TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الحرية والديمقراطية

الحرية والديمقراطية

نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 02:24 م

الكتاب 1: حرية للبيع تأليف: جون كامبنر الكتاب 2: الديمقراطية تؤدي الى الهلاك تأليف: همفري هاوكسلي ترجمة: شيماء جويد فرحان وفقا لما يقوله جون كامبنر فان ماركس كان على خطأ إذ ليست الديانة هي المخدر الذي يتعاطاه الناس بل الرأسمالية فبمجرد أن تمنحهم فرصاً جيدة للتسوق فإنهم سيتناسون كل ما يخص الحرية والمساواة والإخاء وسيتوقفون عن الاهتمام بمن يقوم بحكمهم وكيف.
وبينما يفقد الناس صوابهم في مراكز التسوق تستمر الطبقة الحاكمة في تسيير الدولة وفقا لأفكارها الخاصة. ولكن يحدث ذلك بموافقة الناس الذين يقيمون الرخاء أكثر من خشيتهم على حريتهم. والمثال الذي يحتذي به كامبنر هو سنغافورة إذ نجد أن الضغوطات غير الملحوظة والمفهومة جيدا والتي تمارسها الحكومة هي ما تبقي وسائل الإعلام والمعارضة بعيدا. ويتم اكتساب موافقة الناس من خلال النمو الاقتصادي والحياة الفضلى، اما اولئك الاشخاص الذين يجدون إن المحيط بات خانقا فبإمكانهم الرحيل. أما بقاع الفردوس الأخرى التي يتمتع بها المستهلكون فهي- أبو ظبي والدوحة وبالأخص دبي- تلك البقاع تسير أمورها اعتمادا على الأساس ذاته ألا وهو: البقاء بعيدا عن السياسة، وعدم التدخل في الدين وعندها بإمكانك جني المال بقدر ما تريد. وحتى وسائل الإعلام هناك تتمتع بالحرية- الجزيرة على سبيل المثال- شرط أن لا تنتقد حاكم البلاد. تلك المجتمعات هي اقتصادية وليست سياسية. وفي الصين وروسيا قد يعرض الصحافيون والناشطون حياتهم ولقمة عيشهم للخطر إلا أن الصفقة المبرمة مع الناس هي نفسها: إذ تتم إلى حد ما التضحية بالمجتمع المنفتح مقابل الحصول على الاستقرار والرخاء. وعند تسليط الضوء على تاريخ البلدين أثناء الـ 100 عام المنصرمة نجد أن هنالك الكثير من الأسباب التي تجعل من المثالين الصيني أو الروسي جاذبين نوعا ما. والنتيجة هي استبدادية دائمية تغذيها كفاءة النظام الرأسمالي. وهذا يعني، كما يقول كامبنر، أننا قد نكون مخطئين في اعتقادنا إن انتشار الرأسمالية سيتمخض عنه ولادة الديمقراطية. أما الاستبدادية التي جاءت بناء على رضا الشعب في سنغافورة والتي تبدو لحد الآن حالة منعزلة وغامضة يتضح أن تطبيقها يتخذ نطاقا أوسع. وسواء كان الوضع في الصين لا يزال ملحوظا إلا إن الحكاية هناك لم تنته بعد بل إنها تتطور فكريا واقتصاديا، إلا إن الاضطراب الفكري قد يطول السياسة. ولدى روسيا أيضا مصادر أخلاقية وسياسية عميقة والتي قد لا ترتوي بتعاطي مخدر الرأسمالية. وبحسب ما يذكر في هذه السطور فان نهاية الحرب الباردة كانت انتصارا للرأسمالية وليست انتصارا للديمقراطية. وهذا يجعل من تلك الحرب اقل بطوليةًً وبروزا نظرا لكون الحرب التي خاضها الغرب كانت ضد نظام اقتصادي معطل بشكل واضح للعيان. والآن تتولى الديمقراطية مهمة أكثر صعوبة وهي منافسة نظام يجيد التعامل مع النواحي المادية. ولكن يعد هذا هو الشق الاول من الجدل الذي يخوضه كامبنر. حيث انه مهتم ايضا بالتسويات التي يتوصل اليها العالم الديمقراطي لأجل الحصول على النظام والمال. وهنا نجد وجهاً آخر للصورة التي يرسمها كامبنر: في الهند- نجد ان الانتخابات هي مصدر للفخر ولكنها ليست مصدرا لحكومة مؤثرة او مسؤولة- على الاقل ليس بالنسبة للفقراء، وفي بريطانيا- نجد ان الرقابة قد تصبح تهديدا للحريات المدنية، اما في امريكا- هنا عانت القيم الليبرالية هجوما غير مسبوق في ظل الرئيس جورج دبليو بوش. وتعد تلك امثلة على التهديدات وليست اضرارا دائمة. وتبقى هنا ايطاليا والتي تمهد الطريق لما يلي: بينما ترزح وسائل الاعلام وبشكل متزايد تحت سيطرة الحكومة والنظام القضائي عرضة للتهديد نجد ان الناس مقتنعين بالحصول على الخبز وساحات السيرك- وتتضمن تلك الساحات الانتخابات نفسها. الأمر المؤكد هو إن وسائل الإعلام معرضة للضغط في كل مكان (وربما لطالما كانت وسائل الإعلام كذلك، حيث ان ما يثير المتاعب هو السيطرة التجارية وسيطرة الحكومة على الإعلام). وان أكثر الأمور التي تثير مخاوفنا في البلدان الديمقراطية هو انحسار سلطة البرلمانات فيها، حيث يقع على عاتق تلك البرلمانات وجوب وضع أنظمة توجيهية لوسائل الإعلام وتوضيح دور الإذاعات التي تخدم العامة كما يتوجب أن تكون تلك البرلمانات بمثابة القيد الرئيسي الذي يحد من حرية السلطة التنفيذية. إذ لم تقم أي من تلك البرلمانات بالكثير لوضع حد للأخطاء الفادحة التي ارتكبتها هذه السلطة في أي طرف من الأطلسي. كما يبدو إن فضيحة النفقات في بريطانيا تبين وجود مجموعة من الناس الذين فقدوا افتخارهم بما يؤدونه من وظائف وعوضا عن ذلك استغلوا تلك الوظائف للحصول على مكاسب شخصية. وتعد الجمعيات الديمقراطية هي جوهر الديمقراطية التمثيلية وفي حالة أضاعت الجمعيات الغرض الذي وجدت من اجله فإننا على ما يبدو نواجه خطرا محدقا. ويعتبر كتاب كامبنر أصليا ومقنعا ومقلقا وهو يردم الفجوة التي نعانيها في فهمنا للمرحلة التي أعقبت الحرب الباردة. والى جانب ذلك يأتي كتاب –الديمقراطية تؤدي إلى الهلاك- تأليف هامفري هاوكسلي والذي يتضح إن مخاوفه هي عكس مخاوف كامبنر: وتلك المخاوف هي المخاطر الناجمة عن الديمقراطية وليس المخاطر التي تواجهها. وبالنسبة لعنوان الكتاب فهو اقتباس من احد المقيمين في الخليج مشيرا إلى محاسن الاستبداد الهادف إلى الخي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram