TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة : ردح الكلمات في عزاء الكرة!

مصارحة حرة : ردح الكلمات في عزاء الكرة!

نشر في: 21 نوفمبر, 2009: 07:01 م

إياد الصالحيتأسرني الدهشة كلما لفحت حرارة أزمة رياضية كبيرة في البلد مفاصل الإعلام الرياضي، حيث يأخذني السؤال الإجباري صوب دور النقاد الرياضيين "الموضوعيين": أين صوتهم، لماذا اختاروا الصمت وناموا في سردق الانتظار حتى تأكل نار الأزمة آخر الحلول التوافقية بين المعنيين بالقضية ليأتي بعدها النقاد لائمين وليس مصلحين،
 في محاولة ميئوسة منهم لاستعادة وعي أصحاب الأزمة... بعد فوات الأوان! هاهو المحذور قد وقع، فيفا يعلّق أنشطة الكرة العراقية بعد أن امتنع أعضاء اتحاد الكرة - بإصرار شديد- تعليق عضويتهم طواعية من دون تدخل اللجنة الاولمبية الوطنية التي اضطرت إلى فرض قرار السيادة الرياضية العراقية على الاتحاد ليس تجاوزاً على قانون فيفا مثلما يتباكى البعض، بل لإيقاف تداعيات التمرّد والتفرّد بقضية الانتخابات وتسويف مواعيدها المؤجلة أكثر من مرة بدواعٍ غير صحيحة ولا تنسجم مع الواقع الرياضي المستقر الذي شهد أفضل أجواء انتخابية في المنطقة العربية لأكثر من ثلاثين اتحاداً تحت مظلة اللجنة الاولمبية. ان دور الإعلام الرياضي اكبر من تناوله أزمة انتخابات اتحاد الكرة بسطحية بليدة لا تعرف فيها إلا تبادل الاتهامات بشخوص بعينهم، وللأسف افتقر الإعلام الرياضي الى روح المغامرة للغوص في قاع الأزمة وتناسى انه ارفع قيمة من ردح كلمات بعض رجاله في عزاء موت الضمائر! وانه اشرف من بيع عفة مهنيته على قارعة ابتزاز المواقف أو تسوّل أجور النفخ كل ليلة ببوق تزوير الحقيقة وتحشيد أصوات منتقاة عبر الفضائيات وكأن رياضتنا تخوض نزاعاً عشائرياً أو حربا ضروساً غلبتها نوازع الشرّ ومفاسد المصالح وأنانية التملك! انظروا كيف حوّل الزملاء في مصر والجزائر ملعب كرة القدم بطاقة المونديال إلى سيناريو فيلم يستحق عنوان (بريئة ومتوحشون)، فالجماهير الغاضبة خرجت عن نص ثقافة الشعبين الأصيلين وراحت الأحقاد تقطع كل أمل بإعادة العلاقات إلى مربع الإخاء والتفاهم الودي بسبب (حفنة) من إعلاميين طارئين شوّهوا سمعة اللعبة وألبسوها أسوأ ما رسمته أقلامهم المشيطنة من أقنعة مرعبة في موقعتي القاهرة وام درمان! وجلّ ما أخشاه ان ينشغل إعلامنا الرياضي بعملية (الانقسام الذاتي) في المواقف بين المعسكرين المعارض والمؤيد لاتحاد الكرة، فالإعلام ليس طرفا مع أي منهما، لاسيما إن الفترة المقبلة تحتاج الى رؤى منطقية لإنقاذ الكرة العراقية من قبضة فيفا الذي استمرأ لعبة إيقافها وتعذيب جمهورها وكأنها من أصحاب السوابق في التعدي على عصمته! أبدا، الحل يكمن في أسرة كرة القدم نفسها وواهم من يفكر بان رأب الصدع يبدأ من تعهد جديد كالذي قدمه العراق لفيفا بعدم (إزعاج) أعضاء اتحاد الكرة او التدخل في عملهم إبان إصدار القرار 184 باستثناء اتحاد كرة القدم من الحل وهو تعهد أملته مصلحة المنتخب الوطني الذي كان ينتظر إجراء لقاءين مهمين مع استراليا وقطر برسم التأهل الى مونديال 2010، فضيّعنا (المشيتين) لم نفلح في نيل بطاقة التأهل ولم نحل اتحاد الكرة بصورة حاسمة! فاستغل الأخير ذريعة المصلحة تلك للهروب من استحقاقات الانتخابات وكان آخرها انشغاله في تضييف تصفيات آسيا للشباب. يجب تسريع عملية تشكيل الهيئة المؤقتة التي كان ينبغي درج أعضائها في قرار الحل لتتمكن الهيئة من إعداد مسودة لائحة انتخابية تستوفي حقوق الجميع وتكون دستوراً دائما لاتحاد الكرة في الأزمنة القادمة وليست حصراً بفترة بقاء أعضاء مجلس إدارتها في كل دورة فقط. السؤال المهم الذي يبحث عن اجابة وافية: إذا كان فيفا يرى في قرار الاولمبية بحل اتحاد الكرة انه " غير مفهوم ويتعارض مع أنظمة الاتحادين الدولي والعراقي " كما جاء في نص تحذيره قبل التعليق، لماذا لم يفكر أمين عامه (جيروم فالكه) مرة واحدة بسؤال الحكومة العراقية أو وزارة الشباب والرياضة او اللجنة الاولمبية لبيان صحة ما أورده اتحاد الكرة في طلب تمديد ولايته ثلاث مرات بحجة عدم توافر الظروف الموائمة لإجراء الانتخابات في بغداد او بقية مدن العراق الآمنة، وثانياً لماذا لم يفعّل فيفا طلبه من اتحاد الكرة بضرورة انجاز لائحة الانتخابات برغم مرور عام كامل وخمسة أشهر على منحه التمديد الأول في 27 حزيران 2008، وثالثا هناك اعترافات مغلفة بشكوك كثيرة وزعها رئيس الاتحاد الحالي يمينا ويسارا بأنه ممنوع من دخوله بغداد وانه مطلوب قضائيا ومحاصر باتهامات الخروق المالية وأرقام حسابات مصرفية في عمّان لا يُعرف أرصدتها كما ذكر الأمين المالي للجنة الاولمبية سمير الموسوي، فضلا عن عدم لقائه الهيئة العامة في اجتماع رسمي كامل النصاب منذ خروجه من العاصمة في 14 تموز 2006 وحتى الان الا ما ندر؟ هذه الأسئلة حريّ برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بلاتر ورئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام الاهتمام بها وتقديم استفسارات موثقة بخط يد حسين سعيد للجهات الحكومية سواء ما يتعلق بالقضاء او النزاهة لتبيان الحقيقة وحسم نقاط اشتباه كثيرة ليس لها وجود في الواقع وتقف في طريق التعجيل بإجراء الانتخابات وطي الأزمة من دون خسارة العراق فرص المنافسة في الملاعب العربية والآسيوية والعالمية. لن أذيع سراً، كانت رغبتي ملحة على الرائد الإعلامي مؤيد البدري إن يخص (المدى) كعادته بمقال جديد ينوّر المسؤو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram