إياد الصالحيEy_salhi@yahoo.com أزفت ساعة اللقاء بالوطن الجريح .. والرياضيون المغتربون غسلوا عذابات المهجر على ضفاف دجلة ، وقبّلت شمس الحرية والأمان عيونهم فرداً فرداً بعتب محب: أينكم طوال مخاض السنين الماضية ، فالوطن يترقب اطلالتكم يوما بعد يوم ،
والجماهير بشوق لعناقكم بعد ان تركتم الذكريات ( تداهر) قلوبهم المتعبة كلما فتح التاريخ نوافذ مشرقة من انجازاتكم لتكون نبراساً للجيل الرياضي الجديد. أهلا .. فلاح حسن ( ابو رجل الذهب.. وفنان العرب) مثلما صدحت الحناجر له في الماضي الجميل ، اهلا بك وبزملائك وانتم تعلنون صباح اليوم افتتاح ملتقى الاحبة وتقصون شريط عهد جديد للرياضة يكون بشارة خيرلانهاء صفحة الاغتراب الى الابد لتعود الكفاءات الرصينة تهندس المشاريع الرياضية وتسهم في ردم الفجوة التي خلفها تسرّب عشرات النماذج المشرّفة لرياضة العراق خارج الحدود منذ ثلاثة عقود وتنامي ( اعشاب) الدخلاء في الملاعب والادارات وحتى في المقاعد المسؤولة عن التخطيط والاعداد استغلوا وجودهم بحثا عن ترف المناصب والاسترزاق مثل (القطط السمينة ) على الموائد الفاسدة ! ان سعي وزارة الشباب والرياضة الى جمع الرياضيين المغتربين في مؤتمر اليوم جاء ترجمة لاصوات كثيرة اعلنت رغبتها بالمشاركة في صناعة القرار الرياضي وتقديم مشاريع مهمة في ضوء ما اكتنزته من خبرة في المهجر ، ولعل اهم نداء قدح شرارة انعقاد هذا المؤتمر ذلك الذي اطلقه فلاح حسن عبر ( المدى) في ايلول 2008 بضرورة استجابة الوزارة لتوحيد افكار جميع الكفاءات الرياضية العراقية والوصول لرياضتنا الى المكان المناسب بين الدول بعد المخاض العنيف الذي عاشته في ظل هبوب عواصف حرب الثمانينيات والحصار التسعيني . نعم لابد ان تكون ورقة عمل المؤتمر تنظم اهدافه ومشاريعه والحدود القصوى لتنفيذها لتتمكن الجهات المسؤولة من تعزيز مقومات نجاح الورقة بتوفير الدعم اللازم لها ، فالغالية من انعقاد المؤتمر ينبغي ان تكون موضع اهتمام اللجنة المشرفة على سير اعماله وكذلك المشاركين فيه لطرح مقترحات وانتقادات نأمل ان تجد آذاناً صاغية ممن يعنيهم بلورتها الى ورشة عمل تتصل باعلى سلطة تنفيذية للمباشرة بالبناء ان كانت تخص المنشآت وتشذيب الاساليب البدائية في مناهج صقل المواهب ، والانفتاح على المؤسسات الرياضية العالمية لإبرام عقود تعاون والنهل من خبرات اجنبية وفق خطوط مدروسة تكون عيون الرياضيين المغتربين دليل رياضتنا في الاستدلال على الصالح منها والموائم لواقعنا. نحن على يقين بان الضغوطات الكبيرة وسط زحمة الترتيب والتحضير لانعقاد المؤتمر قد اسقطت واهملت دعوات رياضيين واكاديميين وصحفيين معينين ربما اكثر مما شملتهم الدعوة ، هؤلاء منوّا النفس بالمشاركة مع زملائهم لخدمة بلدهم في هذه الظروف ورد جزء من الدين الكبير الذي يطوّق اعناقهم مثلما عبّرعدد كبير منهم في اتصالات هاتفية ورسائل عبر الانترنت ، نوقن بان وزارة الشباب والرياضة لن تنساهم في مؤتمرها المقبل مع التأكيد على ضرورة التنسيق لمثل هكذا تحضيرات قبل مدة طويلة للافادة من جميع الطاقات ذات الامكانات الفكرية لمنحها الفرصة في تأسيس واقع رياضي جديد يتفاخر به الجميع . ولم يكن الغائبون عن المؤتمر من المقيمين في الخارج فقط ، بل استغرب اكثرمن اكاديمي رياضي ممن يواصل عطائه في الوطن من عدم توجيه الدعوة اليه لاسيما اولئك الرواد الذين افنوا حياتهم في خدمة الرياضة ورفضوا مغادرة العراق برغم المصاعب التي واجهوها من تهديد وتهميش وسوء تقديرلجهودهم التي صادرتها روح الانانية لدى البعض ممن جاءت بهم الاقدار ليتحكموا في مفاصل رياضية مهمة لم تعد تنطلي على احد ! لهذا ، ما زال الوقت متاحا لضم هؤلاء ضمن لجان المؤتمر الحالي ليكون عرس اللقاء كبيراً بين الرواد والشباب في وطن ينشد رعاية ابنائه الاوفياء .. الاصلاء للقيم التي توارثوها وتربوا عليها في ارض الرافدين.
ملتقى الأحبة
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 03:42 م