TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > انتخابات (أيام زمان) : ادبيات انتخابية ظهرت منذ عام 1952 وانتهت بسقوط النظام الملكي!

انتخابات (أيام زمان) : ادبيات انتخابية ظهرت منذ عام 1952 وانتهت بسقوط النظام الملكي!

نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:31 م

د. عبدالحميد الهلالي منذ تأسيس الدولة العراقية في 23 آب 1921 تقرر ان تكون ملكية دستورية اي ديمقراطية بمشاركة الشعب في ادارة شؤونه عن طريق ممثليه في البرلمان، وتقرر ايضا ان يتكون البرلمان من المجلس النيابي ويتم اختيار اعضائه، بالانتخاب ومجلس الاعيان ويتم تعيين أعضائه بارادة ملكية
 بتنسيب من رئيس الوزراء على ان لايزيد عددهم على 20% من اعضاء المجلس النيابي.. *وخلال اعوام 1922- 1924 اجريت انتخابات المجلس التأسيسي الذي ضم 100 عضو يمثلون مختلف الكتل السياسية العراقية، وعند التآمه برئاسة رئيس الوزراء انذاك جعفر العسكري كان عليه انجاز الامور التالية: 1-التصديق على معاهدة 1922 بين العراق وبريطانيا. 2-وضع الدستور (القانون الاساس للدولة العراقية). 3-تشريع قانون الانتخابات للمجلس النيابي. وقد انجزت كل هذه الاعمال وبالشكل المعروف حيث رافقتها العديد من احداث المعارضة والمقاومة الشعبية وبموجب قانون الانتخابات الذي اقر انذاك انعقدت الدورة الاولى للمجلس عام 1926 بحضور 88 نائبا فازوا على اساس الانتخاب غير المباشر الذي كان يجري على مرحلتين يتم في الاولى منها انتخاب الثانويين وينتخب هؤلاء فيما بعد نواب اللواء (المحافظة) الذين يمثلونه ويعتبر اللواء بكامله وحدة انتخابية يمثلها عدد من النواب حسب كثافة سكانه على ان لايقل عمر الناخب عن عشرين سنة في حين يجب ان يكون النائب قد بلغ الثلاثين سنة. *وظلت الانتخابات تجري على هذا الاساس حتى 1952 وبعد انتفاضة شعبية عارمة قررت وزارة نور الدين محمود العسكرية سن قانون الانتخابات المباشر وتم انتخاب النواب على اساسه اعتبارا من الدورة 13 وحتى السادسة عشرة التي حلت بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 وخلال ذلك العهد – العهد الملكي- قامت احزاب وكتل نيابية عددية لها برامجها ومواثيقها واتجاهاتها ولكنها انتهت جميعا بالتلاشي التدريجي او تفككت اوصالها وحلت قواها بمرو السنين ولعل السبب في ذلك يعود الى ان معظمها قام على اساس التعارف الشخصي والمصالح الذاتية الضيقة وكان اعضاؤها في الاغلب شخصيات لها مركزها في مناطقها كرؤساء العشائر وابناء البيوتات القديمة في مراكز المدن وكانت هذه الاعتبارات تلعب الدور الرئسي في نشاطات الاحزاب والكتل السياسية وكان لبعضها صحفها الخاصة ونشرياتها العامة التي تعبر من وجهات نظرها واتجاهاتها السياسية المؤيدة لمرشحيها عند الانتخابات اذا ماجرت واشتركت فيها وعلى العموم يمكن اعتبار الكثير ممن شاركوا في انتخابات ايام زمان هم من المستقلين المعتمدين على انفسهم ومراكزهم وذويهم في مناطقهم وبتأييد من الجهات الرسمية لهم في بعض الحالات، خاصة خارج مدن (بغداد، البصرة، الموصل، النجف) وكان لهم دورهم في الدورات الاخيرة لتلك الانتخابات!. *ومنذ عام 1952 ظهرت نشاطات كانت تسبق تلك الانتخابات عرفت بادبيات الانتخابات حيث كثيرا ماكان يدعو المرشح لنفسه بالخطابة وبالنشرات الدعائية التي توجز المعلومات عنه وعن اهدافه من خوض المعركة الانتخابية وقد تمكنت اخيرا من الحصول على بعض النماذج من تلك النشرات سواء ماوزع منها على المؤيدين او مانشرته الصحف المحلية من مقالات هي بمثابة تعريف بهم ولايخلو ذلك من طرافة او درس وعبر، ففي العدد 5053 من المجلد 540 من جريدة (الزمان) التي صدرت بتاريخ 6 حزيران 1954 نشرت مقالا بعنوان (مسؤولية الناخبين) جاء فيه: *ان المعركة الانتخابية المشتعل اوارها في جميع انحاء العراق اليوم والتي تخوضها مختلف الكتل السياسية والاشخاص المتعلمون فيها بجميع مالديهم من امكانيات ووسائل ليحققوا الفوز لانفسهم بالحصول على اصوات الناخبين وانها لمعركة واسعة حامية قادتها ظاهرون وجنودها مخنوقون واذ كانت مهمة الناخب تنتهي عند وضع ورقته (صوته) في صندوق الانتخاب، فان صوت الناخب هذا هو الذي يقرر بالاضافة الى اصوات غيره من الناخبين الفوز لهذا المرشح او ذاك لذلك يجب على الناخب ان يكون يقظا حذرا فلا تأخذه دعاية ولايغرر به مال، ولن تبعده عن استعمال حقه قوة وعليه ان لايتهاون في قول الحق بدافع من المجاملة والصداقة او المصلحة الخاصة، بل على رأي الناخب ان يميز بكل امعان وتدقيق بين المرشحين أنفسهم في المنطقة الطالبين لصوته ولصوت اقرانه فيتوخى فيهم ماقاموا به من اعمال وفي صدق تمسكهم بمناداتهم وقابلياتهم وتفهمهم الامور وقدرتهم في حل مشاكل اليوم مشترطا فيهم الالمام اولا بالوضع الداخلي والخارجي فعالمنا اليوم يغاير عالم الامس فهو مرتبط الاجزاء وثيق الصلة بين بعضه البعض بحيث لايمكن ان يعيش اي شعب في معزل عن بقية الشعوب!!. *وتمضي (الزمان) في تحديد مسؤولية الناخبين فتقول: تلك هي بعض مايجب ان يبحثها الناخب في المرشحين الى جانب اتصافهم بالاستقامة والخلق المتين وعفة اللسان وسلامة القصد والنزاهة والتجرد، ان بلدا كالعراق لايزال يشكو مر الشكوى من سوء الاوضاع وترديها ولايمكن ان نتخلص مما هو فيه من ضعف وهزال الا بذوات يشعرون بالمسؤولية ويقدرون الامور حق قدرها ويعملون مخلصين لخير الوطن بتجرد تام! فهل كان نواب تلك الفترة على هذا المستوى ليحققوا مطاليب من صوتوا لهم.. الامر متروك للتاريخ. *وعلى ذكر ادبيات الانتخابات، كنت قد رشحت ن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram