TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (تمر التاكله... نواه بجيبي)

هواء في شبك: (تمر التاكله... نواه بجيبي)

نشر في: 5 ديسمبر, 2009: 07:16 م

عبدالله السكوتييحكى ان رجلين كانا شريكين في محل بقالة وكان احدهما حقودا ، طماعا ، شريرا فجاء صاحبه يوما بابن صغير له الى المحل ، ضجر الصبي وبكى فاعطاه ابوه شيئا من الجوز والتمر ليسكته، عندها اعترض شريكه على ذلك
 وقال:(يابه هذا لازم يتقيّد بالحساب...هيّه شنو كوتره) فاجابه شريكه: (ابو فلان آني تره كلشي ادري... شتاخذ ؟ اشتنطي تره تمر التاكله نواه بجيبي). نحن نعلم من يأكل التمر ومن يحتفظ بالنوى، كل منهم يعرف من اين تؤكل الكتف والسياسيون في هذا سواء في تقاسم الاصوات ام تقاسم الثروات، فهناك اتفاقات وتحالفات ومناورات تطرح على هذا القانون اوتلك الفقرة وكله يصب في النهاية في مسألة واحدة هي تقاسم النفوذ.نحن لانعرف جميع مايدور خلف الكواليس بل نستطيع ان نخمن ان ما تتداوله الصحافة والاعلام بشكل عام لايتعدى نسبة 20% ، هناك بيع وشراء ومساومات ودعايات انتخابية تدخل اموالها واصواتها بجيب الحزب الفلاني او تكون من نصيب فلان الفلاني. لقد هدد الرجل شريكه بانه يحتفظ بنوى التمر في جيبه والحال هكذا بالنسبة للاحزاب التي تتنازع على الفوز باربع سنين تدخلها بهيئة ملاك يحافظ على اموال الناس وارواحهم ومن ثم تبدأ بمرحلة جديدة من مراحل التفكير بالذات ومحاربة القوى الاخرى فينشغل النائب والسياسي والوزير عن مشاكل الناس بمشاكل منصبه والدفاع عنه حتى تصبح السنوات الاربع ساحة للنزاع والتسقيط ليبقى المساكين على حالهم ومن ثم تبدأ مداراة الخيبة الماضية بطقوس الانتخابات الجديدة. لسان حال الشعب العراقي يقول: ماذا فعل لنا الماضون حتى ننتظر ما يفعله القادمون؟ ان السجالات والاختلافات والحروب غير المعلنة التي تجري في الخفاء هي اساس الفوضى الانتخابية بدعاياتها ومايقوله بعضهم عن البعض الاخر من ان هناك اموالا قدرت بعشرات المليارات جاءت من دول مجاورة لتصب في لافتة الدعايات الانتخابية اوربما سندخل في الاشهر المقبلة في مرحلة شراء الاصوات ووضع التسعيرات لها. نحن نبحث وندقق فهل يعتقد السياسيون ان امورا مهمة ستخفى على الشارع العراقي وتختفي تحت طي السنين اوترابها الذي ينفض عن الاحياء والاموات على حد سواء؟! لكن للاسف فالبعض يتناسى ان رصد الشارع ومعرفته تفوق حدة ذكائه في اخفاء مايحاول اخفاءه، ونستطيع ان نقول كما قلنا للارهاب من قبل: ان الاطلاقة التي تقتل بريئا نعرف اين يستقر ظرفها الفارغ وفي اي جيب، ولكن هناك ظروف فارغة يضعها البعض في جيوبهم يستخدمونها كأوراق ضغط عند الحاجة لحالات دخول المساومات. ان النخبوي الديمقراطي يجب ان يدرك مصلحة الانسان البسيط على اعتبار ان هذا الانسان هو صانع القرار في المؤسسات الديمقراطية ومن البديهي ان قيمة الديمقراطية للناس البسطاء تقاس على قدر استفادتهم منها ومن تطبيقها والا لماذا يرفض الانسان العادي التسلط والتفرد والدكتاتورية ليهرع الى صناديق الاقتراع. مع اننا نعرف من اكل التمر لكننا مصرون على ان نسير الى صناديق الاقتراع بخطى ثابتة كي نعلن اننا مع صناعة الحياة مهما كلفنا الامر ولابد لنا من الخروج من عنق الزجاجة ودعهم يأكلون فالنوى بجيوبنا (والحساب يجمع).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram