ترجمة /المدى تفتتح اليوم قمة كوبنهاغن (7/18) لبحث التغييرات في مناخ الكرة الارضية ، بحضور عدد كبير من قادة العالم. ان الضغط العالمي في تزايد مستمر لدفع الدول الكبرى إلى العمل لتقليص كمية الكربون المنبعث الى الجو والذي يعتبر من الاسباب الاساسية للتغيير المناخي.
ومن المتوقع ان لاتتحقق كافة التوصيات التي اتخذتها هيئة المستشارين المتعددة الجنسيات التابعة للامم المتحدة بشأن التغييرات المناخية. وعلى الرغم من ان الدلائل تشير الى عدم توصل المؤتمر الى تفاقية ملزمة للاطراف الموقعة عليها، فان دولتين كبيرتين هما الصين والهند ، اعلنتا قبل بدء المؤتمر عن نيتهما لابطاء انبعاث غاز الكربون، وذلك بعد اعوام من المقاومة ، وقد يكون سبب ذلك، الضغط السياسي العالمي، خاصة ان الدول الصناعية الكبرى اخذت تدفع العالم بصورة اسرع نحو الطاقة النظيفة كي تحصل على مكاسب في ميدان بيع التكنولوجيا المتعلقة بالطاقة في مجالات الشمس والريح والوقود الحيوي. وهذا الهدف قد يكون السبب الذي حدا بالرئيس اوباما الى تغيير موقفه معلنا عن عزمه لتقديم قطع او تقليص بنسبة 17% من الكربون المنبعث في اميركا مع حلول 2020 (قياساً الى مستويات 2005)، على الرغم من عدم اتفاق الكونغرس بشأن دعم مشروعه. لقد اصبحت الاعمال الخاصة بالطاقة النظيفة مصدراً كبيراً لخلق فرص العمل في دول عديدة وعلى الاخص في محاولات تجديد الطاقة، وقد خصصت اميركا لذلك 80 مليار دولار من صندوق المحفزات عام 2008، ومع ذلك فهناك مشكلة تواجهها في مجال الهرولة العالمية للحصول على مكاسب عبر صفقات حول تحديد الطاقة ويقول وزير الطاقة الاميركي، ان العالم قد اجتازنا، لقد تخلفنا في سباق الطاقة النظيفة، او ما يعتبره الثورة الصناعية الثانية. واشار الوزير الى ان الصين تنفق 9 مليارات دولار شهريا في ذلك المجال، متجاوزة بذلك اميركا واوروبا في التصنيع التقني، وحسب التقديرات ان اميركا تسيطر فقط على ستة شركات من أصل 30 شركة كبرى للتصنيع في مجالات الطاقة المستمدة من الشمس او الريح او البطاريات المتقدمة، ومن المتوقع ان تسيطر الصين خلال بضعة اعوام على صناعة الطاقة الشمسية وهي تستثمر 88 مليار دولار شهرياً من اجل ايصال شبكات الارسال الكهربائي الى مدنها باستغلال الطاقة الشمسية والهوائية في توليدها. وتقدر الجهات الاميركية المسؤولة ان الاستثمار العالمي للمحركات الهوائية ووحدات الكهروضوئية سيبلغ 2.11 تريليون دولار في عام 2030 وستكون خسارتها كبيرة ان تخلفت في هذا الميدان اما الاهتمام الاكبر فهو ان الصين ستكون الدولة المحور في التصنيع والابداع في مجالي استغلال الشمس والهواء، وقادتها بالرغم من اعتمادهم الكبير على الفحم والنفط لتنمية الاقتصاد الوطني ، قد اصدروا اوامر ان يكون التجديد في الطاقة من اولويات السياسة الاقتصادية. وبناء على ذلك فأن اميركا قد تستورد الطاقة النظيفة من الصين بدلاً من تصنيعها مستقبلاً، وكان اوباما قد وعد الشعب الاميركي في ايلول الماضي بسلع منتجة بالطاقة النظيفة تحمل بصمة اميركا ، ويبدو وضعه اليوم محرجا لعدم دعم الكونغرس حتى الان مشروعه. ان اتفاقية كوبنهاغن التي سيوقعها قادة الدول الكبرى، لن تكون ملزمة بل ان المفاوضات التي ستدور فيها ستكون فضفاضة طالما انها اعتمدت اتفاقية كيوتو اساساً لتقنين الكربون مقابل اجازات المقايضة، ويعتبر هذا النظام معقداً جداً ويفتح مجالات للتحايل المالي. وهناك مشاكل كثيرة تواجه الموضوع منها ان اتفاقية عالمية لتحديد كمية الكربون المنبعث عالمياً ستحتاج الى قوة عالمية لتنفيذها والاشراف عليها. ويعني ذلك خضوع عدد من الحكومات الوطنية لتلك السلطة العالمية، والولايات المتحدة الاميركية قد عارضت باستمرار مثل ذلك الاجراء ، ومن دون مشاركة اميركا فان اتفاقية المناخ هذه ستكون عديمة الجدوى. وقمة كوبنهاغن لن تكون الاخيرة في نوعها كما يجب ان لاتكون الاخيرة التي تعقد في اجواء مناقشات عامة ، في حين ان العلم ما يزال يقاتل في معركة وقائية ضد السلوك الاحمق لعدد من الدول. عن الغارديان وكريستيان ساينس مونيتر
مشاكل أمام قمة كوبنهاغن
نشر في: 7 ديسمبر, 2009: 03:25 م