TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (اليشوف الموت يرضه بالصخونه)

هواء في شبك: (اليشوف الموت يرضه بالصخونه)

نشر في: 23 نوفمبر, 2009: 06:11 م

عبدالله السكوتييروى ان احد الامراء اوصى ان يشوى له جدي واوصى طباخه ان يأتي به باردا كي لايأكل منه احد، وانما طلب ذلك لتزيين المائدة. فحضر الغداء يوما اشعب فاعمل يده في الجدي ومزق اوصاله، حنق الامير وغضب وقال: من يصلي بأهل السجن؟ فقيل له لااحد،
 قال: فليصل بهم اشعب فقال اشعب: او غير ذلك اصلح الله الامير فرد الامير: ماهو؟ قال: لا آكل لحم جدي ما حييت فضحك الامير وعفا عنه. وهانحن قد رأينا الموت وواجب علينا ان نرضى (بالصخونه) اي الحمى فهي اقل وقعا من تلك الظروف التي مرت بنا في الاعوام السابقة ولذا كان علينا ان نسلّم ونرضى عسى ان تسير الامور حسب ماتوقعنا ونخرج من عنق الزجاجة. ان الذي جرى على الشعب العراقي من مآس تجعله يرضى بقليل من الخسائر حتى وان اصبحت الحمى مزمنة ، فقد صمت الشعب الصمت البليغ ووافق على الامور التي كان من واجبه رفضها واصبح امرنا المضحك المبكي.. ولكنه ضحك كالبكا..كما قال ابو الطيّب. لقد تابعنا ماجرى بين مصر والجزائر وتداعيات فوز المنتخب الجزائري بكرة القدم وما اعقبه من تصريحات لمسؤولين جزائريين ومصريين وتداعيات اخرى مصرية ـ مصرية ظهرت على القنوات الفضائية جلها يدعو الى التحرر من قيد العروبة الذي انتعش في مصر في زمن جمال عبد الناصر وجعل من مصر سنام العرب ، ووصل الامر ان ارتفع صوت قوي من داخل مصر يمثل فنانين واعلاميين ومثقفين يدعو الى الخروج من قيد العروبة على اثر مباراة بكرة القدم اشتبك فيها الجمهوران المصري والجزائري في السودان البلد العربي الثالث. ماذا نقول نحن العراقيون لقد رأينا انواع الموت الذي دافته ايد مختلفة ايد انبثقت من محيطنا واخرى من ابناء جلدتنا ومنعنا خجلنا ان نجاهر ونقول ظلمنا وقتلنا بلا سبب ، في وزارة العدل وحدها قتل 60 طفلا وفي المالية قطعت ايدي الفتيات الجميلات وووو ماذا يقول المسؤولون عن دمائنا الا يقولون كما قال حسني مبارك كرامة اي مصري من كرامة مصر ماذا نقول لابوين فقدا طفلهما الوحيد هل يقتنعا حين نقول انها سياسة الدولة ويجب عدم الاخلال بالثوابت الدولية وخصوصا السياسية؟ ماذا نقول وقد ظهر ماخفي عن مساعدات دولية لاطراف متعددة كي تفشل تجربة العراق؟ ان الامر واضح وجلي انه استمرار عملية القتل ، وستستمر حتى ان رضينا بالسخونة والحمى الشديدة. السؤال الذي الحّ بشدة على خاطري وارقني كثيرا اين كرامة العراقيين؟ وهم يسحبون من المسالخ في عربات خشبية لتحظى الفضائيات بفرصة تغطية اوسع بلا استنكار او استهجان للعقليات المريضة التي ادمنت شرب الدماء ومن الذي يمول هؤلاء القتلة، هل هذه معادلة محيرة ليكن الامر على سجيته مايأخذه الكردي والعربي والتركماني في العراق يبقى ضمن خارطة العراق ولاضير فالجميع اخوة لكننا يجب ان نحصي انفاس من يريدون قتل العراقيين من اي انتماء كانوا وقد (رضينا بالصخونه) الايكفي الموت ذلك؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram