TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (تموتين مالبسج خزّامه)

هواء في شبك: (تموتين مالبسج خزّامه)

نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 06:30 م

عبدالله السكوتيكانت العرب في الجاهلية تلبس نساؤها الحرائر الذهب والفضة ولاتعطي الحق في لبس الذهب او الفضة للإماء ، بقي مفعول هذه العادة ساريا الى عهد قريب فاذا ارادوا عتق (امة) ألبسوها بعض هذه الحلي ، والمثل يشير الى ان احدى الإماء كانت تطلب من سيدها ان يعتقها ويلبسها (الخزامه) والخزامة توضع
 في الانف للتجميل تلبسها النساء وتصاغ من الذهب ، لكنه كان كل مرة يرفض طلبها واخيرا قال لها: (تموتين مالبسج خزامه) واستخدم هذا المثل نوري السعيد حيث كان الشيخ احمد داود نائبا في مجلس النواب وقد حرم من الوزارة لعدة سنوات ، وفي احدى وزارات نوري كان الشيخ شديد المعارضة لسياسته وكان نوري يعلم دوافع معارضته فاجابه بقوله:(تموتين مالبسج خزّامه) فضج المجلس بالضحك. هذا الامر بدا واضحا من خلال التصريحات التي اعقبت تفجيرات الثلاثاء والتي تمثل وجهة نظر عامة تجاه الارهاب والارهابيين وهي حالة تواصل وتوادد مع الشعب، لكن في الجزء الاخر من اللوحة هناك من يصطاد في الماء العكر فيطالب بتنحية الوزير الفلاني والقائد الفلاني وهذا الامر ينبع من مآرب شخصية ، حيث تجد المعارضة شديدة لسياسات وزارتي الداخلية والدفاع برغم الجهود التي تبذلها الوزارتان ، وهؤلاء يعدون على الاصابع.. اقصد الذين ينادون بالاقالات، ومعارضة السياسة المتخذة ضد الارهاب ، وهم يعلمون يقينا ان العراق مستهدف من قبل الكثير من الاطراف الدولية والمحلية ومع هذا فنحن لا نبرئ ساحة القوات الامنية وتهاونها في حفظ امن المواطن ولكن لنجنح الى اسلوب اكثر تحضرا ونحن نعلم اساس البلاء ولذا علينا علاجه بتطهير هذه الاجهزة مثلا مما علق بها من ادران ونعالج العشواشية التي تم بناء هذه الاجهزة من خلالها ، ونسعى الى توثيق المهنية لدى منتسبي هذه القوات حتى تتوفر لديهم خاصية معالجة الحالات الطارئة وبسرعة ، على اعتبار ان طريقة اعداد العناصر كانت سريعة ولم تخضع للمراقبة ، وعلى الاجهزة الامنية ان تتبع وتركز على عملية مناقلة القادة الامنيين وتغييرهم بين فترة واخرى للحيلولة دون نشوء علاقات صداقة ربما تؤدي الى الاخلال والتهاون في تنفيذ الواجب ، وركزنا من قبل على الجانب المخابراتي والاستخباري وقلنا انه مهم حيث يستطيع ملاحقة الحالة الشاذة منذ ولادتها وبالتالي يستطيع ان يحدد كثيرا من الخيوط التي تؤدي الى كشف هذه المجاميع التي عبثت بأمن العراق وهدرت دماء ابنائه الشرفاء. الامر الاشد خطورة خصوصا في هذه المرحلة هو الاعلام فهناك من اندس في صفوف الاعلاميين ليدافع ويدلي برأي الجهة التي تدفعه ولذا علينا ان نميز بين الاصوات، صوت ينتقد الحالة كي يستطيع المسؤول تقويمها وتغييرها نحو الافضل وصوت آخر يقوم بايصال رسائل مكلف بايصالها ليحصد من وراء ذلك غرضا في نفسه وفي نفس الجماعة التي ينتمي اليها، ومع هذا فلم يكن الدهاء من صفاة الطغاة فقط وانما على من يتسنم منصبا مهما في الدولة ان يتمتع ببعض الدهاء حفاظا على ارواح الناس وممتلكاتهم ، ونحن من جانبنا نقول للمتصيدين في الماء العكر كما قال نوري السعيد (تموتين مالبسج خزّامه) وليبق من يبق يصرخ في آخر القطيع فلا احد سيسمع الاصوات النشاز التي تحاول ان تحبط التجربة وتلقي بها بعيدا لتعاود السيطرة من جديد وتحكم الناس بالحديد والنار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram