TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (راح تجينا عجاجتها)

هواء في شبك: (راح تجينا عجاجتها)

نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 06:46 م

عبدالله السكوتي يحكى ان احد اولاد التجار اليهود كان في خانقين واثناء وجوده هناك سقطت منارة احد الجوامع، فلما عاد الى بغداد اخبر والده بسقوطها فقال له والده ، (راح تجينا عجاجتها)، استغرب الولد من اجابة والده فقال له: وكيف تصل عجاجتها الى بغداد وخانقين بعيدة عنا؟
 اجاب والده: ستصل عجاجتها وستشاهدها ! وبعد ايام حضر احد جباة الحكومة الى محل التاجر وقال له: ان منارة جامع في خانقين سقطت ونظمت قائمة بالمتبرعين لجمع المبالغ منهم بغية اعادة تشييدها وانت ضمن المتبرعين وعليك دفع عشر ليرات فدفع المبلغ وتسلم وصلا رسميا ثم قال لولده (هذه عجاجتها). وهاهي عجاجة التوافق السياسي الذي اقر تعديلات قانون الانتخابات قد وصلت ووصلت معها رسائل الارهاب بعديوم واحد فقط، اذ تأمل القتلة ان النقض الذي قدمه الهاشمي سينسف العملية السياسية برمتها وتفاجأوا حين رأوا ان السفن تجري باتجاه اجراء الانتخابات وتحديد موعد لها لايختلف كثيرا عن موعدها المحدد ، نفضوا ما بجعبتهم وقتلوا الابرياء في عمل اجرامي يضاف الى جرائمهم المتعددة التي تطول الابرياء دوما بعيدا عن قواعد الامريكان ، لنر كيف وقف الاعلام المصري من احداث مباراة الجزائر ونحذو حذو من يعتز بوطنه وابنائه الذين يقتلون تحت مسميات عديدة امام صمت اعلامي دولي وعربي. اليوم قتلوا (التلامذه) يا احمد فؤاد نجم في كلية الادارة التقنية في الدورة اتذكر قصيدتك (رجعوا التلامذه) نحن سنكتب قتلوا التلامذة .ونذكر حين غناها شيخ امام بعد انتفاضة الطلاب في مصر. (رجعوا التلامذه ورد الجناين اسمع يميلص وشوف وعاين ملعون ابوك ابن كلب خاين) وقد عرض وقتها بصحفي كبير كان قد وقف ضد الانتفاضة في عام 1977. (ومن ثم يضيف احمد فؤاد نجم لاجوره نفعت ولا اونطه ولا المنقشه وجدل بيزنطه ولا الصحابه والصحبكيه حايشين شبابنا عن القضيه هاتولنه صحبه يصحبكيه ونورلي يلا قصر الاماني رجعوا التلامذه للجد تاني) لماذا نبقى صامتين امام جزارنا ولماذا لانعرف قدر مأساتنا ، لسنا نتكلم بصدد النيل من فلان اوفلان لكننا ادركنا حجم الخوف الذي ملأ ابداننا وارتعاشة الهاتف عقب كل انفجار ، آه يابغداد (آه على التلامذه) والناس البسطاء يقتلون (بالجملة وصوت الحق اخرس لايرفع ذبذباته ولايضع حلا لهذه المهزلة، ألم يخرج الاميركان خارج المدن لماذا لايذهب المدعون اليهم ، ولماذا اصبح طابع الارهاب والتخويف والقتل سمتهم الرئيسة، انهم قتلة مع سبق الاصرار وهم بعد هذا حثالة ما انجبت الامم وما افرزت الرسالات السماوية، هؤلاء يدعون انهم اصدقاء الله وهم يعبثون بما ابدع وصنع ونظر، المسألة واضحة ان العراق مستهدف من اطراف متعددة وكلما حدث لدى هذه الدولة اوتلك شأن داخلي صار تفجير العراق مخرجا مناسبا لها. انا هنا لا اقصد دولة بعينها وانما هناك اجماع على تخريب العراق وهم في توق لرؤيته يلفظ انفاسه الاخيرة ويغيضهم انه يقر قانونا او يذهب الى صناديق الاقتراع التي يفتقرون اليها ، حصيلة التفجيرات تزداد وقد قاربت حسب التصريحات الاخيرة 112 شهيدا واصابة اكثر من 182 وهذا عجاجهم فهو يدمي القلوب ويعمي العيون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram