TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > أغاني العندليب ترنيمة لكل إنسان

أغاني العندليب ترنيمة لكل إنسان

نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 04:40 م

حسين الجافنحب نحن الجيل السبعيني وماتلاه شبابنا مثلما نحب ابداعه وغناءه ومواقفه الوطنية وذلك الشجن الحزين الكامن في صوته.. اذ نرى فيه شبابنا وايامنا الحلوة وتلك اللهفة البريئة في التطلع الي الحب والي من نحب وبالرغم من ارتباط عبد الحليم حافظ بحركة 23 تموز يوليو الثورية وتحديدا بقائدها الكبير جمال عبد الناصر
 الا ان عبد الحليم حافظ ظل فنانا محبوبا من كل المصريين والعرب علي اختلاف مناهجهم الفكرية والسياسية الذين عدّوا مطربهم الناهض الذي يحرك في ذواتهم كوامن الشجن الدفين ويغني لهم ويتغني بغدهم في ظل الحرية والديمقراطية والاشتراكية المنشودة. وهي شعارات كبيرة جدا لم يتحقق منها الا النزر القليل وبكل اسف لاسباب ذاتية وموضوعية وعبد الحليم الذي كان يتميز بديناميكية التحرك الفني وخفة الظل وسعة العلاقات الاجتماعية والانتشار فنيا بين الناس وصار جزءا فاعلا في حركة الحياة الاجتماعية والثقافية ومن ثم الفنية في ظل ثوار تموز وبالتالي ليصبح النجم الفني الغنائي رقم 1 بين شرائح الشعب المصري والعربي كافة سواء بسواء، فاليتيم الذي فقد اباه قبل ان يولد وفارقته امه الي الابد لحظة ولادته وداهمته البلهارزيا مبكرا من كثرة غطسه في ترعة الحلوات (قريته) طحنته وعجنته وخبزته الاحداث الجسام بانيابها الحادة قبل ان يصل السابعة من عمره لتشكل مصائبه الشخصية في فقدان اعز حبايبه اليه من اولي مكونات الوعي الانساني بان الحياة قصيرة للانسان رسالة اجتماعية احوج ما يكون الانسان اليها في حاضرة منها في ماضيه او مستقبله لذلك كرس حياته وكيف اوضاعه علي ضوء قيم نبيلة متمسكا بها الي آخر يوم في عمره فظل ذلك الطائر الغريد الفريد في سماوات الحب البريء العفيف النظيف الرومانسي مثلما اضحي صوته الشجي انيس العذاري الحوالم في لياليهن الطويلة مثلما امست اغانيه الحلوة علي كل لسان الشباب ترنيمة يرددونها في كل وقت وحين وعلي الصعيد الاجتماعي فقد كان صديقا لمعـــــظم رموز مشيخة الازهر الشــــــــريف كالمرحومين السابحة ارواحهم في رحاب الملكوت الاعلي فضيلة الامام الاكبر محمود شلتوت والشيخ الدكتور محمد حسن الباقوري والشيخ الدكتور عبد العزيز كامل (وهم من وزراء الاوقاف السابقين في مصر)، والشيخ احمد الشرباصي والشيخ محمود البرشومي وغيرهم، كما كان علي علائق وثيقة بمشاهير قراء القرآن الكريم المصريين امثال الشيخ ابو العينين شعيشع وعبد الباسط عبد الصمد ومحمود الحصري ومصطفي اسماعيل والشيخ طه الفشني والشيخ محمد علي البنا والشيخ محمد صديق المنشاوي وغيرهم علاوة علي ذلك فقد ربطته علاقات صداقة متينة بنجوم الادب والفكر والصحافة كنجيب محفوظ وصلاح جاهين وزكي نجيب محمود وفؤاد زكريا وفكري اباظة وعلي امين ومصطفي امين وصالح جودت واحمد بهاء الدين واحسان عبد القدوس وصلاح حافظ واحمد رجب وجميل عارف وابريس نظمي (التي الفت كتابا عن حياته بعد وفاته مباشرة) وحُسُن شاه وسكينة السادات وامينة السعيد اما نجوم الرياضة في وقته امثال المرحوم رضا وشحتة ونبيل نصير وبدوي عبد الفتاح وصالح سليم وغيرهم فكانوا في طليعة اصدقائه اما شرائح الاطباء والمهندسين والقضاة واساتذة الجامعة فحدث عن علاقاته المتبينة معهم ولاحرج وكان لعبد الحليم حافظ رأية وصوته في الاحداث السياسية والاجتماعية والفنية فمرة انتقد الفنان صلاح نظمي علانية علي انه (الاثقل دما) بين كل الممثلين المصريين مما حدا بالاخير ان يقاضيه ويطالبه بتعويض مادي ومرة اخري طالب بكسر الحصار علي اسم (عمر الشريف) الفنان العالمي المعروف وكان قد غادر مصر منذ منتصف الستينات الي هوليود ليمثل في سلسلة من الافلام العالمية الكبيرة مثبتا كفاءة الممثل العربي ووقوفه علي قدم المساواة مع غيره من كبار نجوم السينما العالميين وكان عمر الشريف يلاقي يومئذ انتقادات واسعة كونه يمثل احيانا في افلام يشاركه فيها ممثلون كبار اجانب الي اسرائيل مدافعا عن عمر كونه فنانا مصريا كبيرا لايمكن لاحد ان يسخره لغير خدمة القضايا العربية مطلقا وفي ذكرى وفاة حليم لانذرف علي رحيله دمعا قدر تمسكنا باحياء نموذجه الغنائي التأملي الهادف.. والمطرب صاحب القضية علي عكس غالبية مطربي آخر زمان الرديء هذا الذين يعتمدون علي الحركات الهابطة والكلمات غير المهذبة ولا اقول غير المؤدبة والالحان المكررة المجرورة والمعادة المموجة محيطين انفسهم بمجموعة من الراقصات اللاتي يقمن بحركات وسكنات اقل ما يمكن وضعها به بانها تخدش الادب والذوق والحياء فتحية لحليم في ذكري رحيله ويقينا بان نموذجه الراقي في الفن والحياة والمواقف سيمكث مدة طويلة قبل ان يطويه غبار النسيان 2 رحل المطرب عبد الحليم حافظ عن عمر لم يتجاوز (48 ) سنة .. قضي معظمه مريضا يؤدي ضريبة سباحته في ( ترعه) قريته الحلوات التابعة إلي مدينة الزقازيق بمحافظة الشرفية في مصر... اذ اصيب بمرض البلهارزيا الذي ظل ينخر في كليته بمرور الايام . كان عبد الحليم الذي انطلق غنائيا في حفلة عامه بحديقة الاندلس العامة بالقاهرة بعد ستة أشهر من انطلاق ثورة 23 تموز عام 1952 بقيادة الزعيم الكبير جمال عبد الناصر .. غني في هذه الاحتفالية اغنية ( صافيني مره ) من كلمات سمير محبوب والحان محمد الموجي ... فانطلق من خلاله

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram