TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (شلع سنّه وكال اريد اجماله)

هواء في شبك: (شلع سنّه وكال اريد اجماله)

نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 06:54 م

عبدالله السكوتي اعتاد احد الآتين من الريف اذا اشترى مادة من المواد ووزنت له تلك المادة ان يطلب من الحانوتي ان يعطيه (اجماله) وهي الزيادة يطلبها المشتري قديما من صاحب الحانوت وكانت عادة عند بعض الناس. وذات يوم من الايام آلم الاعرابي سنه كثيراً ـ ذهب
 الى طبيب الاسنان وطلب منه قلع ضرسه لأنه يؤذيه ، قلع الطبيب السن الا انه قال للطبيب ، اريد (اجماله) وتصور وكأنه في حانوت بقال ، فما كان من الطبيب الا ان قلع سناً صحيحةً واعطاه اياها قائلاً: "هذه سن اجماله". وهذه ليست اول (اجماله) منذ أن قرر العراق تدويل قضية الاربعاء الدامي، والعراق حين حاول ان يتهم دولة واحدة كان مخطئاً فكل دول الجوار مشاركة مشاركة فعالة في ما يجري من تناحر سياسي او اعمال عنف ارهابية ، وهنا يجب ان نضع حدا لأوهامنا، انا لا استطيع ان اطلب من اللص ان لا يدخل بيتي ولكنني مقابل هذا استطيع ان احمي بيتي ، قلنا مرارا ان تجربة العراق محاربة ولا يراد لها النجاح ، حتى القنوات الفضائية المأجورة مشاركة في ما يتعرض له الشعب العراقي ، فهي قد تسلمت اجور عمالتها وهوسها الاعلامي الذي يلقي بالذنب على الضحية تاركاً الجلاد يستبيح ارواح الآخرين ، ان للاعلام المضاد لتجربة العراق دورا كبيرا في محاولة اجهاض تجربته ويعتمد في ذلك على اسس طائفية واجندات خارجية هزئ منها بعض المعلقين متناسيا ان الشهور الاولى لسقوط الاستبداد قد اسست لاجندات طويلة ستعبث بأمن الانسان وستنغص عيشه عليه حتى يصل الامر الى ان يجاهر البعض بالقول (نريد ان يعود الوضع الى ما قبل 2003) وهذا هو المطلوب من الشعب العراقي ان يجهد بعودة وضع الاستبداد والدكتاتورية كي تجري الرياح بما تشتهي السفن، وحتى تصفو اموره وتعود الى ما كانت عليه، الغيظ الذي يكتنف النفوس وصل حد المجاهرة بالقتل والتنكيل حتى غدت جثث العراقيين سخرية للبعض ، يقولون هذا ما جنته الديمقراطية، فلنضع انفسنا بمنأى عنها ونقنع بسلاطيننا وملوكنا العادلين، هذا هو الأمر برمّته، وقد رصدت مبالغ هائلة للنيل منا وساعدهم على ذلك اهمال القائمين على الامن وتواطؤ البعض منهم، متناسين ان التاريخ لن يرحم احدا وسيشير بإصبع الاتهام الى كل من تلطخت يداه بدماء الابرياء ويدين من ساوم على قطع اعناق المساكين.ان تدويل قتل الابرياء اصبح سبة عليهم ، ولذا وجزء من ليّ الأذرع مارس الارهاب عملياته الاجرامية كي يميط اللثام عن الحقيقة ويقول هذا ما يوجد لدينا فماذا يوجد لديكم ، واعتقد ان الشر يدفع بالشر كما قالت العرب (وفي الشر نجاةٌ حين لا ينجيك احسانُ) نظام المخابرات والعقلية الاستخبارية مهمان في ادامة زخم ميزان قوة الدولة وفرض هيبتها، ان العراق وقع بين قطبي رحى، قطب الارهاب وقطب الحركات المتطرفة ، اضف الى ذلك ما يحاك من دسائس ومؤامرات من قبل بعض الكتل السياسية التي اعطت قيادها لدول خارجية توجهها متى تشاء، هذه اول (اجماله) في مسلسل الزيادات التي ستأتي قبل خوض الانتخابات المقبلة، فهل تعمل اجهزة السونار ام انها مثل اسلحة البعض، تُطلق للخلف؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram