بغداد /المدى في زيارة مفاجئة تنبئ باهتمام اميركي واضح بمسألتين مهمتين هما الانتخابات التشريعية وضرورة اجرائها في وقتها المحدد والتفجيرات الاخيرة وضرورة الضرب بقوة على اوكار الارهاب والارهابيين وصل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس بغداد على رأس وفد رفيع ضم السفير الأمريكي لدى العراق كريستوفر هيل ومساعدي وزير الدفاع الأمريكي
 وعددا آخر من المسؤولين الأمريكيين حيث التقى رئيس الجمهورية جلال طالباني. وجرى خلال اللقاء الذي حضره نائبا رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، ورئيس حكومة إقليم كردستان برهم أحمد صالح، ووزيرا الدفاع عبد القادر العبيدي و الموارد المائية لطيف جمال رشيد، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني وكبير مستشاري رئيس الجمهورية فخري كريم وعدد آخر من المسؤولين، مناقشة الأوضاع السياسية والأمنية في العراق لا سيما الملف الأمني والسبل الكفيلة بمقارعة الارهاب وتوفير الأمن والاستقرار في البلاد، واستعرض طالباني آخر المستجدات على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي، مسلطاً الضوء على مسار الاصطفافات والتحالفات التي تشهدها الساحة السياسية في العراق استعداداً للتنافس في الانتخابات البرلمانية القادمة. وعبر طالباني بحسب بيان صادر من رئاسة الجمهورية عن امتنانه وشكره العميقين للولايات المتحدة حكومة وشعباً وجيشاً لدورها في دعم الشعب العراقي وتجربته الديمقراطية، موضحاً ضرورة توسيع العلاقات بين البلدين الصديقين. ومشددا على الاجراءات الأمنية الأكثر فاعلية لمواجهة الهجمات الارهابية التي يتعرض لها العراق. من جهته جدد وزير الدفاع الأمريكي تصميم الولايات المتحدة على المساهمة في تهيئة المناخات الملائمة لاجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق من خلال توطيد العمل المشترك بين الجانبين لتفعيل الآليات اللازمة للضرب بقوة على أوكار الارهاب والارهابيين. فيما اجتمع رئيس الوزراء نوري المالكي امس الجمعة، مع وزير الدفاع الأمريكي غيتس، بعدما كان اللقاء ألغي بسبب تداعيات "تفجيرات الثلاثاء الدامي،" واستدعاء البرلمان للمالكي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" جيوف موريل: إن غيتس لا يعتبر إلغاء المالكي للقاء الذي كان مقرراً بينهما "مهيناً"، ولكنه أوضح أن إلغاء الاجتماع استتبعه إلغاء مؤتمر صحفي كان مقرراً أيضا. مشيرا الى مثول رئيس الحكومة أمام النواب، خاصة في ظل مثل هذا النوع من الهجمات، ويتطلع غيتس إلى تحديد موعد جديد للاجتماع، ربما قد يكون اليوم السبت. الى ذلك وفي زيارة خاطفة وصل غيتس على رأس وفد من ضباط وزارة الدفاع الأمريكية، قبل ظهر امس الجمعة ، إلى أربيل، واستقبل في مطارها الدولي من قبل رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين و مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في مجلس وزراء حكومة الإقليم فلاح مصطفى ، وبعدها التقى غيتس رئيس الاقليم مسعود بارزاني. وفي اجتماع بين الجانبين حضره وزيرا الداخلية والبيشمركة في حكومة الإقليم وكريستوفر هيل السفير الأمريكي لدى العراق، تم بحث جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومستجدات الأوضاع السياسية على الساحة العراقية والدعم الأمريكي للعملية السياسية الجارية في العراق، إضافة إلى قانون الإنتخابات والضمانات الأمريكية التي اعطيت للشعب الكردي بهذا الخصوص. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية جيف موريل قد أعرب في تصريح صحافي عن امله بأن تستمر روح الوحدة والتعاون بعد اجراء الانتخابات مبديا أمله "بتشكيل حكومة جديدة سريعا وسلميا لأن أي تأخير يؤدي الى احتمال عدم الاستقرار". وأكد ان غيتس"سيبذل جهوده مع الحكومة الحالية لمساعدة حكومتي المركز والاقليم على تسوية الخلافات السياسية العالقة بينهما". ووصل غيتس الى العراق امس في زيارة مفاجئة عقب زيارة الى افغانستان حيث ترسل الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية. وكان وزير الدفاع الأمريكي قد وصل الى محافظة كركوك في زيارة مفاجئة قبل زيارته لاربيل واجتمع مع القيادات الأمنية في مطار كركوك الذي تتمركز فيه القوات الأمريكية حيث تطرق معهم الى أوضاع كركوك الأمنية والسبل الكفيلة بالحفاظ على أمنها.