TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحرّك عكس التيار

تحرّك عكس التيار

نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:46 م

يوسف فعلفي المواقف الصعبة تعرف معادن الرجال وقدرتهم على تجاوزها من خلال تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والسعي بنكران ذات الى إذابة تلك المواقف وحلها بالصورة المناسبة. ومشكلة اتحاد الكرة التي تفاقمت مثل كرة الثلج وأصبحت معضلة أدخلت كرتنا في دوامة التعليق الدولي
 كبرت لعدم وجود النوايا الصادقة لحلها بالصورة السلمية بالرغم من أنها ليست بتلك المعضلة المستعصية سيما ان الجميع يصرخ بأعلى صوته انه نذر نفسه لخدمة اللعبة ، لذلك فان أبطال اللعبة السابقين في تحد كبير مع الذات لإثبات مواقفهم في المساهمة بإنقاذ كرتنا من وضعها الحالي. ومنها ببساطة شديدة ان اتحاد الكرة يدرك جيداً ان الوضع العام لمنظومة العمل الكروي لا تسير معه على سكة واحدة وهناك الكثير من التقاطعات في جوانب عدة حيث لا تتوافق رؤيته الفنية مع رؤى الهيئة العامة بعد ان انتهج مبدأ التشويش في العمل وغابت البطولات المهمة عن أجندة المسابقات من بطولة الكأس ودوري الفئات العمرية فضلاً عن ان مسلسل التمديد لعب دورا كبيرا في دق إسفين في جسد العلاقة بين الهيئة العامة وأعضاء الاتحاد والجماهير التي رأت انه محاولة للتضليل والبقاء أطول فترة ممكنة في كرسي القيادة الكروية، وهناك تلاعب في مشاعر الجماهير في قضايا كروية مهمة مثل قضية ايمرسون وغيرها ، مثل احتضان الاتحاد الدولي فيفا طروحات الاتحاد العراقي للعبة وجعلها مادة مقدسة لا تناقش ، بل تنفذ موادها حرفياً حتى لو كان ظرف كرتنا لا يتناسب مع تحديداتها وبحاجة الى التوسع في هيكلية اللعبة . وبعد ان وصلنا الى إصدار قرار التعليق الدولي مازال في القوس منزع وباستطاعة اتحاد الكرة التحرك عكس تيار فيفا من خلال استثمار تأثيره الدولي ومطالبته بإنهاء حالة التعليق وكسب الشارع الرياضي بعودة منتخباتنا الوطنية والأندية الى المشاركات الخارجية بدلا من الدخول في أتون الصراعات والمهاترات مع أطراف عدة لا تخدم القضية بل تزيد من تفاقم المشكلة لاسيما ان زميلي الأمس في المنتخبات الوطنية رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية وحسين سعيد رئيس اتحاد الكرة هما من يقودان هذا الصراع الكروي الملتهب لذلك فعليهما الاستدراك لحظة واحدة والعودة بذاكرتهما الى ايام دفاعهما المستميت في انتزاع الفوز لمنتخباتنا الوطنية في المحافل الدولية . اليوم حان الوقت لحفظ ماء الوجه لكرتنا بتقديم حسين سعيد وأعضاء الاتحاد الموقف الوطني المسؤول لإبعاد شبح إبقاء التعليق الدولي أطول فترة ممكنة لان ذلك يغيّر الكثير من الملامح ويجعل الجميع يعمل في بوتقة واحدة تنصهر فيها روح العمل الجماعي وترفع شعار البقاء لكرتنا في المحافل الدولية ، أما من يقود دفة اللعبة في الفترة المقبلة فإن صناديق الاقتراع هي من تحدد الشخصيات الكروية والفرصة مازالت سانحة أمام حسين سعيد للخروج من عنق زجاجة التعليق الدولي من خلال النظرة الى المشكلة بعين الحرص على كرتنا لا بعين الانانية وحب الذات لان النظرة بين الاثنتين مختلفة ولا يلتقيان عند نقطة طالما الأمر يتعلق برياضة وطن . yosffial@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram