TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > اخوة سعيد وام درمان

اخوة سعيد وام درمان

نشر في: 23 نوفمبر, 2009: 04:17 م

طه كمر قبل ايام قلائل اهتزت الارض وتعالت الهتافات وبلغت المناحرات ذروتها وازدادت التقاطعات واصبح من لا يهمه الامر متطوعا ان يدخل حيز تلك الاجواء الساخنة كي يعرف ما تؤول اليه نهاية تلك الازمة التي كادت حمّى تصريحات أهلها تشعل الاخضر واليابس!
فمن منا لم يتابع موقعة أم درمان التي أصبحت مادة اعلانية مهمة اجتاحت جميع القنوات الفضائية واحتضنت فيها العاصمة السودانية الخرطوم مباراة مصر والجزائر والتي تبسّم فيها الحظ للجزائريين في مباراة كم تمنينا ان يتوقف عندها الزمن لنستمتع باللمحات الفنية والإثارة والندية مع غرمائهم الفراعنة وان وصلت الاجواء بينهما الى حد المقاطعة وكل منهما اعلن الحرب على الاخر لكن في النتيجة لم تكن هذه نهاية العالم، بل عادت الامور طبيعية جدا واكثر من طبيعية وفيها طرقت اسماعنا اسماء حفظها حتى الشارع العراقي مثل سمير زاهر وحسن شحاته ومحمد ابو تريكة والحضري وغيرها من الاسماء التي شُحن الجو العام بها لتنتهي عند الرئيس المصري حسني مبارك الذي اختتم تلك الزوبعة بتكريم منتخب مصر لادائه العالي في تلك المباراة. أردت من خلال تلك المقدمة مدخلا لموضوعي الذي يتعلق بمشكلتنا التي لم تنته وإن الهتنا عنها وأخرجتنا من اجوائها أم درمان يومين او ثلاثة ايام لكننا عدنا اليها مجددا متمنين مخرجا سليما لا يلقي بظلاله على رياضتنا ويجعلنا في وضع لا نحسد عليه، فكرة القدم العراقية تعثرت كثيرا ونهضت لكنها عادت تتعكز وتعيش على هامش بعض الانجازات لتعود الى المربع الاول فلماذا هذا العناد الذي أوصلنا الى هذه النقطة؟ فمن الطبيعي جدا انه عندما تنتهي ولاية اية حكومة يتم انتخاب مجموعة جديدة تتولى امور البلد ان اردنا ان نواكب الديمقراطية ومعالمها الحضارية فلماذا لا يرغب اعضاء جمهورية كرة القدم العراقية نهاية ولايتهم ليأتي من هو أحق بتولي تلك المسؤولية اومن يجد في نفسه الكفاءة في العودة مجددا الى ذلك الاتحاد ليكرر ترشيحه وسيكون صندوق الاقتراع هو الفيصل في انتخابه من عدمه وإلا فان الدكتاتورية تتجسد بكامل صورها في المشهد واصبحت الشماعة التي يعلق عليها الآخرون اخطاءهم! في جميع بلدان العام نرى ان كرة القدم تسير بصورة طبيعية جدا وافضل مثال ما حدث بين مصر والجزائر لكن لم تتعثر الكرة في هذين البلدين، فقط في العراق وللاسف الشديد أوصلنا الاستبداد بالرأي الى ما نحن عليه والا بماذا يفسر بقاء الاتحاد العراقي لكرة القدم طوال الفترة السابقة من دون تغيير رغم التلكؤ والاخطاء التي رافقت عمل اعضائه، فهل لا يوجد في بلدنا غير الاعضاء الحاليين للاتحاد؟ مع جلّ احترامي لهم فحسين سعيد عرفناه لاعبا مرموقا واداريا ناجحا لكن قد يكون هناك من هو افضل منه ومن غير المعقول ان يصل العناد بهذا الاسم الكبيرالذي لا ننسى ان العراق من شماله الى جنوبه صفق له وتعاطف معه في لحظات تأريخية لا يمكن ان نتناساها مهما حيينا ومهما دار بنا الزمن، فسعيد تلاعب بعواطف العراقيين ودغدغ مشاعرهم وادخل الفرحة الى بيت كل عراقي ليأتي اليوم ويمحو ذلك التأريخ الجميل بمجرد انه وقف في واد والعراق اجمعه بواد آخر. اتمنى مخلصا ان يتذكر سعيد ان هناك زملاء له عاصروه مذ كان لاعبا صغيرا لا يقلون شأنا عنه، يتمتعون اليوم بمواصفات قيادية لائقة واتوقع انهم قادرون على قيادة الكرة العراقية والوصول بها الى بر الامان فمن منا لا يعرف رعد حمودي وناظم شاكر وحسن فرحان وفلاح حسن وهادي احمد وحارس محمد وباسل كوركيس وكريم صدام واحمد راضي ورحيم حميد وراضي شنيشل وسمير كاظم وسلام هاشم وشرار حيدر؟ ليعلم الكابتن حسين سعيد ان اقرب الناس الذين ايدوه يوما ما بعدم التنازل عن رئاسة الاتحاد وشجعوه واعتبروا قرار الحكومة تدخلا في عمل الرياضيين جاؤوا اليوم يناشدونه وينصحونه بتقديم الاستقالة فمن منا لم يسمع بتصريح احمد راضي في ذروة الازمة عندما قال لم ارشح ضد حسين سعيد لعلمي بفوزه بالمنافسة معي لكني سأرشح ضد رعد حمودي ان رشح للاتحاد وسأكون منافسا له ليعود اليوم ويطالب سعيد بالاستقالة! لا نعلم ما المسوغ جراء هذا التناقض في الرأي خلال فترة لا تزيد على شهرين! لا يسعني الا ان ادعو جميع الخيرين بالوقوف وقفة صحيحة لحل الازمة الكروية العراقية وان يرى الجميع كيف تدخلت الحكومتان المصرية والجزائرية في الازمة الكروية وكيف يجوز للحكومة ان تتدخل لانها بالتالي هي المسؤولة عن الاخفاق والنجاح فلينح الجميع منحى المصريين في تكاتفهم حفاظا على الكرة المصرية ولنكن ارفع مستوى من التناحر واللهاث وراء الكراسي فلا ضير ان نكون جنودا مجهولين خدمة للعراق. Taha_gumer@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram