الموصل/ نوزت شمدين كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة الموصل طوال الأسبوعين الماضيين،عن تهالك شبكة المجاري وحاجتها الماسة إلى حلول جوهرية، تتمثل بإنشاء شبكات جديدة في كلا جانبي المدينة الأيمن والأيسر، بدلا من حملات الترميم والترقيع، التي تفضحها أول زخة مطر،
كما ذهب مواطنون هالهم مشهد تجمع المياه في الشوارع الرئيسة والأفرع الداخلية، واجتياحها في بعض الأحيان للمنازل والمحال التجارية، مشاهد أصبحت جزءاً من القصة الشتوية والربيعية لمدينة الموصل. ولا تختلف دائرة مجاري نينوى عن معظم الدوائر الأخرى في الغموض الذي يكتنف عملها، بسبب رفض مسؤوليها التحدث إلى الصحافة، ولولا الاجتماعات الدورية لمجلس محافظة نينوى بهذه الدوائر لما عرف احد ان هناك دائرة مجار او دائرة ماء أو مديرية زراعة على سبيل المثال، ولذلك وكما هو الحال دائماً فأن مصدرنا في دائرة المجاري، موظف يرفض الكشف عن اسمه، والجملة الاستهلالية هي ذاتها التي ننقلها في تقاريرنا الموسمية من كل عام: (المواطن لا يعلم بمعاناتنا، فهناك ظروف صعبة تواجه مهندسينا وفنيينا وعمالنا، منها قلة التخصيصات، وعدم تعاون المواطنين). والجديد في الأمر، أن عبارة سوء الوضع الأمني استبدلت هذا العام، بأخرى أكثر إحباطاً تتعلق بمضايقة السيطرات ونقاط التفتيش لآليات الدائرة، وهو أمر يعتبره الكثير من المواطنين غير دقيق لان الجميع يشاهد آليات البلدية وهي تطوف أحياء المدينة من دون ان يضايقها احد، ولو ان هناك امرا مماثلا فعلا، فيمكن حسمه بالتنسيق بين المحافظة وقيادة عمليات نينوى. يقول المصدر في دائرة المجاري أن إجراءات احترازية عديدة اتخذتها دائرته استعداداً لموسم الأمطار، ففي الجانب الأيمن شمل العمل المناطق التي تعاني من انسدادات متكررة في شبكات المجاري كمناطق (الدواسة والنبي شيت والطيران والسجن ووادي حجر ودور السكر والمنصور وباب الطوب وحي الرسالة والزنجيلي والصمود ودور السكك) ومناطق أخرى عديدة. وأضاف: سيتم تنفيذ حملات أخرى في مناطق الساحل الأيسر منها مناطق (حي المالية وشارع الكوير ودور الطين وشارع الجماسة وتقاطع المالية ومناطق في حي الجزائر قرب دورة الجزائر مرورا بجامع الحافظ ومن سوق الدواجن إلى تقاطع الجزائر وفي حي الفرقان ومنطقة الرشيدية ودوميز وحي سومر)، كما قامت كوادرنا قبل عدة أيام بتنفيذ حملة تسليك في مناطق( المجموعة الثقافية وحي المهندسين ومنطقة الدركزلية وحي التحرير قرب شارع الدرج). المواطن احمد سالم(32عاماً) يسكن في حي التأميم شرقي الموصل، يقول: أن المنطقة تتحول الى بحيرة بعد ساعات من تساقط الأمطار، ويجد السكان صعوبة بالغة في الوصول او الخروج من المنازل، ويبقى الحال على ما هو عليه لأيام متتالية، وما يجري أن عمال المجاري يأتون لتسليك المجاري، التي تعاود الانسداد بمجرد ان تمطر مرة أخرى. ويروي فارس خالد من سكان حي الطيران وسط الموصل، معاناة أهل المنطقة جراء الفيضانات التي سماها (موسمية) بسبب قدم شبكة المجاري، وقال أن دائرة المجاري قامت بإجراءات وصرفت الملايين، لكن بلا جدوى، وعادت حليمة لعاداتها القديمة مع الدخول في الشتاء، ويضيف فارس: المياه تأخذ معها أكوام النفايات التي تسبح في الشوارع، وعند انحسار المياه، تتحول المنطقة الى ساحة نفايات واسعة. أما مجيد عباس من سكان حي النبي يونس، فيؤكد ان اتهامات دائرة المجاري لمواطنين بالتسبب في انسداد المجاري، مجرد ذريعة للتهرب من المسؤولية، فالمناطق التي تتجمع فيها المياه في الموصل، معروفة منذ عشرة او خمسة عشر عاماً، وهذا يعني أن مشاريع الدائرة سواء التي ضمن تنمية الأقاليم او لجنة إسناد أم الربيعين، كلها فاشلة. وبشيء من المرح علق ياسين عبد الباسط (موظف) على إعلان دائرة المجاري لحملة تسليك شبكة المجاري، وتساءل عن جدوى القيام بذلك في موسم الشتاء تحديداً، وما معنى ان نقاط التفتيش تضايق عمال المجاري بالذات؟، ولماذا لا يفعلون ذلك مع عمال الكهرباء او البلدية او غيرها من الدوائر؟. المواطنة (بهيجة حسن- ربة بيت) تسكن في منطقة شقق الخضراء، تؤكد بان حوادث عديدة وقعت في شوارع الحي التي تتجمع فيها المياه، بسبب فوهات المجاري المفتوحة، وتحدثت عن طفل اختفى في إحدى الفوهات لولا وجود رجل بالمصادفة في المكان، وكيف تحشر إطارات السيارات في تلك الفوهات في مناظر إلفها الجميع. في منطقة الشهباز، وتحديداً خلف بناية مديرية الشباب والرياضة، كان عدد من عمال المجاري يبذل جهوداً كبيرة في فتح احد (المنهولات)، وكانت سيارة حوضية كبيرة تدعمهم، مع جمهور من المواطنين المترقبين لمعجزة شفط المياه، سألنا احدهم وبدا انه المسؤول عن الحملة، لأنه كان يوزع المسؤوليات والوحيد الذي كان صوته أعلى من ضجيج محرك السيارة الحوضية. عدد لنا أسباب الانسدادان في شبكة المجاري، وكانت جميعها تشير الى تقصير المواطن وسوء استخدامه للمرافق العامة، وقال بأنهم يخرجون من فتحات المجاري، أحجاراً وعلب صفيح وإطارات سيارات وقطع ثياب وغيرها من الأشياء، كما أن أغطية هذه الفوهات تسرق في الغالب، ولهذا فأن العمل يجري بلا جدوى لان الحل غير جذري، ولم يعلق العامل على سؤالنا ان كانت دائرته مقصرة في تحديث شب
مواطنون: حملات دائرة المجاري في الموصل غير مجدية
نشر في: 2 ديسمبر, 2009: 04:43 م