إياد الصالحي لكل درب نهاية، ولا خاسر من المناوشات (العراقية – العراقية) بشأن الرجل القادم للجلوس على كرسي رئاسة كرة العراق سوى العراق نفسه شئنا أم أبينا. فالتناحر بين أهل الكرة والتهديد بإخراج قصاصات فضائح الفساد لترى النور أمام الرأي العام والتلويح بملفات قضائية مبهمة،
وتسمية هيئة مؤقتة أظهر بعض أعضائها وجوه العداء والمعارضة والمماحكة السلبية لاتحاد الكرة المنحل في العامين الأخيرين، كل هذه الإرهاصات والصورة القاتمة لن توفر الاستقرار لجمهورية الكرة العراقية، بل تغرقها في حرب مصلحية لا نعرف متى تنتهي قبل ان يمسك أحد العقلاء غصن الزيتون بيد وكرة السلام بيده الاخرى، فاتحاً عهداً جديداً للعبة التي اكتوت بنار التمزق أكثر من ألمها لغيابها عن محافل دولية مهمة طوال السنوات الماضية. لم يكن الراحل عمو بابا مجنوناً عندما أوصى بدفن الكرة في قبره لأنه أراد من رمزيتها إنهاء معاناتها وإحساس مشيعيه بأن عليهم تدارك محنتها وتقدير أفضاله عليها حتى وهو ميت بتخليصهم من علتها التي استفحلت بسبب إهمال مسؤوليها مقومات معافاتها وتنشيط جريان المسابقات محلياً لمختلف الأعمار بعد ان أصبحت الأجندة الخارجية للمنتخب الوطني شماعة للتقوقع على سطحها والتكاسل في الغوص لانتشال قاعدتها من اليأس والتلاشي. لا اعتقد إن مهمة البحث عن رئيس جديد للعبة أمر سهل، نعم لدينا موارد بشرية نتفاخر بها أمام دول عربية وصديقة سبقتنا مراحل طوالاً في البنى التحتية والاستثمار الرياضي، لكننا مازلنا نتعامل مع استحقاقات المناصب المسؤولة بدافع الانحياز العاطفي وليس الالتزام العقلاني، ولهذا أجد ان التحليل الدقيق للحامض النووي DNA لشخص رئيس كرة العراق الجديد يجب ان يكشف عن خلايا مميزة تطمئننا عن سلامة القيادة للفترة المقبلة سيما ان رئيساً مثل حسين سعيد لم يكن سيئاً في كل الأحوال أثناء تسيير شؤون اللعبة الا انه عانى أمراضاً إدارية وفنية قوّضت ثقة أغلب أعضاء الهيئة العامة بفرص تجديد ولايته بسبب ديمقراطية (نادي الصيد) التي أفرزت عن تشكيلة الاتحاد وقتها في ضوء آلية معروفة رضخت لها الهيئة حرصاً منها على التخلص من ظُلمة الفترة الانتقالية (آيار 2003 – حزيران 2004). الغريب أن يتسابق بعض أعضاء الهيئة المؤقتة لإدارة الاتحاد أمام شاشات القنوات الفضائية لإظهار حرصهم وتفاؤلهم بإمكانية حل ازمة الكرة العراقية وسارعوا الى تحويل الهيئة الى ورشة فنية جلّ اهتمامها كيفية تمشية الدوري متناسين أزمة الثقة مع مؤسستي (فيفا والآسيوي) التي لابد من أن يتحرك فريق معروف عنه بالخبرة والدبلوماسية لاستعادتها من خلال حوار مشفوع بأدلة الإقناع عن موجبات إصدار قرار حلّ الاتحاد، أما من يراهن على قتل الوقت ستة أشهر أو سنة بحجة ترميم بيت الكرة المتصدع فالمؤشرات الأولية تؤكد ان الهيئة المؤقتة ستعاني كثيراً وسينفرط عقد أعضائها بمجرد دخول الدوري منعطفات مثيرة في النتائج، إذ سينغمسون في شجون فرقهم وحسابات الفوز والهزيمة واستحقاقات اللاعبين ومواجهة الأزمات الطارئة كالتي مرّت بها أندية الزوراء والطلبة والجوية والميناء في الموسم الماضي، ناهيك عن عدم توافق اختيار عدد من أعضاء الهيئة مع (ناموس) الانتخابات الذي يشترط خلوها من ذوي المطامح بالترشح للاتحاد الجديد لضمان العدالة والحيادية في أي قرار يصدر عنها سواء ما يتعلق بمصالح الأندية أو ضوابط الانتخابات. ليس عيباً او انتقاصاً من الكفاءات الموجودة في الداخل، نرى ان المشورة مطلوبة من أهل الدراية والريادة في إدارة الكرة وعلى رأسهم الثلاثي مؤيد البدري وهشام عطا عجاج وعبد القادر زينل المعروف عن باعهم الطويل في مقارعة أفانين المؤسسات الدولية ونظافة سيرهم ورجاحة آرائهم ونقاء مصلحتهم الكروية، ونقترح ضيافتهم في بغداد على نفقة اللجنة الاولمبية للتشاور معهم عن أفضل صيغ ولوائح الانتخابات التي أثارت الجدل وهم لن يمانعوا في ذلك بعد ان تجاذبنا الحديث معهم عن هذا الموضوع، وانتدابهم ضمن وفد الخبراء برئاسة رعد حمودي وعضوية حسين سعيد أيضا للتفاوض مع كونغرس فيفا والمكاشفة بأوراق الأزمة وإيجاد حل يرفع قرار التعليق ويمنح العراق المدة الكافية لإجراء الانتخابات مطلع العام المقبل، وبذلك نحمي اللعبة من المزايدات الرخيصة والمساومات المشبوهة وانتهاكات السمعة وشراء ذمم المفلسين في قاموس(الإعلام) ممن لم يحسنوا إيجاد مفردات الحلول البديلة وانهمكوا بالتصفيق للتغيير عشية العيد.. بلا سعيد! Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: DNA رئيس كرة العراق
نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 05:33 م