جلال حسن يقال إن الدكتورعلي الوردي، كان يذهب بصحبة أحد معارفه، إبان الخمسينيات ليستمع إلى مناقشات مجلس النواب العراقي، ثم ينشر في اليوم الثاني مقالاته الصحفية بإحدى الجرائد المحلية. وفي مقالاته تلك سخرية وتهكم كان يتابعها الباشا نوري السعيد ..
وفي احد الأيام لمحه الباشا جالسا في المجلس فجاء إليه ضاحكا وقال له: دكتور وردي إذا أسويك وزيرا تبطل نشر ها الغسيل ؟ رد عليه الوردي: يا باشا إما أكون كاتبا تحبه الناس أو أكون وزيرا تكرهه الناس! دعني من ها الشغلة . فأجابه نوري باشا: (هو آني اكدر ما اقرا غسيلك)! لقد ترحّم علي الوردي على أيام نوري باشا. هذا ما نقله الدكتور سيارالجميل عن احد معارفه . اذا اردنا ان نقارن هذا الكلام بما يحدث اليوم بين الصحافة ومجلس النواب ،هل نصاب بخيبة امل؟ ام نشعر بإحباط لما يجري حولنا، لندرك مدى تقويض وتنافر العلاقة بين السياسي والمثقف، وندرج علامات فارقة بين جهة مهماتها في التشريع والرقابة والدفاع عن الحريات وتمارس الضد في آن واحد . ليس للرأي الاخر مساحة ود، هناك خوف من الكشف، وخوف من الرأي المخالف. فكيف تفعل الرقابة البرلمانية دورها في الحفاظ على مبدأ الشرعية واحترام القانون.؟ وبالتالي يكون لهذه الرقابة أثر فعلي ملموس يؤدي الى إلغاء القرارات غير المشروعة. وهل نحتاج الى هيئة جديدة تراقب عمل النواب؟ اسئلة ومقارنات تضعنا في مواجهة علامات استفهام كبيرة بين مواطن يغرق في مسلسل طويل من العذابات والجوع، بل صار قذيفة في الحرب. و يتلفت في الكراجات، وفي بيته، وفي مساحة راحته البسيطة باحثا عن لحظة امان هانئة يستنشق فيها نسيم بلده قرب نخلة او حديقة، ولا يرى اسلاكا شائكة، او يصطدم بكونكريت أسيجة الشوارع والارصفة العسكرية، والتي لفّت مدننا بكآبة الالوان وموانع الرؤيا. فجوة لا يمكن ان تقارن بين من يسكن في بيت للايجار بلا ماء ولا كهرباء ولا رزق وبين حياة اخرى يعرفها الجميع. اسئلة تضع نصب أعيينا رفع رايات المساواة والمطالبة بالحقوق الثابتة. دعوة الى ايجاد مساحة ود بين الذي انتخبناه ورفعنا اصابع التأييد لهم وبين واقع يحتاج الى تأثيث كل شيء! اسئلة ومقارنات تواجهنا مع انفسنا هذه المرة، لنفكر جيدا وبصوت عال، من سنختار؟ ولمن نصوت في الانتخابات المقبلة؟ jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : مقارنات
نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 07:15 م