أيوب السومريالبطالة شر بليغ الضرر، لا يختلف اثنان على ذلك.. ومن شرورها ان العاطل عن العمل يضطر، تحت وطأة الحاجة، الى العمل بشتى المهن طمعا بكسب قوته وقوت من يعيلهم، الأمر الذي بات المواطن يلمسه في هذا التضخم الهائل في عدد البسطات التي تبيع بضائع ما شاء الله لها من سلطان،
ومعظمها دون الحد الأدنى من الجودة، ما يستنزف جيب المواطن من دون انتفاع بها، والحال الى هذا الحد يمكن احتماله، غير ان الضرر الابلغ يأتي من خلال بسطات وعربات المأكولات التي باتت تنتشر وبنحو سرطاني في كل منعطف وزاوية من شوارعنا ومحلاتنا، فضلاً عن أسواقنا المكتظة بالمتبضعين من شتى الاعمار والأجناس. وفي ظل انفتاح او (انبطاح) الحدود أمام نفايات بضائع الأرض كلها، سيما المواد الغذائية ومنها انواع اللحوم الحمراء والبيضاء والزرقاء..، ومع انتشار وكثرة المطاعم العشوائية والبسطات (الاستطعامية)، وغياب او محدودية نشاطات أجهزة الرقابة الصحية، بات الخطر محدقا بالصحة العامة، ان لم يكن قد فعل فعله في حدوث وانتشار شتى الأمراض والأوبئة في أجساد المواطنين الهشة، يدعمه حالة الجهل الصحي المتفشية في أوساطهم ورخص وجبات الطعام التي تقدمها تلك المطاعم والبسطات، اذ راحت بعض البسطات تبيع، على سبيل المثال، سندويج (كص) اللحم بسعر(500) دينار فقط!! او نفر(تمن ومرق) بسعر(750) دينار فقط..، وبالطبع هذه الأسعار المتدنية ليست ناتجة قطعا عن ارتفاع قيمة دينارنا العزيز، ولكن لكون الطعام المباع فاقد الصلاحية ومشحوناً بشتى انواع الفيروسات والبكتريا المسببة للأمراض.. والمواطن البريء والمنهك ماديا، والذي يشكل الأغلبية العظمى من العراقيين، يهتف من دون ان يدري...الله يديمك يا رخص.
الله يديمك يا رخص
نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 05:51 م