في بلدان الشرق الاوسط، بعد مجيئهم من الهند قبل مئات السنين. وتعرضت قرية الزهور الى هجوم مطلع عام 2004 شنته جماعات مسلحة تعتبر الغجر منحلين وترى انهم يمارسون عملا غير اخلاقي. واعقب ذلك هجوم بقنابل الهاون والاسلحة الرشاشة، وسرقة كل محتويات القرية ومنازلها، وفقا لما يقوله الباقون من سكانها. وتؤكد رغد هنومي احدى نساء القرية ببشرتها السمراء وعيناها السوداوان، وهي تجلس على سجادة ملطخة بالاتربة «نعيش كالكلاب». وتضيف هنومي بينما كان يحيط بها عدد من النسوة انها توقفت عن التسول في الديوانية «لان المسؤولين في المحافظة يقولون (ليس لديكم اي حقوق) وطردوني، حتى الناس يرفضون ان يبيعوا لنا عندما نذهب للتسوق ويقولون انتم (غجر)». ولم يبق امام نساء الغجر الا ارتداء نقاب يغطي وجوههن عندما تتسولن في المدينة بحثا عن لقمة العيش. من جانبها، تقول لمياء حالوب صاحبة وجه اسمر «نخرج يوميا من الخامسة صباحا حتى الثالثة ظهرا للتسول لانهم اغلقوا جميع ابواب العيش بوجهنا وتركونا نموت». اما الرجال، فيتذكرون بحنين ايام الافراح والحفلات في الاعياد طوال الليالي والاعراس وحفلات العائلات والسهرات الخاصة للاثرياء. ويقول خالد جاسم وهو يغطي رأسه بكوفية حمراء وبيضاء اللون «قبل عام 2003 كنا نستطيع العمل، نعزف الموسيقى في المناسبات والافراح والحفلات الفولكلورية». واضاف «لكن منذ ذلك الوقت، لم يتبق لنا شيء. لماذا؟ لان عاداتنا لا تتماشى مع التقاليد الاسلامية». وتابع «يقولون لنا ان الفنانين لا مكان لهم في العراق، الفن انتهى!». وتساءل «اي بلد هذا، هل هناك مكان لا يوجد فيه فن»؟ وقال بعصبية «قل لي ماذا اعمل؟ جندي ام شرطي ام حارس ام عامل»؟ وبهدف حمايتهم من التعرض لهجمات جديدة، اقامت الشرطة نقطة تفتيش على مدخل القرية التي غادرها معظم اهلها. ويقول عباس محمد السعيدي عضو لجنة حقوق الانسان في محافظة الديوانية ان «الهجوم الذي تعرضت له القرية دمرها بشكل شبه كامل وتحولت المنازل الى انقاض مبعثرة بلا ماء او كهرباء او ابسط الخدمات الانسانية». ويؤكد ان «عدد العائلات التي كانت تسكن القرية انخفض من 450 الى 120 ولم يبق منهم سوى الاكثر فقرا». ولا تتوفر ارقام دقيقة عن اعداد الغجر في العراق لكن قادتهم يقولون ان عددهم يبلغ حوالى الستين الفا. وبالنسبة لهم، الامل بحياة افضل اصبح معدوما. ويقول رجل الدين حافظ مطشر امام الجمعة في الديوانية، ان «الاسلام يعتبرهم منحرفين عن الطريق الصحيح والامل ضعيف بعودتهم الى الصواب». ويضيف ان «اهل القرية يمارسون الدعارة التي حرمتها الشريعة الاسلامية ومن الطبيعي ان ينظر اليهم المجتمع نظرة دونية ويصر على عزلهم».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram