TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة على العالم: قمة الاحتباس الحراري.. والاحتقان العربي

نافذة على العالم: قمة الاحتباس الحراري.. والاحتقان العربي

نشر في: 7 ديسمبر, 2009: 05:51 م

محمد مزيدابتدأت امس في العاصمة الدانماركية أعمال قمة تديرها الامم المتحدة بشأن الاحتباس الحراري او التغير المناخي ، بمشاركة اكثر من 192 دولة وحضور اكثر من 100 زعيم دولة وبمشاركة 15000 من اعضاء الوفود.
 والاحتباس الحراري مفهوم جديد تم تداوله في السنوات الماضية يشير الى قضية الغازات المنبعثة من مصانع الدول الكبرى وما تسببه تلك الانبعاثات من تأثير سلبي على مناخ الكرة الارضية. وأسباب انبعاث الغازات إلى الجو تنحصر في عنصري الطبيعة والصناعة، الطبيعية منها البراكين وحرائق الغابات والملوثات العضوية وهذه الغازات تسمى غازات الندرة وتعتبر من الشوائب التي تسبب التلوث عندما يزيد تركيزها في الجو وتؤدي إلى حدوث اختلال في مكونات الغلاف الجوي والاتزان الحراري. وهذا تنتج عنه تغييرات في المناخ والجو وآثار سيئة على صحة وحياة الانسان والأحياء. وان من أهم الأخطار التي تهدد التوازن الطبيعي زيادة تركيز ثاني أوكسيد الكربون. وعلى ذمة احد التقارير الصادر من الحكومة البريطانية ان الاحتباس الحراري سيؤدي الى انصهار الجليد في غرين لاند والذي سيؤدي الى ارتفاع مستوى البحار حوالي 7 أمتار خلال السنوات الألف المقبلة. ويشير التقرير الى ان تزايد النشاط الصناعي والزيادة البشرية المتوقعة بنسبة ستة أضعاف في الـ 200 سنة المقبلة يشكل عوامل مهمة في تفاقم الاحتباس الحراري, وفي هذا الصدد قال أحد الخبراء " ان كل ارتفاع في الحرارة بنسبة درجة واحدة سيلسيوس يزيد الخطر بنسبة كبيرة تؤثر وبشكل كبير وسريع على الأنظمة البيئية الضعيفة. وان كل ارتفاع يزيد عن درجتين سيلسيوس يضاعف الخطر بشكل جوهري قد يؤدي إلى انهيار أنظمة بيئية كاملة وإلى مجاعات ونقص في المياه وإلى مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة لا سيما في الدول النامية. تعليقات الصحف الغربية تدق ناقوس الخطر بقولها ان الاحتباس الحراري سيؤدي الى " ان كوكبنا سيدمر " اذا ما تماهلت الدول الكبرى والغنية عن ايجاد حل لهذه المشكلة المستعصية ، ولذلك بدأت الدول تقطع تعهدات بأن تخفض من نسبة انبعاث الغازات الصناعية ، وتشير قراءة المحللين الى ان الحوار بين اعضاء الوفود يظهر مدى الجدية والاهتمام البالغين في البحث عن حلول ناجعة تحاول منع حصول الكوارث المستقبلية نتيجة التغير المناخي . وبهذا المجال ، لابد من الاشارة الى الاحتباس الحراري العربي الذي يفتقد الصناعات الكبيرة العملاقة كما في الغرب ، ويفتقد كل ما تسببه، ان هذا الاحتباس قد لا نجده في الفضاء كما يتم بحثه الان في كوبنهاغن، بل في العقلية السياسية العربية التي جعلت درجة الاحتباس تصل الى مستويات الاحتقان ، فلا منفذ للحرية والديمقراطية ، والكثير من الساسة العرب لايؤيدون فك عقدة الاحتباس النفسي لدى الشعوب العربية ، ذلك لان كرسي الحكم " العزيز " سيبقى هو الشغل الشاغل لديهم حتى يوم يبعثون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram