البصرة/ رويترز مثل جمل يحمل الذهب ولا يأكل سوى الاشواك كما يقول العراقيون لم تشهد مدينة البصرة فوائد تذكر من ثروتها النفطية لكن الاتفاقات الجديدة مع شركات نفط عالمية اثارت حالة تفاؤل مشوبة بالحذر. وعززت اتفاقات مع شركات منها بي.بي البريطانية ومؤسسة النفط الوطنية الصينية (سس.ان.بي.سي)
لتطوير حقول العراق الغنية الامال في توفير فرص عمل واستثمارات لكنها أثارت المخاوف كذلك في بلد لم يتعامل مع شركات أجنبية تذكر منذ عشرات السنين. وقال لفته عباس وهو مزارع يقيم في منزل من طين فوق أحد أغنى حقول النفط العراقية «اشعر بتفاؤل حقيقي. فليأتوا سأرحب بهم بذراعين مفتوحتين ويمكن حتى أن أعطيهم جزءا من ارضي اذا احتاجوا لها بشرط ان يستثمروا.» وتضم أراضي العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم أغلبها في البصرة وحولها في جنوب البلاد. لكن سنوات من الحروب والعقوبات والاهمال عطلت صادرات النفط وشكلت الاحياء العشوائية الفقيرة بينما مياه الصرف تغمر المنطقة التي كان يجب ان تكون غارقة في ايرادات النفط. وابرمت وزارة النفط في الاشهر القليلة الماضية اتفاقا مع بي.بي وسي.ان.بي.سي لتطوير حقل الرميلة العملاق وتتفاوض على عقود مع شركات منها ايني الايطالية واكسون موبيل ومن شأن هذه الاتفاقات أن ترفع العراق الى مصاف كبرى الدول المصدرة للنفط في العالم. وستطرح عشرة حقول نفط غير مستغلة في مزادات يومي 11 و12 كانون الاول في ثاني جولة من المناقصات العراقية منذ حرب عام 2003. غير ان العاملين العراقيين في شركة نفط الجنوب الحكومية التي تشرف على أغلب انتاج النفط في العراق والمقرر ان تشارك الشركات الاجنبية يشعرون بالقلق. فهم يخشون على الامتيازات الوظيفية الحكومية ويشعرون بالقلق من العمل في قطاع خاص يسيطر عليه أجانب او من تسريحهم باعتبارهم عمالة زائدة مع استخدام التكنولوجيا الحديثة. وقال فني الغاز حسين علي في حقل الرميلة «اذا جاءوا بمعدات جديدة وساعدونا على استغلال الغاز فسنرحب بهم لكننا نريد ضمانات بشأن وظائفنا وامتيازاتنا». والعمل في شركة نفط الجنوب أو أي هيئة حكومية أخرى يعد مرموقا في ظل اقتصاد تسيطر عليه الدولة. وينظر الكثيرون للقطاع الخاص باعتباره ينطوي على مخاطر وللرأسمالية بعين الريبة. وكان عدم التيقن بشأن مدى تأثير الصفقات الجديدة على العاملين في شركة نفط الجنوب قد دفع اتحادات للعاملين في قطاع النفط لرفض عقد الرميلة لكن العاملين لم يتفقوا جميعا على هذا الموقف. وقال عبد الواحد عبد الرضا نائب مدير منشأة للغاز في جنوب الرميلة «هذه تجربتنا الاولى في العمل مع شركات أجنبية لذلك ستكون هناك بعض المخاوف والشكوك لكني اشعر بالتفاؤل بأننا سنتعلم ونكبر». وقال اتحاد العاملين في قطاع النفط: انه فتح خط اتصال مع شركات النفط الكبرى لمناقشة الضمانات الوظيفية. والشركات الاجنبية - التي لم تبدأ بعد العمل في العراق - ملزمة بموجب العقود بتوظيف العراقيين كلما أمكن ذلك وتوفير أموال لتدريبهم. وأعطى ذلك أملا لالاف العاطلين في البصرة الذي وقفوا في طوابير لعدة ليال في تشرين الاول الماضي لتقديم طلبات بوظائف أعلن عنها حديثا في شركة نفط الجنوب. واندلعت مشاجرت بالايدي بينهم وبين الشرطة. والامال كبيرة وعواقب خيبة الامل قد تحمل مخاطر سياسية. وقال محمد عبد الله أحد سكان المناطق العشوائية الفقيرة «هذا بلدي وهذه داري لذلك أريد بعض المزايا... اذا جاءت هذه الشركات الاجنبية ولم تأت بمزايا ستكون هناك مشاكل».
مخاوف فقدان الوظائف تحد من الترحيب بشركات النفط الأجنبية
نشر في: 8 ديسمبر, 2009: 07:21 م