محمود النمر استذكر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين يوم الأربعاء وفي قاعة الجواهري،شهيد الكلمة الحرة الشاعر خليل المعاضيدي، الذي اعدم من قبل السلطات البعثية بعدما اعتقلته في بداية الحرب العراقية الإيرانية. وقدم الجلسة الشاعر إبراهيم الخياط متحدثا عن سيرته التي شكلت علامة بارزة للوطنية
والتحدي ضد الطغاة الذين لايتوانون في قتل اي صوت يحاول ان يقول الحقيقة. وقرأ رسالة وصلت من السويد من احمد السيد علي جاء فيها (لبعقوبة الآن ليمونة...هكذا شاء نهر المدينة )بهذه اللغة الشعرية صرخ الشاعر امام الملأ ليؤكد انتماءه الحقيقي لتلك التربة الطيبة وأصالة بساتينها وأزقتها المتدفقة حبا لأهلها. ثم ارتقى المنصة الأمين العام لاتحاد الأدباء الفريد سمعان وأشاد بالشاعر الشهيد الذي لم يخف ولم يخش قولة الحق وان يصرخ بوجه الجلاد والسلطة الفاشية،وكان صوتا هادرا معلنا ان الطغاة لايمكن ان تدمع لهم عين على شعوبهم المضطهدة،مات الشاعر ولم يمت صوته والشاعر هو صوت وضمير الشعب الواعي الذي لايستكين مهما طال درب النضال وهكذا هو حال الشعوب المناضلة. بعد ذلك تحدث المترجم احمد خالص الشعلان: اعدم خليل المعاضيدي!فمن ذا ياترى فوض باعدام شاعر..؟وهل الشاعر خطر الى الحد الذي يبيح لأحد ما انتزاع حياته؟لا بالتأكيد من لم يكن شاعرا منتصرا على الذات مثل طراز خليل المعاضيدي قال – لا- للسلطان،فأطاح برأسه السلطان او يهدر دمه السلطان فيظل طريد البراري،وكم شاعرا نجد من هذا الطراز في الحقبة بين عبد القدوس وخليل المعاضيدي، كان قد وشي بابن عبد القدوس إلى الخليفة (ولا يهم اسم الخليفة لأنهم كلهم واحد)اذن سيكون السؤال التالي "كيف نقلل من خسائرنا؟" هذه التي نتكبدها على كر الأزمان والأيام والدهور. وقرئت ورقة للناقد والكاتب المسرحي – محيي الدين زنكنة - قرأها بالنيابة الشاعر عبد الزهرة السوداني أشار فيها إلى قتل الشاعر في بعقوبة وكان ثمة قنديل،اسمه خليل،يضيء بالكلمة الودود دروب المحبة،يحفر بالقلم الحاد كالسكين طريق الحرية،يرسم بالمداد الأحمر آفاق السعادة،يغرف أوتار قيثارته غير المرئية،المختبئة بين الضلوع،ويغني بصوته الهاديء الرصين ونبرته العذبة الحنون.. أغنيات للإنسان..للأشجار..للعصافير..للغد الآتي،رغم كل شيء،مترعا بالأحلام والأماني "يطش"حروفه الملونة المعطرة برائحة خبز الأمهات وعطر شاي الأمسيات فتتلون الزهور ويتضوع القداح. ملعون من يقتل شاعرا،ملعون من يخنق نورا، ملعون من يطفىء شمعة،اطفأوا-خليل –لأنه آبى أن يضيء لهم لاعداء الإنسان،لأعداء الحياة وتوهموا ان الذي نسجوا عباءته الثقيلة من جلود الناس،وفقأوا عيون نجومه وملأوا محاجرها بدماء الضحايا،يحلو لمحبي خليل ان يروه بعين الخيال المجنح وهو يرفرف مع الفراشات في الجنة، بيد اني اراه هنا "فقد وضعوا الشاعر في الجنة فصاح اه ياوطني "وانا اسمع صوت خليل وهو يصيح اه ياعراقي آه يابعقوبتي آه خريساني!! وكان الناقد مزاحم حسين قرأ بعضا من قصائد الشهيد/صرخة ذات ايقاع خاص/تنهد،بين أصابعها وحشة الموت/تأتي كأن الحجار فراش لأعشابنا/والحياة القديمة تشجب في القلب/كان الشتاء سريرا يغادره البرد محترقا بالوجوه النسائية/الان ثوبي/ورائحة العشب طعم انتهاك يلوح مابين وجهي وبين المياه /ورائحة العشب نبض القميصين. والشاعر خليل إبراهيم المعاضيدي،مواليد بعقوبة1946خريج كلية الاداب قسم اللغة الانكليزية عام 1970،عمل في صحيفة طريق الشعب،ونشر بعضاً من قصائده فيها،اعتقل لعدة مرات بعد عام 1978،اعتقل اخر مرة في الاشهر الاولى في بداية الحرب العراقية الإيرانية،ابلغ ذووه عام 1984باعدامه ومنعتهم السلطة من اقامة شعائر الوفاة،كما أنها لم تقم بتسليم جثمانه لأهله.
الأدباء يحيون ذكرى الشهيد المعاضيدي .. صـــــرخـــــــة ذات إيـــــقـــــاع خــــــــ
نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 04:52 م