جدة / الوكالاتبدأ في السعودية تحقيق رسمي في الكارثة التي نجمت عن السيول التي ضربت مدينة جدة السعودية وأدت الى مقتل حوالي 113 شخصا. اذ امر الملك عبد الله بتشكيل هيئة تحقيق للتقصي في اسباب الكارثة ومنحها صلاحيات واسعة وطالبها بمعاقبة من يتبين انهم مقصرون فيها.
وثمة غضب جماهيري كبير في جدة ازاء حجم الوفيات والدمار الذي نجم عن السيول التي اعقبت الامطار الغزيرة التي سقطت في المنطقة اواخر شهر تشرين الثاني الماضي. ويلوم الكثيرون السلطات المحلية لعدم تقديمها اجراءات الحماية الاساسية من السيول او التحرك بسرعة كافية عند حدوثها. اذ تكشف الان حجم الكارثة، ووضعت افلام مصورة بكاميرات الفيديو على اليوتيوب تظهر اعدادا كبيرة من سيارات الدفع الرباعي تجرفها السيول مع ركابها. وتقول السلطات السعودية ان حوالي 113 شخصا قد لقوا حتفهم في هذه السيول بيد ان العديد من اهالي جدة يتحدثون عن ان مئات اخرين قد يكونوا فقدوا ارواحهم فيها. وفي بيان وصفت وكالات الانباء لهجته بالقوية وغير المألوفة قال الملك عبد الله انه من المؤلم ان نرى بلدانا اقل تطورا واجهت امطارا غزيزة مشابهة ولكن لم تعان من مثل هذه الخسائر والاضرار المفجعة. ويقول سيبستيان أوشر من بي بي سي ان معظم وسائل الاعلام السعودية – المملوكة او التي تدار من قبل اعضاء في العائلة المالكة السعودية – امتدحت قرار الملك عبد الله بفتح التحقيق. بيد ان هناك بعض الصحف لاسيما تلك الناطقة الانجليزية منها بدت مشككة، وكتب احد الكتاب يقول ان الامطار ستلام لسقوطها بغزارة والموتى لموتهم. ويضيف ان بعض السعوديين يدينون بشكل شخصي مايرونه الفساد المستشري ويحملونه المسؤولية في الكارثة، فضلا عن حقيقة عدم وجود نظام صرف صحي كاف في مدينة جدة، الامر الذي يستبعدون ان يتم التعامل معه بطريقة منهجية ومنظمة. وتعويضا لضحايا السيول، قرر الملك السعودي صرف مبلغ تعويض بقيمة مليون ريال (ما يعادل 267 الف دولار ) لعائلة كل ضحية من ضحايا الكارثة. وكانت السيول التي اعقبت سقوط امطار غزيرة قد ضربت مناطق جدة وساحل البحر الاحمر وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، كما تزامنت مع موسم الحج في السعودية واثارت قلقا شديدا على الحجاج حينها.
بدء التحقيق الرسمي في كارثة السيول بالسعودية
نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 06:20 م