فاضل السلطانيقلت لي: خذ الطريقَ إليها.قد لا تبلغهالكن.. خذ الطريقَ إليها.ابدأ الآنَ..
هي خطوةٌ ويبدأ الطريقواسعاً وغريبا.ستقول وداعا،ستفرح قدماك،ستفتحُ الريحُ ثوبكَ..وينفتحُ الطريق.ستمضي خفيفا على الأرضِ..المدينةُ خلفكَ،وأنت خلفكَ..ستمضي وحيدالا شجراً سوف ترى،ولا نهراً على الجانبينِ..لا أحدَ سواك.قد تسيرُ ولا تسيرُ،حتى السماءُ قد لا تراك.قد تبكي وحيداعلى صخرةٍ في منتصف الطريق،ستبكي طويلا،وقد يمرق طائرٌ ضائعٌ،لكن.. لا يراك.قد تنحني ولا تقومُ،لكن.. خذ الطريقَ إليها.إنها هناك.قد يلتفّ بك الطريقلكن.. لا تعد.إنها ستموتحين تعود..خذ الطريقَ إليها.ستفرحُ حين تراكوحدك تمضي،وثانيكَ الربُّ.ستبكي وحيداعلى الصخر..إبكِ وحيدا،أو كن " الراقصَ والرقصَ"*،والترابَ والمطر،والغصنَ والطيرَ..لا تمت في الطريق.إنها هناك.. فامضِ إني أرى شمساً وظلايقتربان ويبعدان،ويبعدان ويقتربان.وإني أرى سمكاً وجسورا،وحدائقَ تحتَ قدميك،وطيوراً سوف تموت من الحزنِحينَ لا تراك.إمضِ لتر،إني رأيتُ،ما لم ترَ،تلك الجموع على الجسرِ*،تهبطُ للماءِ أزواجا،أو تموت من الحزنِ عند المساء،فمضيتُ..لم أعد.لا أحدَ يعودُحين يعود.إمضِ.. إنها هناك.قد لا تراهالكنها تراك.ستنحني كلما خطوتَ،تمّ تتساوى مع الأرضِ حتى تغيبلكنها تراك.إمضِ.. لا تعد.لا أحدَ يعودُ..حينَ يعود.----------------*عن ييتس، قصيدة " بين تلاميذ المدرسة". * عن تي. أس. أليوت، " الأرض الخراب".
خذ الطريـق.. إلى قسطنطين كفافـي، فـي قصيدته" ايثاكا"
نشر في: 4 ديسمبر, 2009: 04:54 م