بقلم/ زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين
الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة السادسة والثلاثين عن مسيرة لاعب فريق الطلبة والمنتخبات العراقية السابق حسين سعيد محمد الذي ولد في بغداد عام1958 ولعب أكثر من تسعين مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بداياته بدأ حسين سعيد حياته الرياضية من خلال الفرق المدرسية وكذلك مع الفرق الشعبية في منطقة الإسكان ببغداد في نهاية سبعينيات القرن الماضي. وفي عام 1974 دُعي الى المنتخب المدرسي الذي شارك في معسكر تدريبي في تونس ومن خلال هذا الفريق بدأ المدربون يتابعون موهبته الكروية، وفي عام 1975 كان حسين سعيد أحد فرسان فوز المنتخب المدرسي العراقي في الدورة العربية المدرسية التي جرت في القاهرة. ثم انضم الى فريق الجامعة "الطلبة حاليا" وبقي فيه لاعبا حتى اعتزاله اللعب عام 1990. وفي عام 1976 بدأ حسين سعيد يفرض نفسه بقوة على الوسط الكروي العراقي، إذ تمكن من خطف لقب هداف بطولة شباب آسيا التي جرت في بانكوك برغم ان منتخبنا الشبابي خرج مبكرا من هذه البطولة. حيث شكل مع كاظم وعل ثنائيا مميزا. ومن هذا المنتخب تمت دعوته الى صفوف المنتخب الوطني. إذ خاض أول مباراة دولية له ضد المنتخب السعودي، وهي مباراة ودية لمناسبة افتتاح معلب (الملز) وقد انتهت بالتعادل السلبي. وفي عام 1977 بات أسم حسين سعيد على كل لسان عندما تمكن من خطف لقب هداف بطولة شباب آسيا التي جرت في طهران وتألق كثيرا في المباراة النهائية ضد المنتخب الايراني وسجل هدفين احدهما كان قاتلا جعل منتخب العراق يعود من طهران ومعه كأس البطولة. وبعد هذه البطولة حجز حسين سعيد مكانه الأساس في تشكيلة المنتخبات العراقية المختلفة خصوصا بعد ان تألق في مباراة العراق والجزائر الودية في بغداد عام 1978 وانتهت عراقية بثلاثة اهداف مقابل لا شيء سجلت جميعها من قبل الهداف الواعد حسين سعيد في مرمى الحارس الجزائري الشهير سرباح مهدي. وبرغم ان حسين سعيد ظهر في وقت كانت المنتخبات العراقية تعج بالمهاجمين البارزين أمثال علي كاظم، فلاح حسن، كاظم وعل، احمد صبحي، علي حسين محمود، آرا همبرسوم الا انه تمكن من ان يحجز له مكانا أساسيا في التشكيلة الوطنية بعد أن تمكن من تكييف نفسه مع المهاجمين الاخرين. ويبدو انه كان محظوظا للغاية وجد اثنين من افضل اللاعبين في تاريخ الكرة العراقية ممن يتصفون بالإيثار والتضحية وتهيئة الفرص للاعبين الشباب من دون أي تكليف واعني هنا المهاجم الرائع فلاح حسن الذي كان بمثابة سند قوي جدا لكل لاعب شاب وكذلك لاعب الوسط المبدع هادي أحمد الذي يقوم بصناعة الفرص الى المهاجمين بشكل لا مثيل له على الاطلاق. وبما إن سعيداً ولد وهو عاشق جدا لتسجيل الاهداف فقد كان يسعد زملاءه عندما يكلل جهودهم في هز الشباك والمساهمة في تحقيق الفوز. انجازاته اسهم حسين سعيد في تسجيل انجازات كبيرة جدا تتمثل بفوز فريق الطلبة ببطولة الدوري ثلاث مرات في العقد الثمانيني من القرن الماضي، كما أسهم في فوز المنتخب المدرسي بكأس الدورة المدرسية في القاهرة عام 1975 وكذلك أسهم في فوز منتخب الشباب في بطولة سباب آسيا التي جرت في طهران عام 1977. واذا كان عام 1978 خاليا من الانجازات في سجل حسين سعيد فأن عام 1979 كان مميزا جدا اذ أسهم سعيد في فوز المنتخب الوطني بلقب خليجي (5) في بغداد وتوج هدافا للبطولة برصيد عشرة اهداف وهو رقم قياسي ما زال خالدا لغاية اليوم في دورات الخليج. وبعد ثلاثة اشهر كان سعيد من المساهمين الفاعلين في احتفاظ المنتخب العسكري بلقب بطولة العالم العسكرية التي جرت في الكويت عام 1979 لكن سعيداً جاء ثانيا في قائمة الهدافين بعد زميله الهداف الكبير علي كاظم. وفي عام 1982 قاد حسين سعيد المنتخب العراقي للفوز بالوسام الذهبي في دورة الالعاب الآسيوية التي جرت في الهند كما حصل على لقب هداف الدورة المذكورة. ومن الانجازات المميزة في سجل حسين سعيد مساهمته في تأهل المنتخب الاولمبي ثلاث مرات الى نهائيات الدورات الاولمبية في موسكو ولوس انجلس وسيئول في اعوام 1980، 1984، 1988 وكذلك كان من ابرز المساهمين في تأهل المنتخب الوطني الى نهائيات مونديال المكسيك عام 1986. ويحتوي سجل حسين على انجازات أخرى من أبرزها الفوز ببطولة مرليون الدولية عام 1984، حيث توج هدافا لهذه البطولة. وفي العام ذاته اسهم سعيد في اعادة كأس الخليج السابعة إلى بغداد وتمكن من اعادة لقبه المفقود كهداف بعد ان تمكن من تسجيل سبعة اهداف، كما حصل على لقب أفضل لاعب في البطولة التي جرت في مسقط. مشاركات أخرى شارك حسين سعيد في العديد من البطولات ومن ابرزها نهائيات بطولة كأس العالم للشباب في تونس
حسين سعيد.. تاريخ مشرّف في الملاعب.. ومثير للجدل في الإدارة!
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 03:25 م