TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: تمرد الحوثيين والصراع الإقليمي

خارج الحدود: تمرد الحوثيين والصراع الإقليمي

نشر في: 22 نوفمبر, 2009: 05:55 م

حازم مبيضينأبرزت الحرب الأخيرة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، الأهمية الاستراتيجية لهذا البلد الذي تخوض سلطته عدة حروب، بعضها يلعلع فيه الرصاص، وبعضها جمر كامن تحت الرماد، وبعضها الآخر قادم من كهوف تورا بورا، على شكل تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي،
 وهو في هذا الإطار بات ممراً للأسلحة المهربة لحركة حماس، لكن الحرب الأخطر هي المستعرة حالياً على حدود اليمن مع السعودية، وقد بدأ شررها يتطاير في كل الاتجاهات وصولاً الى طهران التي أعلنت تبنيها للتمرد الحوثي، باعتبارها حامية أتباع المذهب الشيعي، أينما كانوا وفي أي قطر تمردوا، وإلى القاهرة التي ترفض التدخل الإيراني في شأن عربي. ليس هناك شك في أن الحرب الحالية تهدد وحدة اليمن، خاصة إذا التقت نشاطات الحوثيين مع الجنوبيين، الراغبين بفصم عرى الوحدة، إضافة لتهديدها لأمن دول الجوار، وهذا ما يتبدى واضحاً في التوتر المتزايد على الحدود السعودية، والذي يتحول يومياً إلى حرب، لا يعلم إلا الله متى تنتهي وكيف. صحيح أن التمرد الحوثي يتجاوز فكرة التبعية لآيات الله في طهران، باعتباره نتاج حالة من التوتر الداخلي، بأبعاد دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية، غير أن التدخل الإيراني المكشوف ينقله إلى صراع إقليمي، قد تكون له تأثيرات سلبية على دول الخليج، التي تسعى إيران لضمها إلى منظومة القوى التي تسيطر عليها، وهي تسعى لأن تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في كافة قضايا المنطقة، حتى لو لم تكن لها علاقة مباشرة بها، وهي هنا تجد في المظلة الإسلامية المبرر الكافي لهذا التدخل. محاولة توظيف المذهبية في صراع الحوثيين مع حكومة بلادهم، تصطدم بكونهم ينتمون إلى الطائفة الزيدية من الشيعة، وهي ﺗﺨﺘﻠﻒ عن شيعة ولاية الفقيه، التي تحاول استثمار الحالة من خلال إعلامها الواضح، ومن خلال تقديم الدعم للمتمردين وتزويدهم بالأسلحة، والأموال، وتدريب مقاتليهم، بحسب ما تعلنه صنعاء، التي حذرت إيران وهددتها باتخاذ خطوات لم تكشف عنها، لكن ذلك لم يمنع وزير الخارجية اﻹيراني من إبلاغ السفير اليمني في طهران عن قلقه العميق لوضع الشيعة في اليمن، وهو ما يعد تدخلاً واضحاً وصريحاً في شؤون دولة مستقلة، يرفض حتى المتمردون فيها هذه الوصاية التي تحاول طهران فرضها عليهم. المقلق في التمرد الحوثي تهديده للجالية اليهودية في صعدة، ما أدى الى ترحيلهم من مناطق القتال، وحتى من اليمن، حيث وصلت بعض العائلات اليهودية اليمنية إلى الولايات المتحدة، وليس مفهوماً هذا التصرف، من مجموعة تزعم أنها تقاتل لوضع حد للظلم الواقع عليها، لكنها تسعى أيضاً لأقلمة حربها من خلال اتهامها للسعودية بمناصرة السلطات ضدها، ما يدعو إيران الساعية لتوسيع نفوذها الإقليمي، والتواجد عسكرياً في منطقة البحر اﻷحمر والقرن اﻷفريقي تحت زعم مكافحة القرصنة، إلى التدخل، إضافة لتوسيع نطاق علاقتها الاقتصادية مع دول في المنطقة مثل السودان وجيبوتي واريتريا. تمرد الحوثيين ينقلب إلى صراع إقليمي، حتى وإن لم يكونوا راغبين بذلك، وهو مرشح لتدخل قوى دولية، وذلك بعد أن أبدت صنعاء مؤخرا اهتمامها بإقامة قاعدة أمريكية في اليمن، مهمتها الأولى كما يعلن الجانبان مواجهة نشاط تنظيم القاعدة، ومعروف أن قائد القيادة المركزية اﻻأمريكية الجنرال بترايوس قام قبل شهر بزيارة اليمن ليتعهد لها بالمساعدة ضد الإرهاب، هذا إن لم يكن هناك تعهد سري بمساعدتها ضد الحوثيين والجنوبيين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram