TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > إيران .. والعقلنة

إيران .. والعقلنة

نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 06:11 م

محمد مزيداليوم ، يفترض ان تخرج المعارضة الايرانية بتظاهرة سلمية لتعبر عن احتجاجها ضد السياسات التي تتبعها الحكومة ، غير ان الانباء نقلت ممانعة الحكومة لها وسوف تحاسب وتعاقب منظميها ، ان تمادوا في الاعلان عنها وتأجيجها .
قراءة المشهد الايراني بعد انتخاب احمدي نجاد ، من قبل المراقبين والمحللين ، تتجه الى ان هذا البلد يسير باتجاه تصعيد الازمة ، التي ربما قد تكون هذه المرة عاصفة وتنذر بالشر ، و التي من المحتمل ، ان تأكل في طريقها كل ما حاول المحافظون تأسيسه وتشييده ، وان مؤشرات قيام تلك الازمة العاصفة كانت واضحة المعالم ، قبل ان تشتعل التظاهرات المنددة باعادة انتخاب الرئيس الايراني احمدي نجاد مرة ثانية ، وهو المعروف عنه السائر في هدي خطاب مرجعية ولاية الفقيه ، ذلك الخطاب الذي اخذ الشارع الايراني يتململ منه بسبب قمع الحريات الفردية وتكميم الافواه ، وانواع كثيرة من القوانين والقرارات التي تحد من تطلع الشعب الى الاندماج بالقرية العالمية . لايغفل هؤلاء المراقبون عن القول ان الاتجاه الذي يسير عليه نجاد حاليا يشير الى سعي في محاولاته لتخفيف حدة المواجهة مع الشارع الايراني الناقم بشتى ميوله واتجاهاته وخصوصا الجامعي منه والمتطلع الى المزيد من الانفتاح وحرية التعبير ، غير ان تلك المحاولات كانت على الدوام اقل من الطموحات التي تعلنها المعارضة الايرانية " النشطة هذه الايام حصرا " في ان يأخذ الشعب حقه في الحياة الحرة الكريمة . لابد من الاشارة في هذا الصدد الى ان العالم الغربي اخذ يمتعض كثيرا من ردود الافعال الحكومية ضد اي محاولة للتعبير عن الاحتجاج ، وامتعاضه متفاقم من الدور الذي تلعبه الحكومة في ادارة ملفها النووي كثير الاشكال ، ذلك الدور الذي جلب الكثير من حزم العقوبات الصادرة من مجلس الامن اوالقرارات التي سيصدرها مستقبلا لفرض المزيد من الحصار على البلد . كما ان الدور الايراني في المشاكل الاقليمية ، يثير القلق لدى الولايات المتحدة والغرب ، واذا ما كان خطاب اوباما في ضرورة إيجاد وسائل للتفاهم مع هذا البلد ، عبر الحوار ، فأن القول بأن اميركا ستستمر بذلك إلى نهاية المطاف قد يكون من قبيل " الترضية " المؤقتة في سبيل فتح الابواب مشرعة لكي تمتثل ايران الى طريق " العقلنة الدولية " التي لابد منها لدرء ما تخطط له اسرائيل . ولذلك على القادة الايرانيين ، ان يكونوا اكثر تبصرا في فهم الدرس قبل ان يفوت الاوان ، لتجنيب بلادهم اية شرور قادمة ، مما يجلب لها ما لا يمكن تصوره ، ولايمكن احتماله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram