عمار كاظم محمد استبشر الناس خيرا حينما تم الكشف عن حجم الفساد في وزارة التجارة في وقت مضى من هذا العام وتأملوا خيرا في أن يحدث تحسن في مفردات البطاقة التموينية أو في الأقل نوعية المواد المستوردة التي كانت تمثل أردأ ما موجود في السوق آنذاك، مع النقص الكبير في مفردات البطاقة ،
لكن على ما يبدو أن استبشار الناس بهذا التحسن لم يكن في محله فما الذي تغير في واقع حال البطاقة التموينية في الوقت الحاضر بعد انكشاف حجم الفساد المتمثل بعمولات بأرقام خرافية كانت نتيجتها أن يدفع المواطن الثمن من قوته ومن صحته بينما يتمتع المرتشون بأموال السحت ويكنزون أرصدة المال الحرام . وهنا يبدو لنا أن المواطن أصيب بخيبتي أمل دفعة واحدة كمكرمة وهي لا تحصل حتى في توزيع الحصة ، مرة حينما تم "التغليس" على قضية الفساد ومازال الوزير السابق ومن في معيته من المفسدين مجهولي المصير و بعيدين عن أي إجراء قانوني سوى إبعادهم ومرة أخرى حينما لم يشهد المواطن تغيرا ما في حال مفردات البطاقة ، فما زالت المفردات تعاني من مرض مزمن اسمه " ناكوط الحب" حيث لم يفرحنا المسؤولون في وزارة التجارة بان نتسلم ولو لمرة واحدة حصة كاملة لا ينقصها شيء ولا يقول لك الوكيل حينما تسأله أن هذا هو كل ما تسلمه من مخازن الوزارة الفارغة دوما ، الأمر الثاني يتمثل بإضافة جديدة هي إضافة المزيد من المواد الى قائمة المفردات الهاربة واكبر مثال على هذا هو اختفاء مادة السكر من الحصة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر على الرغم من توفرها في الأسواق وبكميات كبيرة ولا ندري هل عجزت الوزارة عن استيراد مادة السكر بينما التجار يستوردونها أم اننا عدنا لزمن الحصار والسكر ممنوع علينا والتساؤل الذي يتبادر الى الذهن ، ألم يخطر في بال الوزارة منذ ثلاثة أشهر أن العراقيين مقبلون على مناسبات وأعياد واحتياجهم لهذه المادة أكثر من الأيام الاعتيادية ؟ لقد يئسنا من هدية العيد للمواطن مثلما يئسنا من أن تقوم الوزارة بشيء ما لأفراح المواطن حتى في رمضان الماضي مثلما يئسنا من وجود المنظفات ومساحيق الغسيل أو حتى نوعية جيدة من الشاي في الحصة ،وهو الأمر الذي يدفع المواطن لشراء تلك المواد من السوق والحال بالتأكيد لا يؤثر على اهل المحاصصة وسراق أموال الشعب قدر تأثيره على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود . لقد كانت الحصة التموينية افضل الحلول المتوفرة للمواطن في زمن الحصار ومازالت حبل النجاة له في زمن الرشوة والبطالة والسرقات الكبيرة والمحاصصة وحينما يضعف هذا الحبل وينقطع فلن يتبقى له سوى أن يتمثل بمقولة أبي ذر الشهيرة " عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج شاهرا سيفه " فاحذروا غضب الناس حينما يمتد عبث السراق الى قوتهم وقوت عيالهم وهو ليس منة من احد قدر ما هو حق من ابسط حقوق المواطن في البلد.
أين الحصة يا أهل المحاصصة
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 04:15 م