يتنافس الصناعيون في اليابان على تصنيع أجهزة اقل استهلاكا للطاقة انطلاقا من قناعتهم بان التكنولوجيا التي قدمت لهم الكثير في اعمالهم تملك من دون شك الحل لمشاكل مجتمعاتنا اليوم.يقول فوميو اوتسوبو المدير العام لشركة باناسونيك "في هذا المنزل،
حين يجلس احدهم على الأريكة يشتغل مكيف الهواء من تلقاء نفسه ويوجه الهواء باتجاهه وبالكمية والحرارة المناسبتين. كما ان درجة الإنارة في التلفاز تتغير بتغير النور في الغرفة، وذلك من اجل المحافظة على الجودة العالية وادخار الكهرباء في آن".في الواقع لا يمل اوتسوبو من تكرار انه يريد ان يجعل من شركته التي تبني "بيت المستقبل القريب" في خليج طوكيو، الأولى على صعيد الابتكار العصري ووسائل الراحة العالية التقنية التي تقتصد في استهلاك الطاقة او "شو-ايني تيتانسو" باليابانية. وتابع اتسوبو: "عند الخروج من اي غرفة ينطفئ النور والتلفاز والمكيف فيها بينما تشتغل كلها في المكان الذي تتوجه اليه، وكل ذلك يتم بفضل لواقط تديرها شرائح تستشعر الحضور والحرارة والضوء". ويحد توليد الكهرباء في المنزل من خلال الصفائح الضوئية الفولطية والبطاريات مع التخزين في بطاريات من الليثيوم من استهلاك الطاقة، كما يسمح بتدفئة أرضية المنزل بفعل المياه الساخنة التي ينتجها هذا النظام.ولدى "باناسونيك" التي صنفتها مجموعة "نيكاي" الاقتصادية الأولى في تصنيع الأجهزة الصديقة للبيئة، مجموعة من الابتكارات الاقتصادية الذكية للحد من استهلاك الموارد في المنازل.وتوضح المضيفة في منزل المستقبل انه "باحناء جرن الغسالة قليلا يمكن الحد من كمية المياه المستهلكة حتى النصف لان المياه تصبح موزعة بتساو". اما الثلاجة فمصنوعة من مواد عازلة جديدة في غاية الرقة ذات أداء عال ولا تتطلب مواد أولية كثيرة، وبإمكان هذه الثلاجة تقدير الأوقات التي يفتح او يغلق بفضل لواقط وشريحة "فهو ينتقل الى نظام السبات حين يعرف انه لن يفتح مدة طويلة لانه يحفظ عادات سكان المنزل". وبالطبع ليست شركة "باناسونيك" وحدها في هذا السباق لاسيما مع ارتفاع الطلب على هذه الأجهزة فبحسب تصنيف "نيكاي" "شارب" تحل ثانية ثم "ميتسوبيشي الكتريك" و"ان اي سي" متقدمة على "تويوتا" الرائدة في صناعة السيارات الهجينة. من جهتها، أعلنت متحدثة باسم شركة "شارب" تدعى ميوكي ناكاياما ان "انارة خلفية شاشات الكريستال السائل بواسطة الديود المشع عوضا عن الأنابيب المنيرة تتطلب ثلث كمية الكهرباء من اجل تحقيق النتيجة نفسها"، فيما يقول رئيس الشركة الفرعية للإنارة التابعة ل"شارب" شينيشي تسونيكاوا ان مصابيح التوهج التقليدية تهدر 95% من الكهرباء التي تستهلكها على شكل حرارة. اما استخدام الديود المضيء "فيعطي كمية النور نفسها لكن بكمية كهرباء اقل بسبع مرات".ويعتبر عمالقة الالكترونيات في اليابان انه يجب الا نضطر الى الاختيار بين مستوى العيش المرفه والحفاظ على الأرض، بل علينا ان نكون مبدعين حتى لا يكون احدهما على حساب الآخر ولكي يتمكن المرء من العيش برفاهية على الرغم من الحدود التي تفرضها عليه الأرض والاحترام الواجب علينا تجاهها.ويذكر اوتسوبو ب"ان الطلب على الموارد الطبيعية يشهد نموا هائلا. ان استمرينا باستهلاك النفط بهذا النمط فلن يصمد اكثر من أربعين عاماً، اما الإنديوم المستخدم من اجل الشاشات المسطحة فلن يعود متوفرا بعد ست سنوات".