TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: اختبأتُ خجلاً منك

هواء في شبك: اختبأتُ خجلاً منك

نشر في: 4 ديسمبر, 2009: 07:20 م

عبدالله السكوتييحكى ان جحا شعر بوجود لص في داره ليلا ، فقام الى الخزانة واختبأ فيها ، بحث اللص عن شيء يسرقه فلم يجد ثم انه رأى الخزانة فقال: لعل فيها شيئا ، فتحها واذا بجحا داخلها ، جفل اللص في بداية الامر ثم تشجّع وقال له: ماذا تفعل هنا ايها الشيخ ؟
 فقال: لاتؤاخذني فاني عارف انك لاتجد ما تسرقه ولذلك اختبأت خجلا منك. ونحن بدورنا سنقول نفس ما قاله جحا لكثرة اللصوص والمفسدين سنختبئ منهم خجلا ونقول نحن خجلون منكم لاننا لانملك في العراق شيئا تسرقونه فقد سرقت جميع الاموال وحولت الى الخارج والغريب انها تهرب برزم ومن المطار ونحن غير قادرين على استردادها كما لم نقدر في الحواسم الاولى على حمايتها فنحن لدينا اكثر من حواسم واحدة. من غير المعقول ان السراق واللصوص والمفسدين مطلقي اليد ينهبون ويفسدون ومن ثم تكتشف جرائمهم بعد ان يكونوا قد اجتازوا الحدود وتنعموا في دول اخرى يمتلكون الفلل والابراج ويضاربون في الاسواق، الغريب في الامر ان هؤلاء عندما يضعون ارجلهم خارج العراق يصبحون مواطنين عاديين ويبدأون بتسيير حياتهم بشكل صحيح بعيدا عن السرقات واللصوصية ، لكنهم في العراق يجنحون الى السرقة والقتل فهل في الامر سر خفي ، اكيد ومثلما قلنا السفينة المحترقة والتي ينهب كل واحد منها شيئا لنفسه، والامر الاخر ان العالم كله يرفض السارق ويودعه السجن اما في العراق فانه يتسلم مسؤولية وزارة على رؤوس الاشهاد. ما الداعي لصمت المسؤولين عن السرقات المهولة التي حدثت والتي تحدث ، بدورنا ندعو الاقتصاديين الى البحث والتنقيب ومعرفة موازنات العراق لهذه الاعوام اين ذهبت وفي اي جيب دخلت، الادهى من هذا يسرقون العراق ويستثمرون في دول اخرى ونحن نتوسل بالمستثمرين الاجانب والعرب في حين ان اموالنا تسرق من ايدينا ، والشعب المسكين مصاب بالذهول لانه بقي كما يقولون (بطرك التصريحات) والقروض الوهمية التي يتسلمها فلان وفلان وصدق من قال (وماخفي كان اعظم) ، عشرات المليارات صارت في افواه المدعين وآلاف الارواح ازهقت بايدي المجرمين فاين الحكومة من هذا وماهو برنامجها تجاه المفسدين مازالت تلوح بالعصا الغليظة ولم تستخدمها حتى الان؟! اذا بقي الحال على ماهو عليه فسنباع وتقبض اثماننا ناهيك عن النفط الذي سيعبأ في قنانٍ ويذهب الى غير رجعة، ومن ثم نمتطي الحمير لنسافر من مدينة الى اخرى ، عندها سنحاول ان نعلق آمالنا على الديمقراطية ونستصرخها بلا طائل ودونما فائدة. لايمكن ان ندع الامر بهذه البساطة امرأة تسرق عشرات المليارات ونائب يتوضأ بدماء العراقيين ومن ثم يدعي الوطنية حين يحط رحله في دولة اخرى وآخر يسرق قوتنا لتهربه السفارات ومن ثم يرفع صوته منادياً باسم الوطن ويريد له صوتاً في الانتخابات. نحن في مأزق كبير سيأكل منا كثيرا من الجهد والوقت فنحن امام سرقات مبرمجة تخضع لاجندات خارجية الهدف منها تخريب البلاد واسقاط مؤسساتها وجعلها لاتساوي شيئا فقد جربوا اسلوب التفجيرات لكن الاسلوب الاكثر فعالية هو التخريب الاقتصادي، انا متأكد من ان الامر سيتكرر في الحكومات المقبلة لانه يمثل ايديولوجية جديدة وهو فصل آخر من فصول المؤامرات التي مرت على العراق وتمر في المستقبل، انها سرقات محترفين وليست لعبة من لعب الهواة التي سرعان ماتنكشف اوراقها وتفضح امام الجميع. سرقتنا حتى الدول التي طالبت بتعويضات وفوائد التعويضات ، لانها تعلم ان الشعوب المحيطة قد نهبت ولكن ما اخذ سجل جميعه بذمة العراق، ليبقى الدفع عراقيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram