حذر خبراء اجتمعوا في ستوكهولم من ان مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تزداد في أوروبا من جراء الإسراف في استخدامها، معتبرين ان هذه الافة قاتلة ومكلفة جدا كما أنها تشكل تهديدا لفاعلية جوانب كبيرة من الطب الحديث وقال الخبير دومينيك مونيه "نكاد نصل الى طريق مسدود.
فبعض البكتيريا تطور مقاومة لكل العلاجات، ما يستدعي استخدام مضادات حيوية قديمة قد تكون سامة او تراكيب لم تجر عليها التجارب المخبرية بعدو بحسب دراسة شملت أوروبا كلها، واجه 53% من مسؤولي أقسام الإنعاش في المستشفيات في الأشهر الستة الأخيرة حالة مقاومة مضادات حيوية واحدة على الأقل وقالت مديرة المركز سوزانا جاكاب انه "دون مضادات حيوية فعالة تصبح العلاجات الطبية الحديثة كالجراحات وعمليات الزرع والعناية الفائقة مستحيلة وأشارت الى ان بعض الأقسام في المستشفيات لا يمكنها الاستغناء عن المضادات الحيوية كحاضنات الخدج واقسام الانعاش ومعالجة السرطانات وحذر الخبير السويدي والأستاذ في جامعة ابسالا، اوتو كارز من ان "اسس القطاع الصحي بدأت تتزعزع. فنحن نسرف في استخدام مورد عالمي يجب ان نحافظ عليه للأجيال المقبلة ويقدر المركز عدد الوفيات السنوية الناتجة عن حالات مقاومة المضادات الحيوية بـ25 الفا في الاتحاد الأوروبي، وهو عدد يفوق عدد الوفيات من جراء حوادث السير. اما الكلفة السنوية لعلاج هذه الحالات فتصل الى 5،1 مليار يورو بينها 930 مليون يعود للمستشفيات وتؤدي الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية إلى وفاة عشرات الاف المرضى في الولايات المتحدة. ولم توفر هذه الآفة دول العالم الثالث حيث تباع المضادات الحيوية من دون اي رقابة اما في أوروبا نفسها فالدول المتوسطية اكثر تأثرا بهذه الظاهرة بالمقارنة مع الدول الشمالية التي تسجل ادنى نسبة استهلاك للمضادات الحيوية وسجلت تسع دول أوروبية من بينها ايطاليا واسبانيا والبرتغال العام الماضي نسبة انتشار لبكتيريا الاشريكية القولونية "اي كولي" تعدت الـ25% وهي من أكثر البكتيريا المقاومة شيوعا، فيما كانت نسبة انتشارها 2 % في العام 2003. وقامت دول عدة كفرنسا وبلجيكا والسويد وبريطانيا بإطلاق حملة توعية حول عواقب الاستهلاك الكثيف للمضادات الحيوية ولابراز عدم فعاليتها في معالجة الامراض الفيروسية. بالمقابل تراجعت بكتيريا العنقودية الذهبية وهي بكتيريا مقاومة واسعة الانتشار ايضا في عدد من الدول الاوروبية منذ العام 2003.واضاف مونيه "هناك ما يدعو للتفاؤل، ولكن يجب الا ننسى ان البكتيريا يمكن ان تتطور في 20 او 30 دقيقة". ويشكل النقص في انتاج المضادات الحيوية الجديدة مصدر قلق كبيرا نظرا الى انه قطاع لا يحقق ارباحا كبيرة ولا يجذب تاليا المختبرات للاستثمار فيه. ولا يتم تطوير سوى مضادين حيويين حاليا يرجح ان يكونا فعالين، بحسب اوتو كارز.
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية "آفة قاتلة"!
نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:40 م