TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الشيخ محمد رضا الشبيبي

الشيخ محمد رضا الشبيبي

نشر في: 25 نوفمبر, 2009: 04:24 م

مير بصري شاعر من نوابغ الشعراء المتأخرين وزعيم وطني عرف منزلته ابناء الشعب وقدروه حق قدره رصين شديد التؤدة والاناة، ابتلي بالسياسة فكان مصلحا اجتماعيا مثالي النزعة اكثر منه سياسيا ورجل دولة. ينتمي الى الاسرة الشبيبية المعروفة في النجف، واول من استوطن هذه الحاضرة من رجالها الشيخ محمد بن شبيب بن الشيخ راضي بن ابراهيم بن صقر بن دليهم من قبيلة بني اسد من فخذ يسمى (المواجد)،
ومسكنهم الجزائر في جنوبي العراق، وقد نزح محمد بن شبيب الى النجف طلبا للعلم فاتخذها موطنا وصاهر بعض اسرها فولد له الشيخ جواد الشاعر الاديب.. ومحمد رضا بن محمد جواد بن محمد الشبيبي ولد في النجف (6 آيار 1889) ودرس على علماء عصره كالشيخ محمد حسن المظفر والسيد مهدي آل بحر العلوم الطباطبائي والسيد حسين الحمامي والسيد هبة الدين الشهرستاني والسيد حسين القزويني والشيخ هادي آل كاشف الغطاء وابيه الشيخ محمد جواد الشبيبي وغيرهم، وتفقه في علوم الدين واللغة، ونظم الشعر فلم يلبث ان اصبح علما من اعلامه آخذا بأسباب التجديد، مستقصيا للمعاني العصرية ومطالب النهضة والحرية مع محافظته على الديباجة العباسية الناصعة والجزالة العربية الاصيلة، وقد نشر شعره، وهو بعد شاب، في امهات المجلات العربية في مصر وسورية ولبنان، فكان له القبول الحسن والشهرة الطيبة والصيت البعيد. رسم الشبيبي صورة لشبابه وشباب اقرانه في ذلك العهد في مقدمة ديوانه المطبوع في القاهرة سنة 1940 فابدع الرسم واتقن التصوير، قال: كنا في رهط من الشباب العراقيين وغيرهم نفكر تارة في رسم اهدافنا وطورا في الوسائل التي توصلنا اليها، ولم نكن نستهدف في الواقع الا الحياة في ظل نظام تحترم فيه الحقوق والحريات وتفلح في كنفه المساعي ويتيسر النهوض بالبلاد، كما كان في مقدمة العقبات الشاقة التي تواجهها دائما استفحال الجمود وفقدان الشعور بالواجب خصوصا لدى المسؤولين وعدم اكتراثهم او مبالاتهم بالاخطار، فتضطرم النفوس وتثور الارواح المتمردة وتتضاعف الهواجس والآلام، ثم تفيض بهذه الصور الشعرية كما يفيض القليب الملآن. ولقد عمل مع نفر من شباب النجف الناهض في جمع المخطوطات والدواوين والسعي لطبعها، وزار المنتفق في ايام الحرب العظمى، وحارب في موقعة الشعيبة الى جانب الجيش التركي، ثم وضعت الحرب اوزارها وتحفز العراقيون لطلب الاستقلال، فكان لمحمد رضا الشبيبي مواقف وطنية مأثورة في بلده، وانتدب بمهمة الى الملك حسين عاهل الحجاز، فبارح العراق سالكا مفاوز البادية من البصرة الى جبل شمر فالمدينة المنورة ومنها الى مكة المكرمة التي بلغها في ايلول 1919 واجتمع بالملك حسين، وقدم له وثائق مذيلة بتواقيع الزعماء والعلماء وقادة الرأي تتضمن توكيله لبيان حالة العراق وشرح رغبات اهله، واوضح له طموح العراقيين الى الحرية والاستقلال. وذهب الشبيبي بعد ذلك الى الشام ولبنان فكان له فيهما جهود سياسية ومساجلات ادبية، ومن شعره الذي سجل زيارته لصيدا في تلك الاونة واجتماعه بمحافلها قصيدته الرائعة: عروس من البلدان ليس لها مهر ومصر سبتني لا الصعيد ولا مصر وماهي لما قلدتني نعتها وشاطئها الا القلادة والنحر وغير كثير من بدائع بلدة كصيداء ان اغرى بها: انها سحر وعاد الى بغداد في تشرين الثاني 1920 بطريق بادية الشام وسجل رحلته في كتابه (رحلة في بادية السماوة) وقد نشر في الاصل من مجلة المجمع العلمي العراقي. اقام في النجف مدة ثم انتقل الى بغداد واتخذها مسكنا له، وانتخب عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1923، وعين وزيرا للمعارف في وزارة ياسين الهاشمي الاولى (4 آب 1924) واستقال منها في 5 آذار 1925، وانتخب نائبا عن بغداد في مجلس النواب 1925 وجدد انتخابه (1928- 1930) وكان بعد ذلك من اقطاب المعارضة، وانتخب نائبا عن بغداد للمرة الثالثة آذار 1933، والرابعة كانون الاول 1934، وعين عضوا في مجلس الاعيان فاستمر فيه الى تشرين الاول 1941 وتولى وزارة المعارف في الوزارة الهاشمية الثانية (17 آذار 1935) لكنه استقال في 16 ايلول 1935، وانتخب رئيسا لمجلس الاعيان في 27 شباط 1937 الى 17 آب 1937، واصبح وزيرا للمعارف للمرة الثالثة في الوزارة المدفعية الرابعة من 17 آذار 1937 الى 24 كانون الاول 1938، ثم في الوزارة المدفعية الخامسة من 2 حزيران 1941 الى 18 تشرين الاول 1941. وانتخب نائبا عن لواء العمارة في ت 1 1943، واختير رئيسا لمجلس النواب في 3 كانون الثاني 1944 حتى استقال من الرئاسة (14 كانون الاول 1944) وانتخب نائبا عن لواء بغداد (اذار 1947)، واصبح رئيسا للمجمع العلمي العراقي (12 ك 2 1948- شباط 1949) وانتخب عضوا بمجمع اللغة العربية في القاهرة (ك2 1948) في الكرسي الشاغر بوفاة الاب انستاس ماري الكرملي، فحضر المؤتمر السنوي للمجمع لاول مرة في 7 كانون الاول 1948 ورحب به الرئيس احمد لطفي السيد واستقبله عباس محمود العقاد بخطاب ترحيب واطراء. وقد منحته جامعة القاهرة مرتبة الدكتوراه الفخرية في اللغة العربية والدراسات الاسلامية (ك1 1950) وانتخب رئيسا للمجمع العلمي العراقي عند اعادة تأليفه في 9 آب 1963 وتوفي في بغداد في 26 تشرين الثاني 1965، فحمل جثمانه الى النجف ودفن الى جانب آبائه. مؤلفاته: ديوان الشبيبي (1940) مؤرخ العراق ابن الفوطي _(الجزء الاول طبع 1950 وصدر 1954، الثاني 1959) اصول الفاظ اللهج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram