TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > أم كلثوم تغني في (اوتيل الهلال) بمصاحبة تخت من كبار الموسيقيين

أم كلثوم تغني في (اوتيل الهلال) بمصاحبة تخت من كبار الموسيقيين

نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:27 م

رفعت عبد الرزاق محمد في تشرين الثاني 1932، جاءت المطربة الكبيرة ام كلثوم الى بغداد والتقت اهل المدينة الطيبين، وكان مجيئها مناسبة فنية وادبية طريفة، اذ احيت على خشبة مسرح (الهلال) في محلة الميدان عدة حفلات من غنائها الماتع والتقت جمعا كبيرا من الادباء والصحفيين والفنانين، تاركة ذكريات عزيزة على بغداد، تستأهل الجمع والتسجيل.
 والمقال الذي بين يديك محاولة اولية ومختصرة بهذا الصدد، بعد الاطلاع على جملة من الاخطاء التي وردت في مقالات عديدة، سنشير اليها في مقال قادم، وقد اعتمدت اولا على ما نشرته الصحف البغدادية الصادرة سنة 1932، وبالاخص جريدة (الاستقلال) لصاحبها المرحوم عبد الغفور البدري الذي كان ـ على ما يظهر ـ على صلة وطيدة بصاحب ملهى (الهلال) المرحوم عبد الجبار سبع! المهدية سبقتها ولم تكن ام كلثوم اول مطربة مصرية تحيي حفلاتها في بغداد، فقد سبقتها (منيرة المهدية) التي جاءت بغداد في مستهل سنة 1919 واحيت حفلاتها على صالة سينما (سنترال)، اما ام كلثوم فقد سبقتها شهرتها، فقد كان البغداديون على علم تام بالانجازات الفنية التي حققتها والاعلان الملحق بهذا المقال يبين ذلك. فقد علقت صورته على اعمدة شارع الرشيد ونشرته الصحف يومذاك. وفي 17 تشرين الثاني نشرت جريدة (الاستقلال) الخبر التالي: "ستصل العاصمة اليوم زعيمة الغناء العربي المطربة النابغة الفذة الانسة ام كلثوم" وهكذا فقد نشرت الصحف خبر حفلات ام كلثوم قبل اكثر من عشرة ايام من وصولها، وفي هذه الايام كانت جريدة الاستقلال تنشر الاعلان تلو الاعلان عن استعدادات ملهى ـ الهلال ـ لهذه المناسبة، ففي 8 تشرين الثاني نشرت اعلانا جاء فيه: "ابتداء من يوم الاربعاء الموافق 9 تشرين الثاني 1932 ستباع بطاقات هذه الحفلة في شباك الاوتيل. اسعار البطاقات كما يلي: موقع ممتاز في صحن الصالة 500 فلس موقع ممتاز في البلكونات 500 فلس موقع اول في صحن الصالة 375 فلسا موقع ثان في صحن الصالة 250 فلسا عدا قيمة الطابع 1ـ جميع الكراسي منمرة وعلى ذلك عدد البطاقات محدودة. 2ـ خصص (بلكون) منفرد عن باقي البلكونات ومدخل خاص للسيدات فقط. وفي اليوم التالي اوضحت ادارة الملهى ان محل السيدات الخاص له مدخل من اول سوق الهرج تجاه دائرة التقاعد، وانه خدمة لراحة السيدات ستقوم بخدمتهن نساء. ووصلت ام كلثوم الى بغداد يوم 17 تشرين الثاني مع جوقها الموسيقي المكون من 1ـ محمد القصبجي (العود) 2ـ ابراهيم العريان (القانون) 3ـ كريم حلمي (الكمان) 4ـ يوسف متولي (الفيونسيل) 5ـ جرجيس سعد علي (الناي) 6ـ ابراهيم عفيفي (الدف) 7ـ صالح محمد (مساعد) 8ـ عبد العزيز عبد الوهاب (مساعد) 12 حفلة غنائية احيت ام كلثوم اثنتي عشرة حفلة غنائية عند حلولها في بغداد، وجميعها على ملهى (الهلال)، ويذكر ان هذا الملهى (الهلال) كان قد ا سس في بدء الاحتلال البريطاني بأسم ملهى (ماجستيك) في محلة الميدان ـ مقابل ساحة وقوف السيارات حاليا ـ واول من اشتغلت فيه (ماريكة ديمتري) والدة المطربة الكبيرة عفيفة اسكندر، غير انه اصبح فيما بعد مقرا للمطربة الكبيرة سليمة مراد. بدأت المطربة اولى حفلاتها يوم 18 تشرين الثاني وفي يوم 20 منه نشرت جريدة الاستقلال الخبر التالي: "الانسة ام كلثوم، ستشجي الجمهور بصوتها الملائكي بأوتيل الهلال، ستلقي ادوارا وطقاطيق ومنلوجات وقصائد جديدة بصوتها الذي سحر كل من حضر حفلاتها الاولى، ادارة الهلال. وفي العدد نفسه من الجريدة اجرى احد محرريها لقاءا مع ام كلثوم في القصر الذي اعد لسكناها في طريق الاعظمية، وقد اشادت بالجمهور في بغداد وقالت انه يحترم الفنانين وانها تشكره للحفاوة التي وجدتها بينهم. وقد كتب اكثر من واحد في الصحف الصادرة يومذاك بان ام كلثوم لا تظهر على حقيقتها الا بالسماع المباشر لها، فقد كتب (م. ع) مقالا في جريدة الاستقلال ليوم 27 تشرين الثاني تحت عنوان (عاطفة اخاء نحو الانسة ام كلثوم) قال فيه ((... ادعيت ولا ازال ادعي انه لا يستطيع احد ان يفهم ولا يعرف اجادتها الا اذا رأها من قرب واصغى اليها... وهي تتأثر بغنائها قبل ان تحمله الى نفوس السامعين وهذا هو سر امتلاكها قلوبهم وتلاعبها بعواطفهم)). كما كتب احدهم مقالا طريفا يوم 24 تشرين الثاني بعنوان (سحر بابل وفرعون في اوتيل الهلال) وكتب المرحوم نوري ثابت في جريدته (حبزبوز) ليوم 22 تشرين الثاني مقالا طريفا بعنوان "في استقبال ام كلثوم" وصف فيه استقبالها في (مطار الوشاش) ـ ويقصد مطار المثنى حاليا ـ وقال انه ركب مع معروف الرصافي الشاعر وعلي محمود الشيخ علي المحامي في سيارة، وانتظروا ثلاث ساعات في المطار حتى ظهرت الطائرة التي تقل المطربة. وعندما نزلت من الطائرة قدمها مدير ادارتها الى المستقبلين، ويصفها حبزبوز بقوله: "سمراء وقد تعصبت بعصابة بنية (قهوائية) وسترت النصف الاسفل من وجهها بشاشة رقيقة سوداء، ثم غطت جسمها من الكتف الى الكعبين بمعطف (مانغو) بني ولفت على رقبتها فروا ثمينا (بووا) بني اللون ايضا كما كست قدميها الصغيرتين بحذاء بني اللون ايضا، اذن فهي من رأسها الى قدمها (كهوة شكرلية). فرصة نادرة كما نشرت جريدة (حبزبوز) اعلانا طريفا يوم 29 تشرين الثاني 1932 جاء فيه "فرصة نادرة... وج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram