كابول / رويترز وصل وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الى أفغانستان امس الثلاثاء في زيارة مُفاجئة وقال انه سيحث الرئيس حامد كرزاي على تعيين وزراء " أمناء" لكنه هَون من الحاجة الى تغيير شامل في الحكومة الافغانية. وفي واشنطن أعلنت وزارة الدفاع (البنتاجون) أنها أمرت بنشر 16 الف جندي وهي الدفعة الاولى من 30 ألف جندي إضافي
 قرر الرئيس الامريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي إرسالهم الى أفغانستان. ويضاعف الأمر الذي أصدره البنتاجون تقريبا حجم قوات مشاة البحرية الامريكية في جنوب أفغانستان. ووقف امس الثلاثاء ستانلي مكريستال قائد القوات الامريكية في أفغانستان والسفير كارل ايكنبري كبير الدبلوماسيين الامريكيين هناك أمام الكونجرس ليشرحا للاعضاء المتشككين كيف يمكن ان تقلب القوات الاضافية موازين الحرب الافغانية بعد ثماني سنوات. وتنص الاستراتيجية الجديدة على ارسال القوات الامريكية الاضافية على وجه السرعة وفي الوقت نفسه بدء سحبها خلال 18 شهرا. ويتعرض كرزاي لضغوط شديدة من حلفائه في الغرب خاصة واشنطن للحمل على الفساد المستشري في حكومته. وتعهد كرزاي الذي شاب انتخابه لفترة رئاسية جديدة عمليات تزوير واسعة النطاق بتعيين وزراء أكفاء وأمناء. ومن المنتظر الاعلان عن حكومته الجديدة خلال أيام. وقالت السلطات الافغانية يوم الثلاثاء ان حكما صدر بسجن رئيس مجلس مدينة كابول أربع سنوات بتهمة التربح من منصبه في إطار تحقيق أشمل في قضايا الفساد غير أن مكتب رئيس المدينة قال انه يؤدي مهام عمله كالمعتاد وانه يحضر اجتماعا في مكتبه. وقال عنايت كمال نائب المدعي العام ان محكمة أصدرت حكما بسجن عبد الاحد صاحبي رئيس مدينة كابول أربع سنوات بعد تحقيق شامل أجراه ممثلو الادعاء فيما يمكن ان تكون واحدة من أكبر قضايا الفساد في أفغانستان خلال سنوات. وتأتي زيارة غيتس بعد أسبوع من موافقة أوباما على إرسال قوات إضافية الى أفغانستان وإرسائه الأسس لبدء انسحاب تدريجي للقوات الامريكية في يوليو تموز 2011 مع تولي القوات الافغانية سيطرة أكبر على الامن. ومن المقرر ان يلتقي وزير الدفاع الامريكي خلال زيارته لافغانستان مع الجنود الامريكيين ويقول لهم "نحن هنا لننتصر." وقال غيتس انه سيبلغ كرزاي وغيره من القادة الافغان أن واشنطن ستبقى "شريكا لهم لفترة طويلة قادمة" لكنه يتوقع ان تتعامل كابول بجدية في تكثيف تدريب القوات الأفغانية للاستعداد لليوم الذي تبدأ فيه القوات الامريكية الانسحاب. وأبلغ غيتس الصحفيين على متن طائرته "مع تحسن الوضع الامني ومع قدرتنا بمرور الوقت على خفض قواتنا ستمثل العلاقات المدنية والتنموية والاقتصادية وأنواع العلاقات الاخرى فيما بيننا الجانب الاكبر في العلاقة." وسيكون غيتس أكبر مسؤول امريكي يجتمع مع كرزاي منذ أعلن اوباما استراتيجيته المعدلة للحرب في افغانستان وباكستان الاسبوع الماضي. وقال غيتس ان هناك ميلا لاصدار حكم شامل على الحكومة الافغانية وحرص على الثناء على وزيري الدفاع والداخلية. ومن المنتظر ان يدلي مكريستال وايكنبري السفير الامريكي في كابول وهو جنرال أمريكي متقاعد شغل من قبل منصب مكريستال كقائد للقوات الامريكية في أفغانستان بشهادتيهما التي طال انتظارها أمام الكونجرس. ووصف منتقدون استراتيجية أوباما الجديدة بأنها غامضة ومتناقضة مشيرين الى دعوته للبدء في سحب القوات الامريكية من أفغانستان بحلول يوليو تموز عام 2011 في نفس الوقت الذي يأمر فيه بارسال قوات إضافية. وتستمع لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الامريكي لمكريستال الساعة 9.30 صباح امس الثلاثاء . وينتظر مؤيدو الخطة ان يشرح مكريستال وايكنبري كيف سيتمكن الجيش الامريكي من قلب موازين قوة الدفع التي اكتسبها تمرد طالبان في الوقت المناسب ليتوافق مع الجدول الزمني لاوباما الخاص ببدء سحب القوات وهو ما يقدم أملا في الخروج تدريجيا من حرب مكلفة لا تلقى تأييدا من الرأي العام الامريكي مع تزايد عدد الجنود الامريكيين القتلى فيها. وسيكون هذا بالنسبة لمكريستال أول ظهور له أمام الكونجرس الامريكي منذ ان حذر في اب الماضي من ان المهمة الامريكية في أفغانستان ستفشل بدون ارسال قوات إضافية. وقال هو وايكنبري ان تحسين اداء حكومة الرئيس الافغاني المتهمة على نطاق واسع بالفساد هو أمر ضروري أيضا. وسيكون غيتس أكبر مسؤول امريكي يجتمع مع كرزاي منذ أعلن أوباما استراتيجيته المعدلة للحرب في أفغانستان وباكستان الأسبوع الماضي.